أخبار البحرين
«المحرق الثانوية» تقدم التجربة الناجحة في تحسين اليوم المدرسي إشادة معلمات وطالبات المدرسة بالفوائد من وراء التمديد
تاريخ النشر : السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
لم يتم تنفيذ مشروع تحسين الزمن المدرسي بشكل مفاجئ، أو من دون تجريب هذا التحسين، حيث تم تطبيق المشروع على سبيل التجريب في مدرسة المحرق الثانوية للبنات، وتمت مراجعة وتقييم التجربة على نحو موضوعي، حيث كانت النتائج إيجابية في مجملها، واسهم التمديد في المساعدة على تنمية مهارات الطالبات وتطور طرق التدريس وتنويعها وتحسن نتائج الطالبات في 29 مقررا دراسيا، وإذا كان التطبيق التجريبي قد أثار في البداية نوعا من عدم القبول من عدد من المعلمات وأولياء الأمور فإنه بعد ظهور النتائج الايجابية زالت تلك التحفظات.
تجربة التمديد حققت نجاحاً
لقد سعت الوزارة إلى تجربة تمديد اليوم الدراسي في مدرسة المحرق الثانوية للبنات خلال العام 2009/2010، وحول ذلك أوضحت مديرة المدرسة الأستاذة أمينة الحماد أن تجربة التمديد لقيت نجاحاً متميزاً انعكس على مستوى أداء الطالبات الأكاديمي، فالتمديد ليس الهدف منه إرهاق الطالبات أو المعلمات بل هدفه توفير الراحة لهن، حيث إن عدد الحصص في جدول الدروس اليومي الحالي هو ست حصص فقط بينما كانت سبع حصص في جدول الدروس السابق، وزمن الحصة الحالي 60 دقيقة بدلاً من 45 دقيقة في الجدول السابق، أما الزيادة الكلية في الزمن في اليوم الدراسي فهي 45 دقيقة أي أقل من ساعة. أضف إلى ذلك أن واقع أيام التمدرس في مملكة البحرين هو أقل من أيام التمدرس مقارنة بدول أخرى في العالم، والوقت الضائع خلال اليوم أو الفصل أو العام الدراسي إلى جانب الإجازات والامتحانات يفقد الطالب عددا من السنوات مقارنة بأقرانه في دول العالم.
وتضيف: أكدت لنا حاجة المدرسة الملحة إلى مثل هذا التمديد لتكون قادرة على استيعاب التحسين المطلوب ضمن برنامج تحسين أداء المدارس وذلك نظراً إلى طبيعة العمل اليومي الميداني الذي أثبت عياناً أن مدة الحصة الدراسية والمتمثلة في 45 دقيقة غير كافية لتحقيق أعلى درجات الكفاءة التعليمية للطالبات ولا تساند بشكل كبير التطوير والتحديث الحاصل في عمليتي التعليم والتعلم وتبني الطرق التدريسية الحديثة، وعليه برزت الحاجة إلى تمديد اليوم الدراسي الذي يخدم الطالب في المقام الأول.
الجودة التعليمية لمواكبة العصر
وفي هذا السياق قالت الأستاذة عائشة المهزع ؟ المديرة المساعدة بالمدرسة: من منطلق فكرة «كل تغيير مرفوض» واجهنا الكثير من الرفض من كل الفئات بدءًا من الطالبات، وأولياء الأمور وحتى الهيئة التعليمية، وبلا شك فإن هذه حالة الرهبة طبيعية تعتري أي إنسان عند تغيير نمط حياته بشكل مفاجئ، وتختلط مشاعر الرفض بالخوف من تداعيات هذا التغيير، ولا أخفي عليكم كم واجهنا من صعوبات في بادئ الأمر، حيث كانت نظرتهم الشخصية لا تتعدى فكرة التعطيل والوصول المتأخر إلى المنزل غافلين مدى الفائدة العامة العائدة على أبنائنا الطلبة وتحسين الجودة التعليمية لمواكبة النظام العالمي في عملية التعلم والتعليم، ولكن بإصرار منا وإيماناً بالفائدة التعليمية استطعنا التغلب على كل العقبات التي واجهتنا. وتطرقت في حديثها إلى أهم المعايير والاشتراطات الواجب توافرها في البيئة المدرسية لتطبيق هذا النظام، مؤكدةً أن تعزيز وتطوير البنية التحتية للمدرسة ومرافقها من أهم الاشتراطات الواجبة لإنجاح التمديد.
