الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


أمير الكويت يدعو إلى نبذ الفتنة والفرقة وإلى التعاون لإنهاء أزمات البلاد

تاريخ النشر : الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢



دعا امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح أمس الاربعاء نواب البرلمان الجديد الذي تسيطر عليه المعارضة بقيادة الاسلاميين، الى التعاون مع الحكومة من اجل انهاء الازمات في البلاد، فيما انتخب النواب البرلماني المعارض المخضرم احمد السعدون رئيسا جديدا للمجلس.
وحذر امير الكويت في كلمة افتتح بها الدورة الجديدة للبرلمان الكويتي الذي انتخب في الثاني من فبراير، من المخاطر التي تواجه البلاد داعيا الى نبذ الفتنة «والفرقة»، وذلك بعد ان تصاعدت مؤخرا التوترات السنية الشيعية، والحضرية القبلية.
كما اعلن الامير الدعوة الى مؤتمر شبابي وطني، وهي دعوة تأتي في اعقاب حراك سياسي شبابي غير مسبوق. وقال الامير متوجها الى النواب «ندعوكم أن تقوموا بدور ايجابي فعال لمسؤولية التشريع لها والرقابة الجادة على تنفيذها متعاونين مع اخوانكم في السلطة التنفيذية مخلصين التفكير والعمل لمصلحة الكويت تحترمون الدستور والقانون وتحافظون على المال العام وتقبلون حق الاختلاف وتفضلون قوة الحجة على علو الصوت بعيدين عن الشطط والانفعال والتوتر والشخصانية».
وقد اسفرت الازمات السياسية المتتالية ولاسيما الخلافات بين البرلمان والحكومة منذ عام 2006 عن حل البرلمان اربع مرات وتشكيل ثماني حكومات مختلفة. كما دعا امير البلاد النواب الى «التركيز على رعاية الشباب وتوفير فرص العمل واسباب الحياة الكريمة لهم وتفعيل مشاركتهم الايجابية ودورهم البناء في خدمة المجتمع».
واشار الى انه طلب من الديوان الاميري عقد «مؤتمر وطني للشباب يتوج مساعي الشباب وهم يعدّون وثيقة وطنية لتمكينهم من تسخير طاقاتهم الخلاقة والاستفادة منها في خدمة وطنهم». وتأتي هذه الدعوة بعد حركة الاحتجاجات غير المسبوقة التي قادها الشباب والتي ادت في النهاية الى استقالة رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح في نوفمبر.
ونزل عشرات آلاف الشباب في نوفبر الماضي للتظاهر في الكويت للمطالبة بمكافحة الفساد وباصلاحات سياسية جذرية في البلاد. واصدر امير الكويت يوم الثلاثاء مرسوما بتشكيل حكومة جديدة تضم عشرة وجوه جديدة، وذلك بعد فشل المحادثات بين رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح والمعارضة من اجل اشراك مزيد من النواب المنتخبين في التشكيلة الحكومية.
واشار الشيخ صباح في كلمته أمس الاربعاء في البرلمان الى ان الكويت تواجه «جملة من التحديات الداخلية والاخطار الخارجية التي تعرقل مسيرته» ودعا الى ان يهتم النواب في «اصلاح الخلل في هيكل الاقتصاد الوطني وذلك بتنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل منتجة لأبنائنا».
كما اعتبر ان «التصدي لهذه التحديات والاخطار يجب ان يتصدر اولويات اعمالكم (النواب) ويأخذ جلّ اهتمامكم، فالوحدة الوطنية وتعزيزها وترسيخ مقوماتها ومحاربة الفتنة والفرقة وتسخير وسائل الاعلام المختلفة للقيام برسالتها السامية من دون انحراف او تأجيج مع الحرص على عدم المساس بالحقوق الاساسية والحريات العامة يجب ان يكون شغلكم الشاغل على الدوام». كما دعا الامير النواب الى تاكيد «حرمة المال العام ومبدأ النزاهة والامانة والشفافية ومكافحة الفساد» مع العلم ان الانتخابات الاخيرة خاضتها المعارضة تحت شعار مكافحة الفساد.
وفاز السعدون برئاسة مجلس الامة في اشارة واضحة إلى تصميم المعارضة على الامساك تماما بمجلس الامة الذي تملك غالبية كبيرة من مقاعدة (34 من اصل 50). وحصل السعدون على 38 صوتا مقابل 18 لمنافسه الوحيد محمد الصقر الذي يمثل التيار الليبرالي.
وعلا التصفيق في قاعة البرلمان عندما اعلن النائب خالد السلطان الذي كان يرأس الجلسة نتيجة الاقتراع. والسلطان الذي ينتمي إلى التيار السلفي انتخب نائبا لرئيس المجلس فيما فازت المعارضة بمعظم اللجان البرلمانية.
والسعدون (78 عاما) هو اقدم البرلمانيين الكويتيين اذ انه عضو في المجلس منذ 1975 وقد فاز في كل انتخابات نظمت في الكويت منذ تلك السنة. وانتخب السعدون رئيسا للمجلس للمرة الاولى في 1985، الا ان هذا المجلس تم حله بعد سنة. وانتخب مجددا على رأس مجلس الامة في 1992 و.1996
إلا ان رجل الاعمال جاسم الخرافي فاز على السعدون في 1999 وجلس على كرسي رئاسة مجلس الامة حتى العام الماضي حين اعلن نيته عدم الترشح مجددا لعضوية البرلمان.