انتصر الوطن في14 فبراير. كانت أحداث ذلك اليوم من هذا العام أشبه بالحلم. فقد تخوف الكثيرون من أن تعود بنا أحداث هذا العام إلى العام الماضي، ولكن الواقع أثبت حقيقة المظاهرات العنيفة التي تحدث كل يوم. فقد مر يوم الثلاثاء بدون أي أحداث تذكر. وبفضل الاستراتيجيات الأمنية والإعلامية التي انتهجتها الدولة تمكنا من تخطي تلك الذكرى الأليمة في تاريخ البحرين وحياة مواطنيه والمقيمين فيه بكل سلام.
لقد برهنت وزارة الداخلية أنه بإمكانها تطوير أداء العاملين فيها ضباطا وأفرادا بسرعة فائقة بحيث أصبح الأداء الشخصي والاستراتيجيات المتبعة تتماشى مع ما يتوقع الشعب منهم. كما برهنت هيئة شئون الإعلام أنها تستطيع استخدام جميع الأدوات المتوافرة لها واستحداث أدوات جديدة لبث الأمن في قلوب المواطنين والمقيمين. وبالرغم من وجود بعض الانتقادات فإننا دائما سنبحث عن الأفضل، إلا ان الأداء العام لهاتين الجهتين بات أفضل بكثير مما كان عليه في السابق.
أما الآن فيجب الالتفات إلى وضع الناس العام، وسياسة الدولة يجب ان تبنى على هذا الانتصار. فكون الغالبية العظمى من البحرينيين لم ينصاعوا لدعوات التخريب لا يعني ان التقدم والتطور ليسا مبتغاهم ولكنه يعني انهم يرفضون سياسة العنف والهمجية التي تنتهجها بعض الجماعات. ولذلك فإننا اليوم يجب ان نوفر البديل لمثل هذه الحركات ونكافئ من قرر سلوك الطريق الصحيح في الطرح.
كما يجب ان نكافئ القيادات في الدولة التي تعلمت درسها منذ عام وبدأت تعمل بفعالية أكبر لتحقيق استقرار لهذا الوطن. لقد استثمرت الدولة فيهم حتى تعلموا الدرس ويجب ألا نأتي باشخاص لم يتعلموه لنعلمهم من جديد. ولنعلم انه يجب ان نستثمر مثل هذا الإنجاز حتى لا يهدم ما بنيناه من جديد.