الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة


موقف رياضي

تاريخ النشر : السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢



بالأمس اكتشفت إدارة نادي الوصل الإماراتي أن دييجو مارادونا مدرب فريقها الأول لكرة القدم هو السبب في الخسارة أمام فريق نادي عجمان 2/4 في الدوري الإماراتي للمحترفين، وبالتالي تحولت العلاقة بين الجانبين إلى أشبه بمن يتبادل الاتهامات ليبحث عن قشة يتعلق بها حتى لا يسقط في قاع البحر غريقاً ويموت.
هذا الاكتشاف الخطير كان من الممكن أن يكون مبكراً فهي ليست المرة الأولى التي يخسر فيها الوصل مباراة رسمية في الدوري، وتحت قيادته خسر أكثر من مباراة ونال عقوبات إدارية وإنذارات من الاتحاد الإماراتي لكرة القدم.
إننا اليوم أمام إعادة النقطة التي تحدثنا عنها سابقاً، وهي القول إن ليس كل لاعب متميز ومشهور وموهوب وقائد مثل مارادونا يمكنه أن ينجح في مجال التدريب لأنها لا تمت إلى الاشتراطات والمعايير، ومارادونا يمتلك الكثير من المميزات لكن الميزة التي لا يمتلكها هي المؤهل التدريبي الأكاديمي الكبير الذي يمتلكه كبار المدربين في العالم وعلى رأسهم الأسكتلندي سير أليكس فيرجسون والإنجليزي ردناب وزاجالو وكارلوس البرتو البرازيليان وغيرهم من المدربين الأساطير الذين منحوا كرة القدم الأخلاق الفاضلة والسلوكات التربوية والشهرة العالمية والأفكار التكتيكية المتطورة.
إدارة نادي الوصل الإماراتي -بحسب ما أعتقد- لديها المال الكثير وحينما فكرت في مارادونا كانت تعتمد على اسمه وشهرته ولم تفكر في قدراته وخبراته التدريبية ونزواته المختلفة والمتعددة، وكانت ترى في كل ذلك أنه من الممكن أن تحقق معه المفاجآت المدوية وكان آخرها الشك في قدراته واكتشاف حقيقة مستواه في التدريب على مستوى الكرة المحلية في الإمارات وليس في أي مكان متطور آخر.
الآن بدأت العلاقات تسوء بين الإدارة والمدرب، لأن الاكتشاف الحقيقي جاء متأخراً اليوم والاختيار الخاطئ تفجر الآن على صيغة هذا السؤال: كيف لفريق عجمان العادي أن يهزم فريق الوصل، أقصد الذي يقوده مارادونا بهذه النتيجة 2/4 والفارق كبير بين الناديين؟
ومن السهولة جداً البحث عن الجواب لكن نادي الوصل نفسه لم يقرأ أو يطلع على صحيفة سوابق المدرب واللاعب السابق، ولماذا لم يستفهم من الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم لماذا أبعد المدرب بعد فشل كأس العالم عام 2010 ولماذا يفكر اليوم في نادي نابولي الايطالي ويجد صعوبة في تدريبه أو العمل في إيطاليا؟
إن طيبتنا نحن الخليجيين تجعلنا نصدق أن (كل «مدلكم» جوز) لكن الحمد لله أن نادي الوصل اكتشف مدربه أمس قبل فوات الوقت والأوان.