ومن جانب آخر تحدثت مدرسة اللغة الانجليزية بالمدرسة ؟ الأستاذة يثرب يوسف المخرق عن تجربتها مع التمديد موضحةً أنها كانت من أشد المعارضين للتمديد في بادئ الأمر، حيث لم تكن مقتنعة تماما بأن الزيادة في الزمن المدرسي ستزيد من فاعلية الطالب داخل الصف بل على العكس سوف تنعكس تلك الزيادة بشكل سلبي على سلوك الطالب وسيزيد بالتالي من استيعابه. وتقول بعد مرور ثلاث سنوات على تطبيق البرنامج في المدرسة تغيرت نظرتي كلياً حيث لمست نتائجه شخصيا فقد ارتفعت نسب النجاح العام لتتعدى المتوقع وزادت فاعلية الطالب في المشاركة الصفية، كما نتج عنه تطور كبير في طرق وأساليب التعليم للمعلم.
زيادة تفاعل الطالبات
وقد شاركتها الرأي الأستاذة إيمان الهاشم أستاذة اللغة العربية بالمدرسة موضحة: إن حجم الاستفادة التي لمسناها من تطبيق (الساعة الذهبية) أكد لنا نجاح هذا البرنامج واستطعنا من خلال الزيادة البسيطة في وقت الحصة أن نضيف معلومات أكثر ونستخدم أساليب جديدة ومشوقة لكسر جمود شرح الدرس الاعتيادي، مما يزيد من تفاعل الطلبة داخل الفصل الدراسي . حيث إن تمديد اليوم الدراسي يعود بالفائدة على الطالب والمعلم سيان، فبنجاحهم تكتمل العملية التعليمية وتتطور.
وللطلبة رأي
وفي هذا الجانب تحاورنا أيضاً مع الطالبة إيمان جمال الشريف من (المستوى الثالث) حول تجربتها مع التمديد فقالت: أود أن أتحدث عن تجربتي مع التمديد حيث بدأت معه أولى سنوات دراستي في المرحلة الثانوية، وكنت من الطالبات اللاتي يرفضن تماماً فكرته وكنت أجزم أنه مشروع لا يتناسب أبداً مع مصلحة الطالب، وجل أسئلتي كانت «كيف لي أن أقضي فترة أطول في المدرسة..؟». ومع مرور الوقت بدأت بتقبل الفكرة تدريجيا، وحقيقة لمست للتمديد إيجابيات عدة، أبرزها أنه وفر لنا بالفعل وقتا أطول للراحة في المنزل على عكس ما توقعنا، حيث أتاح لنا ذلك الزمن الإضافي أن نقوم بواجباتنا وأنشطتنا الصفية داخل الصف الدراسي وليس في المنزل كما كنا نعمل في السابق، أما الطالبة صفاء عواده فقد كان لها رأي آخر، حيث عبرت عن حجم الاستفادة التي لمستها من مشروع التمديد فقد أتاح للمعلم إدخال التكنولوجيا والأفلام الوثائقية لتدعيم الدرس واستطاعت الطالبات قضاء أطول فترة ممكنة في بيئة تعليمية منظمة ومناخ تربوي صحي. حيث برأيها تحولت المواقف الصفية الى حوارات فكرية وأنشطة متمايزة ومشاركة فعالة للطالبات في صياغة أهداف التعلم، مما أتاح لهن تنمية وتطوير قدراتهن الشخصية وتحسين انجازاتهن الأكاديمية.
من جهته أوضح الدكتور شمسان المناعي ولي أمر طالبة سابقة في المدرسة، عن ايجابيات تحسين الزمن المدرسي الذي يثري بشكل كبير العملية التعليمية والتعلمية في المدرسة، لانه وفقا للوقت المتعارف عليه في السابق لم يكن زمن الحصة المدرسية كافياً الى حد ما في إثراء التعليم وتحقيق الكفايات المطلوبة. بل نجد ان في أغلب الأحيان قد يصطدم التربويون مع ضيق الوقت في ادارة الحصة المدرسية بكفاءة عالية ومراعاة الفروق الفردية بين الطلبة. ويضيف: من متابعاتي مع ابنتي وأدائها في المدرسة التمست الكثير من التغيرات في تحصيلها الدراسي، علماً بأن ابنتي من المتفوقات في المدرسة، ولكن وفر التمديد مزيداً من الأريحية في استيعاب الدروس وفهمها، الى جانب توافر مساحة أكبر من الحوار والمناقشة أثناء الدرس، الأمر الذي يسهل المراجعة والمذاكرة وله مردود ايجابي على التحصيل الدراسي، وشدد الدكتور شمسان المناعي على ضرورة تطوير جوانب مختلفة مرافقة للتحسين في الزمن المدرسي، والذي يعتبر أهمها توافر أماكن لأداء الصلاة، تنميةً للنواحي الدينية والأخلاقية للطلبة، الى جانب تطوير المرافق الحيوية في المدرسة كالمقاصف المدرسية وتزويدها بالوجبات الغذائية المتكاملة العناصر.