الجريدة اليومية الأولى في البحرين


قضايا و آراء


الخطأ يتكرر والوطن يتدمر

تاريخ النشر : الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢



تكاد المآسي لا تنتهي منذ 14 فبراير من زمرة وطّنت نفسها لخدمة الشيطان وأعدت عُدتها خيانة للمك والوطن، تلك الزمرة التي وجهت خطابها بوضوح لا للأمان مهما دار الزمان، توعدت ووعدت وخالفت ولم تعط للخيار خيارا للاختيار، 14 فبراير يُمثل نقلة تاريخية بعهد نقل العهود للعهد الزاهر بقيادة خطوات إصلاحية غير مسبوقة في تاريخ الوطن برعاية ملكية شمولية، شملت إصلاح ما خالف المعهود ونقلت جهود العطاء بلا نفوذ.
مملكة البحرين تحظى بقيادة ملكية حكيمة تكللت خطواتها بإنجاب الإصلاح الشامل، لا ينكر اثنان من ثلاثة التقدم الذي شهدته البحرين خلال 10 سنوات مضت، كما لا ينكر ثلاثة من ثلاثة محاولة معاول الهدم من الفتك بالمشروع الإصلاحي وإعاقة الجهود المبذولة لكي لا ينجح إصلاح في الوطن، ومع ذلك لم تكف تلك الأبواق المضللة من 2004م وبشدتها 2005م، وبرجوعها على الساحة 2008م عن التخريب والتدرب على أشكال العنف والعبث جميع بممتلكات الوطن عامة وخاصة، تلك الجهود لم تزل فما مضى عام 2009م حتى تعمدت تلك الفئات الضالة كسر حاجز الخوف لتمارس أبشع الجرائم علناً بلا استهجان من الرأي العام، فلما انقضت آفة التخريب بعد أن طُبق القانون نهاية العام ذاته لم تكن للخفافيش المظلمة أن تخرج في سرمد الليل الأملج، وهكذا عم السلام.
غاية ما في الأمر أن عام 2011م شهد ظهورا جديدا لمفهوم الإصلاح، بدأ بعفوية تونسية حين جفّت أحبار الاخطار فارتمى الشر على الشر مُقدراً شب النار، خرج التونسي ولم يُرد سوى الحرية التي حُرم منها عقودا من الزمن، طالت معالم التقليد دولا عربية، ونجحت مع مفارقات بين ذي وتلك، واستغلت زمرة الشر في البحرين بغطاء إيراني أجنبي استثمار ما سمي (الربيع العربي).
إيران واحدة من أكبر الدول المُخططة لهتك حرمات الشعوب، وأكبر الدول الباغية لحرمات الأوطان، شمّرت سواعدها وسعت رويدا رويدا لتوريد الضلال وأفردت واستفردت بمعطيات تونس ومصر، لم تكن لإيران خيارات تختارها فهي زعيمة القيادات الضالة، بدأت بخلخلة الأقرب إليها لتغطية خلية الإرهاب البحرينية الإيرانية بزعامة أبنائها المدللين، وتخللت وتسللت للبحرين والسعودية وحاولت مع قطر والإمارات بلا فائدة، أما البحرين التي حاولت السيطرة عليها عُصبة ما سمت نفسها (الكتلة الإيمانية) خلت من الإيمان ومن مضامين الإسلام، تمددت بتطبيق حرفي من (ولاية الفقيه) وقد رصدت إيران دعماً قُدر بـ 5 مليارات دولار لنجاح ما سمته بعد اللف والدوران (بالصحوة الإسلامية)، ليس للعاقل بُد من أن يرى الحقيقة التي هي أجلى من وضوح الشمس أمام مُفرزات الواقع.
إيران اليوم هي المتحرك الأساسي واللاعب الأول لتغطية خسائرها أما أمريكا وإسرائيل، مع وجود تعاون خفي لمصالح أمريكية إسرائيلية، فإيران تُطبق استراتيجيات إسرائيلية وتطور سياسات أمريكية، فإيران وأمريكا وإسرائيل عملة واحدة سُكت ببقايا النحاس المُتصدئ.
أما المغرر بهم من عصابة الإجرام التي خرجت من سجنها بعد العفو الملكي الذي صدر في فبراير 2011م، فقد أجمعوا بلا كلل أو ملل على أن يخونوا الملك والوطن مُجدداً ليتعاهدوا في صوامع الاستعباد، الجهود تتواصل والمطالب تزيد على قدر المعقول، هي إرادة إيران أن تكون البحرين جمهورية فارسية، خطوات تتسارع من أجل نيل الثقة العالمية وسحق الإنجازات الوطنية وتدليس الحقائق المشهودة، البحرين تاريخ يا مغفلون، البحرين ماض وحاضر ومستقبل يا أغراب، فالمواطن لا يبيع وطنه ولا يحرم الشعب راحته وأمنه ولا يسلب المقيم حريته، لقد عُثتم في الأرض الفساد ونزعتم صلة الرحمة وملَ الناس تصرفاتكم الجاهلة.
اتضحت خطط قوى التأزيم وزمرة الإرهاب في البحرين بعد السماح لهم بالخروج وحق التظاهر، مع أن هذا الحق ليس لهم فحقهم أخذوه وأكثر، ما كانت الحرية في يوم من الأيام مدعاة للتحرك المشبوه، ولم نعهد أن الحرية تعطيل مصالح الناس وسب وشتم القيادة على قدم وساق، ولم نر في العالم الحرية أن ندعي التحضر ونشتم حكومتنا بوصفها بالدكتاتورية، الحق أن يستحق المجرم عقابه، أبناؤنا يتوارثون سموم الثقافات المظلمة من تسييس كل شيء وسموم الأخلاق السيئة.
خذلتم الوطن، وأقولها للشعب كافة كما قالها مليكنا رعاه الله في خطاب تجلى بالشفافية والصراحة والعزم: ضرورة وحدة الشعب وتلاحمه، إن المضي قُدماً في ركب الإصلاح وعجلته هو السبيل الوحيدة للتقدم والازدهار، ولابد أن نجدد الرفض لكل ما يجري من استهتار، فالسكوت خطأ والصمت أخطأ، بالسكوت نعطي الفرصة لقوى الظلام، وبالعمل وممارسة الحياة بشكل طبيعي والسعي للمكتسبات والانجازات الوطنية أنفع، دعوهم يُجعجعُوا، ودعونا نرسم معالم الصلاح بلا شكوى وشجون.
إن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نجم هذا الوطن، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان عز هذا الوطن، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة صلاح للوطن.
نعم معاً مع قيادة ملكية في أرض عربية خليفية.