أخبار دولية
استمرار الخلاف داخل قيادة حماس
حول اتفاق المصالحة مع فتح
تاريخ النشر : الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٢
غزة - (رويترز): قال دبلوماسي إن أبرز زعيمين في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لم يتمكنا في محادثات سرية في قطر يوم الأحد من حل أزمة داخلية بشأن اتفاق المصالحة مع حركة فتح المنافسة التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. ويدور أول انقسام علني في قيادة حماس على مدى تاريخها الذي بدأ قبل 25 عاما حول المدى الذي يجب أن تذهب إليه الحركة في توحيد الصفوف مع فتح التي تمثل التيار الرئيسي الفلسطيني.
وقال الدبلوماسي لرويترز «اجتمع خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس) وإسماعيل هنية (رئيس حكومة حماس المقالة في غزة).. في قطر لمناقشة الخلاف داخل حركة حماس حول اتفاق الدوحة». وترك مشعل في الآونة الأخيرة مقر إقامته في دمشق التي ظل بها فترة طويلة، حيث شعر بحرج سياسي بسبب الحملة الدموية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد انتفاضة يشنها مسلمون سنة. وسافر هنية إلى قطر قادما من إيران -حليف سوريا- التي عبرت عن استيائها لرفض مشعل البقاء في سوريا ودعم الأسد.
ويقول محللون إن الزعيمين الإسلاميين ليسا على طرفي نقيض فيما يتعلق بالنزاع الداخلي في حماس، لكنهما يحاولان حل الخلافات داخل قيادتها الجماعية بين مشعل وزعماء الحركة في غزة المقربين من هنية. وبعد اجتماع قطر قال الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه «الأزمة مستمرة». وأصبحت حماس وفتح خصمين منذ أن تواجهتا في قتال في غزة في 2007، مما أدى إلى انقسام الحركة الوطنية الفلسطينية إلى شطرين.
وتعهد عباس -المدعوم من الغرب- بالتوصل إلى سلام مع إسرائيل، في حين تتخذ حماس -المدعومة من إيران وحليفتها سوريا- موقفا مخالفا. وتقول الحركتان منذ أكثر من عام إنه حان الوقت لإنهاء التنافس بينهما والذي يلحق ضررا وانقساما بين الفلسطينيين. لكنهما لم يتمكنا من تنفيذ أي اتفاق توصلا إليه.
ويعتقد بعض قادة حماس أن توقف محادثات السلام في الشرق الأوسط والصعود الأخير للحركات الإسلامية في العالم العربي يمنحهما نفوذا أكبر من ذي قبل على عباس. لكن مشعل الذي له علاقات وثيقة بالإخوان المسلمين في مصر يرى أن الوقت قد حان للتوافق وليس المواجهة، مع تعديلات حذرة في السياسة لإنهاء عزلة حماس.
ووقع مشعل وعباس اتفاقا في قطر الأسبوع الماضي يتولى عباس بمقتضاه رئاسة حكومة تكنوقراط انتقالية، تكون مهمتها الإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية في وقت لاحق من هذا العام. وأيد هنية -زعيم حماس في غزة- الاتفاق، لكن شخصيات قيادية أخرى بحماس في غزة يعارضونه بقوة وهو ما يزج بالحركة في نزاع علني نادر الحدوث.
وأثار الاتفاق غضب قيادات فلسطينيية في غزة يشعرون بأن مشعل قدم تنازلا كبيرا جدا إلى الرئيس الفلسطيني بدون الحصول على موافقتهم. ويقول محللون إن زعماء حماس في غزة يعتقدون أنه لا حاجة إلى تقديم تنازلات في الوقت الحالي إلى عباس.
وتعارض حماس رسميا إقامة سلام دائم مع إسرائيل وترفض الاعتراف بها. وتقلل إسرائيل من أهمية تلميحات إلى أن الجماعة الإسلامية ربما تقبل هدنة طويلة الأجل، وحذرت عباس من أن أي حكومة فلسطينية محتملة تشارك فيها حماس ستعني إغلاق الباب أمام محادثات السلام.
وترفض الأمم المتحدة والغرب التعامل مع حماس باعتبارها منظمة إرهابية، وستبقى الحركة هكذا ما لم تعترف بإسرائيل وتنبذ العنف وتؤيد جميع الاتفاقات السابقة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي لا تضم بين فصائلها حماس.
ويقول محللون إنه لا يوجد أي مؤشر إلى أن حماس تستعد لاتخاذ مثل هذه الخطوة التي ستمثل تغييرا جوهريا في سياستها. ووصف محمود الزهار - وهو شخصية بارزة في غزة وتعتبره فتح متشددا- اتفاق مشعل مع عباس بأنه «خطأ». وكان الزهار قد اختلف علنا مع مشعل أواخر العام الماضي عندما دافع الأخير عن إعطاء عباس فسحة من الوقت لمواصلة مساعيه للسلام مع إسرائيل.
وقال دبلوماسي آخر بالمنطقة إن حماس «تجد نفسها للمرة الأولى في تاريخها في معضلة صعبة وحقيقية... اتفاق الدوحة يحتاج إلى معجزة لتنفيذه».