رسائل
الغبار جند من جنود الله
تاريخ النشر : الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢
لقد تعرضت البلاد لموجة من الرياح والغبار الشديد الذي أزكم الأنوف، وخفض الرؤية، وتغلغل في البيوت، وتسبب في امراض الحساسية واستثارة مرض الربو، فامتلأت المستشفيات، وغصت بالمراجعين المصحات، واضطربت الملاحة الجوية بسبب انعدام الرؤية، واحمرت العيون، وتحشرجت الأصوات، وتعكرت الامزجة، وهرب من هرب بحثا عن الهواء النقي.
اخواني/ اخواتي: ان لكل عظيم جنودا، ولكل ملك أعوانا ووزراء، ولا ينتظم أمر الزعماء والعظماء الا بهذا، ولا يستغني أحد منهم عمن يسانده في ملكه، ويعاضده في أمره، حتى الأنبياء والمرسلون، وهذا محمد (صلى الله عليه وسلم) كان له وزير صدق أبوبكر ثم عمر (رضي الله عنهما)، أما الجبار المتكبر فانه غني ويستغني عن كل أحد فلا وزير له ولا مستشار تعالى وتكبر عن هذا كله، حتى الجنود هو في غنى عنهم، ولكنه جعلهم لحِكَم عظيمة، فمن جنوده الملائكة بقيادة جبريل، وكذا الريح التي دمرت عادا، والصيحة التي اهلكت ثمود، والخسف الذي أخذ قارون، والأحجار التي نزلت على قوم لوط، والماء الذي اغرق فرعون، والطوفان الذي التقم قوم نوح، والجراد، والقمل والضفادع والدم، والحر والبرد والأمراض على اختلافها وتنوعها والأتربة والغبار، نعم عباد الله: هذا الغبار الذي هو أهون شيء واخفه في نظرنا، مع ذلك عجزنا عن أن ندفعه أو نرفعه، فكيف لو كان الأمر أعظم من أن يكون غبارا أو ترابا؟
أيها الأحبة: ان الناظر في أحوالنا، وللأسف الشديد يتألم اشد الالم من وضعنا وحالنا، فأين حق الله ورسوله وأين حق الدولة ثم الوالدين ثم المجتمع والناس؟ ربنا يغضب متى شاء وكيف شاء، ويرضى سبحانه ويحب ويكره، ولم لا يغضب الكبير المتعالي سبحانه والقرآن يهان ويرمى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) يسب ويشتم في أوروبا وفي الشرق يعبد غيره بل في اقصاه ينكر؟ أما في الشرق الاوسط وبلاد المسلمين، فحدث عن أكل الربا والتحايل عليه نعوذ بالله من ذلك.
قال تعالى: «ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما».
الله أسأل أن يرفع عنا الأتربة والغبار، وينزل علينا مطرا يغسل أرضنا، ويطهر قلوبنا، ويثبت أقدامنا.
عبدالله القلاف