مقالات
سالفة رياضية
«سكانه مرته»
تاريخ النشر : السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
سالفة اليوم أعزائي القراء تدور حول زيارتي الخاطفة بصحبة أحد الأصدقاء لديوانية يجتمع فيها وبشكل يومي عدد من المهتمين بالشأن الرياضي، حللت ضيفا عليهم للمرة الأولى في أمسية تميزت بالنقاش الحاد فيما بينهم حول المستويات الفنية وآخر النتائج وانتقالات اللاعبين في الدوريات الأوروبية وبداية أشكرهم على حسن الضيافة والتقدير، ومن خلال جلستي معهم والتي استمرت ساعة ونصف تقريبا اكتشفت أن هذه المجموعة المهتمة بالشأن الرياضي إلى أبعد حدوده الجغرافية لديها من المعلومات والوقائع أكثر مما ننقله لهم عبر وسائل الصحافة والإعلام والتي تصلنا عبر وكالات الأبناء الإخبارية الموجودة في قلب الحدث.
نقاشهم كان جميلا ومفيدا للجميع على الرغم مما كان يتخلله من حين إلى آخر من اختلاف شديد فيما بينهم وفي بعض الأحيان يصل إلى درجة ارتفاع غير مبرر في حدة الصوت والضيق من وجهة نظر الآخر، أما أجمل وأطرف حوار استمعت إليه في تلك الليلة التي لن أنساها ما حييت فهو ما خصص لمناقشة أزمة المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز مع ناديه وعودته الأخيرة إلى مدينة مانشستر الإنجليزية بنية اللعب مجددا مع فريقه مانشستر سيتي متصدر الدوري. تشعب الحوار وتعددت الآراء وهناك من وصف حالة هذا اللاعب بالقضية الفلسطينية، أما الرأي المضحك فكان لأحد مرتادي الديوانية الذي قال إن تيفيز لن يتمكن من الاستقرار في ناديه السابق ولا أي ناد جديد طالما بقي على حاله (سكانة مرته)، ضحك الجميع وطلبوا منه تفسيرا، ورد عليهم بأنه منصاع إلى رغبات زوجته وراحته وراحة عائلته أكثر من رغبات وطلبات النادي.
مرتادو الديوانية أحرجوني بأن طلبوا مني رأيي في هذا الجانب على وجه التحديد وفي جو صاخب وصل إلى أعلى درجات الحدة ولمتهم في البداية أنهم منشغلون بالدوريات الأوروبية ولم يخصصوا دقيقة واحدة لدورينا ووصلني رد سريع بصوت منخفض «خله يتعدل أول ويصير فيه مستوى ونجوم بعدين بصير خير»، كل العيون تتابعني وتنتظر ردي ورأيي حول تيفيز وكانت الصاعقة، كل رياضي محتاج إلى من يوجهه نحو الطريق الصحيح، لا يهم أن تكون الزوجة مثلا كما هو الحال بالنسبة لتيفيز أو الأم التي تعد لابنها الوجبة التي يفضلها كما هو الحال بالنسبة للنجم ميسي أو الأب الملتصق بابنه كما هو الحال بالنسبة للمتسابق البريطاني جونسون باتون أو المدير الفني كما هو الحال عند أغلب اللاعبين. المهم يا إخواني ألا يضل اللاعب طريقه الرياضي كما يحصل عند العديد من اللاعبين ممن ضبطوا في حالات سكر داخل مراقص حتى أوقات متأخرة من الليل وممن يداومون على شرب الشيشة بالنسبة إلى اللاعبين، لا بد من أن يكون هناك من يقود اللاعب نحو النجاح الحقيقي وليس المزيف في ظل احترامه لعائلته وحرصه على راحتها التي تنعكس عليه داخل المعلب ومن الإجحاف أن نظلم اللاعب الذي يقدس الحياة الزوجية بهذا الوصف، النقاش لم ينته وفاجأني آخر بطلبه لرأيي حول من يحاول التسلق عبر الرياضة على ظهور الناس وطلبت منهم انتظار الرد في سالفة رياضية اليوم.
سألني الناس:
في العرف الرياضي.. من هو المتسلق على ظهور ورقاب الآخرين؟
أجبتهم:
هو المسئول الإداري الذي ينشر أخبارا لإنجازات اتحاده ولاعبيه ويضع بدلا من صور اللاعبين على منصات التتويج صوره الشخصية مبتسما مرة في وجه الكاميرا وأخرى جانبية بغترة حمراء (شماغ سعودي) ومتصلبا بغترة بيضاء تميل إلى الزرقة مرة ثالثة وصورة رابعة وخامسة والحبل على الجرار.