الجريدة اليومية الأولى في البحرين



تساؤلات حول (عرفة كارم)

تاريخ النشر : السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢

صلاح عبيد



تسلمت يوم أمس رسالة إلكترونية تحمل عنوان: (عرفة كارم.. الفتاة العبقرية التي احترفت الكومبيوتر في التاسعة من عمرها وتوفيت في السادسة عشرة!) جاء فيها: ((حققت الفتاة الباكستانية (عرفة كارم) في عمرها الصغير والقصير إنجازات مدهشة سنتحدث عنها في هذا الموضوع الذي كان من المفترض أن يكون موضوعا مبهجا بهذه العبقرية الصغيرة، لكننا نعرضه اليوم في قالب حزين لأن (عرفة كارم) توفيت يوم السبت الماضي عن عمر ناهز السادسة عشرة. ولنبدأ الحكاية من البداية:
ولدت (عرفة كارم) وعاشت في مدينة فيصل أباد بباكستان، وأصبحت حديث العالم عندما كان عمرها 9 أعوام (في عام 2005) حين حصلت على شهادة (مايكروسوفت سرتيفيد بروفيشينال) أو (خبير معتمد من مايكروسوفت) وهي شهادة تعطيها شركة مايكروسوفت للخبراء في برامجها لتميزهم في عالم التقنية، لتصبح (عرفة) بذلك أصغر خبيرة كومبيوتر في العالم!
حققت (عرفة) بهذا الإنجاز ضجة كبيرة في عالم التقنية، فدعاها (بيل جيتس) لزيارة مقر الشركة في أمريكا وهي في العاشرة من عمرها، وقال (بيل جيتس) حينها إن (عرفة) أبهرته بمعلوماتها وخبرتها البرمجية في عمرها الصغير.
في أغسطس 2005 حصلت (عرفة) على تكريم خاص من الحكومة الباكستانية تسلمت فيه ميدالية ذهبية سلمها إليها رئيس الوزراء في ذلك الوقت (شوكت عزيز) فضلا عن عدة جوائز أخرى حصلت عليها من البرلمان الباكستاني وجهات أخرى.
إنجازات رائعة وحياة مليئة بالإنجاز، لكن قدّر الله أن تصاب (عرفة) بنوبة صرع في يوم 22 ديسمبر الماضي لتتسبب في هبوط حاد في الدورة الدموية وتلف في المخ. وصل هذا الخبر إلى (بيل جيتس) الذي عرض نقلها إلى أمريكا للعلاج والتكفل بكل نفقات علاجها لكن لم يكن ذلك ممكنا لاتصالها بأجهزة الإعاشة، ليؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى أزمة قلبية يوم السبت الماضي فارقت على إثرها الحياة.
أصاب هذا الخبر المجتمع الباكستاني بالصدمة وشارك في جنازتها رئيس وزراء إقليم البنجاب (شهباز شريف) ومجموعة من القادة العسكريين والسياسيين وعدد كبير من الباكستانيين. لقد كانت (عرفة) نموذجا مشرفا يثبت أن (الإنسان هو ما يضيفه بين ميلاده ووفاته) كما قال (د. مصطفى محمود)، بغض النظر عن طول هذه الفترة أو قصرها)) انتهى.
أقول: حين قرأت هذه الرسالة تذكرت على الفور موضوعا كنت قد تسلمته من أحد المواطنين في البحرين قبل سنوات معدودة خلال إشرافي على تحرير صفحة بريد القراء في «أخبار الخليج» تحدث فيه عن تعرضه أكثر من مرة إلى موجات كهرومغناطيسية وإشعاعات مرتفعة صادرة عن جهاز الحاسب الآلي الذي يستخدمه تؤدي إلى إصابته بارتفاع كبير جدا ومفاجئ في ضغط الدم وتسارع دقات القلب إلى درجة إحساسه بالموت واحتياجه إلى النقل الفوري إلى المستشفى لإسعافه، وهو ما ظنه في البداية حادثا عرضيا، لكنه يؤكد أنه يتعرض لهذا الأمر على يد أجهزة استخبارات عالمية قادرة على تتبع عناوين (الآي بي) الخاصة بأجهزة المستخدمين لشبكة الإنترنت حول العالم وإرسال برامج صغيرة إلى أجهزتهم قادرة على رفع مستويات الإشعاع والموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن تلك الأجهزة إلى معدلات قاتلة، وأنه مستهدف من أحد تلك الأجهزة بسبب نشاطاته الدينية المعادية للصهيونية العالمية. لقد كنت حينها أظن أن ذلك المواطن يهذي فتجاهلت رسالته تماما، لكنني اليوم تذكرت كل ما قاله عن الأعراض التي كان يصاب بها والتي كان ينجو منها بعد مشقة ورحلة علاج طويلة في كل مرة، وصرت أتساءل: هل تعرضت النابغة الباكستانية (عرفة كارم) لاغتيال إلكتروني من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي مثلا الذي يطارد ويغتال نوابغ العرب والمسلمين في كل مكان؟! ربما أكون واهما، وربما أكون مصيبا، لكنني في كلتا الحالتين لا أملك سوى التساؤل الذي لن أجد عنه بكل تأكيد إجابة أبدا.



salah_fouad@hotmail.com