أخبار دولية
أحمدي نجاد يرى أن كل المشاكل في المنطقة سببها التدخل الخارجي
تاريخ النشر : السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي أمس الجمعة في إسلام أباد أن كل المشاكل الإقليمية التي تواجهها إيران وأفغانستان وباكستان سببها التدخلات الأجنبية. وجاءت تصريحات أحمدي نجاد في اليوم الثاني من قمة مع نظيريه الباكستاني آصف علي زرداري والأفغاني حميد قرضاي.
من جهته، طالب قرضاي بأفعال أكثر من الأقوال في اللقاء الذي طلب خلاله على ما يبدو مساعدة باكستان المجاورة لدفع متمردي طالبان إلى مفاوضات سلام. أما باكستان، حليفة الأمريكيين والقريبة أيضا تاريخيا من طالبان الذين يقاتلون الأمريكيين في أفغانستان، فقد نفت عن نفسها القيام بدور مزدوج لحماية مصالحها الاستراتيجية في هذا البلد، بينما تدهورت علاقاتها مع واشنطن إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة.
وقال أحمدي نجاد إن «كل المشاكل تأتي من الخارج. من أجل تحقيق أهدافها وطموحاتها، لا تريد (القوى الأجنبية) لأممنا أن تتطور»، بدون أن يذكر أي دولة. وتابع أن «كل هذه القوى تتدخل في المنطقة ونحن نعتقد أن كل مشاكل المنطقة يجب أن تحل على مستوى المنطقة».
وأضاف الرئيس الإيراني «علينا أن نبقى معا لنتقدم ونصل إلى أهدافنا»، مؤكدا «جئنا لتعزيز التعاون بين دولنا الثلاث. وسنتقدم لحل هذه المشاكل.. علينا أن نمنع الآخرين من التدخل». وعقدت القمة الثلاثية في إسلام أباد للبحث في عملية السلام في أفغانستان من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في هذا البلد، وفي مكافحة الإرهاب.
وشهد النزاع الأفغاني المستمر منذ عشر سنوات بين طالبان من جهة وحكومة كابول وحلفائها في القوة التابعة لحلف شمال الأطلسي (130 ألف جندي) من جهة أخرى منعطفا حاسما في ديسمبر، مع موافقة المتمردين للمرة الأولى على مبدأ إجراء مفاوضات سلام مع الولايات المتحدة التي تقود القوة الدولية.
لكن هذه العملية ما زالت في بداياتها ولا يمكن أن تتيح وقف المعارك. وقال قرضاي «ما نحتاج إليه اليوم هو وضع سياسة قابلة للتطبيق والتمسك بها عمليا». وإذا كانت العلاقات بين كابول وإسلام أباد توترت في الماضي بسبب غياب الثقة المتبادل، تؤكد كل منهما استعدادها لتسهيل السلام من أجل إحلال الاستقرار بين بلديهما اللذين يشهد كل منهما حركة تمرد إسلامية.
وأضاف قرضاي أن «هذا اللقاء الثلاثي اليوم موجه إلى المستقبل ويهدف إلى تحديد الفرص والمخاطر التي تحدق بنا».
وأكد الرئيس الأفغاني في مقابلة نشرتها يوم الخميس صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أنه يتم إشراك الحكومة الأفغانية في المحادثات الاستكشافية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان التي تهدف إلى بدء مفاوضات سلام. وقال إن الحكومة الأفغانية مشاركة في الحوار وإن معظم عناصر طالبان مهتمون «بكل تأكيد» بالتوصل إلى اتفاق سلام مع خروج القوات الأجنبية من البلاد.
من جهته، نفى زرداري أن تكون باكستان مصدرا لإثارة اضطرابات لدى جارتها. وقال «لا أنفي وجود بقايا من الحرب التي جرت ضد الاتحاد السوفيتي في الثمانينيات في باكستان» التي كانت تدعم المجاهدين الأفغان حينذاك والتحق بعضهم بطالبان وتنظيم القاعدة بعد ذلك.
وأضاف «لا نستطيع أن ننفي أن هناك أشخاصا لدينا متورطون» في الإرهاب «لكن هذه مشكلة عالمية». وتابع أن «الرؤساء الثلاثة المجتمعين هنا سيتصدون لهذا التهديد».