الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

حذر من تفاقم مشكلة ركود سوق المنامة القديم ودعا إلى تسريع تطويره
اللنجاوي: نناشد الجهات المعنية تنفيذ توجيهات سمو رئيس الوزراء بتطوير سوق المنامة

تاريخ النشر : الأحد ١٩ فبراير ٢٠١٢



أكدت غرفة تجارة وصناعة البحرين ضرورة إسراع الجهات المعنية كافة في البلاد إلى وضع خطة عاجلة لإنعاش قطاع السوق القديم بمملكة البحرين. وقال الرئيس التنفيذي للغرفة السيد إبراهيم أحمد اللنجاوي إن الغرفة قد ناشدت مراراً وتكراراً كل الجهات ذات العلاقة ضرورة المبادرة إلى وضع الأفكار والتصورات الناجعة التي من شأنها الإسهام في تنشيط الحركة التجارية في السوق القديم وخاصةً بعد التنافس المحموم مع المجمعات التجارية، إذ دعت الغرفة في وقتٍ سابقٍ لها إلى تشكيل فريق عمل مشترك بين الغرفة وعددٍ من الوزارات والجهات المعنية في البلاد بهدف بحث إمكانية التعاون فيما بينها من أجل تطوير وتنشيط قطاع السوق القديم، داعياً الجهات المعنية إلى الإسراع في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء القاضية بحل جميع مشاكل هذا السوق، مشيراً إلى أن الإدارة التنفيذية قامت في وقت سابق بزيارة ميدانية لسوق المنامة للتعرف على أرض الواقع إلى الصعوبات والمعوقات التي يعانيها تجار السوق، وقد تم رفع تقرير مفصل حول ذلك متضمناً المقترحات التطويرية إلى الجهات المعنية، ولكن إلى اليوم لم نر تحركات على صعيد تطوير هذا السوق وتنشيطه.
وأكد السيد إبراهيم اللنجاوي أن ما يشهده سوق المنامة من مشاكل وصعوبات تفاقم بشكل أكبر بسبب الأحداث الأمنية والأعمال التخريبية التي طالت عددا من المناطق القريبة من سوق المنامة، وتصاعد المسيرات والاعتصامات غير القانونية في عدد من المواقع التجارية الحيوية ومن بينها منطقة سوق المنامة، مما أدى إلى تكبد تجار السوق لخسائر كبيرة وأدى ذلك إلى انخفاض حجم مبيعات سوق المنامة إلى أكثر من 80%، وعدد مرتادي السوق إلى أكثر من 90% عن السابق، واضطرار الكثير من المحال إلى تخفيض ساعات العمل إلى النصف بسبب عدم وجود زبائن بسبب تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية، وقيام عدد من المحال التجارية بإغلاق عدد من فروعها في سوق المنامة نتيجة لذلك ولقلة الأرباح، كما أن الوضع الأمني أدى إلى انخفاض أعداد السياح بشكل كبير، إذ يعتمد الكثير من القطاعات في السوق على السائح الأجنبي.
وأضاف اللنجاوي أن الغرفة تتلقى العديد من المناشدات من تجار السوق معظمها يتعلق بالتحرك لمعالجة أوضاع السوق والسؤال عن مصيره والذي طرح على بساط البحث والتداول قبل أكثر 10 أعوام، مشيراً إلى أن الغرفة تشاطر تجار السوق همومهم المتمثلة أهمها في ضعف البنية التحتية للسوق، وافتقاره إلى المرافق والخدمات اللازمة ومعاناته من حالة الركود المتزايدة، والمنافسة المحتدمة التي يعانيها من قبل الأسواق الأخرى والمجمعات التجارية، ولفت إلى أن كثيرا من تجار السوق بأوضاعهم الحالية يعانون حالة يأس وإحباط، مما يوجب انتشالهم من هذه الحالة بالانتقال بالسوق إلى دائرة الاهتمام والتطوير الفعلي بما يعيد إليه ولو جزءاً من حيويته ونشاطه في المدى القريب، ويعيد إليه مكانته التجارية على المدى البعيد، لذلك فنحن بحاجة إلى التسريع في تنفيذ المشاريع التي أعلنت لتطوير السوق واستكمال مشروع تطوير سوق المنامة القديم بشكل يسهم في تحسين أوضاع تجاره.
وأضاف أن الغرفة سوف تستمر في العمل على معالجة المشاكل والمعوقات التي تواجه قطاع السوق، من خلال التواصل مع المسئولين المعنيين كافة على أعلى المستويات بالرغم من عدم تجاوب البعض من هذه الجهات معها حتى الآن، كما أن الغرفة ستعمل على تفعيل مختلف أوجه التعاون والتنسيق مع تلك الجهات لتحقيق الأهداف والتطلعات التي تصب في خدمة هذا القطاع التجاري العريق وتوفير سبل إنعاشه من جديد، داعياً جميع الأطراف المعنية إلى تكريس جهودها في المشاركة في وضع الخطة المتكاملة لاستعادة النشاط التجاري لقطاع السوق القديم بالمملكة بشكلٍ عاجل، متمنياً على جميع الجهات المعنية - بلا استثناء - التعاون مع الغرفة في إيجاد أمثل السبل لإصلاح أوضاع السوق القديم الذي يشكل قيمة تراثية واقتصادية عريقة لمملكة البحرين. وذكر أننا ننشد مزيداً من التفاعل والترابط مع تجار السوق القديم، لأننا على ثقة بأن هذا التواصل هو الذي يجعلنا جديرين بتمثيلهم كغرفة، وخاصة أن تطوير السوق وانتشاله من الأوضاع الصعبة التي يعانيها يحتاج إلى جهد متواصل من التحضير والتخطيط والأعداد والتنفيذ، مؤكداً أن الغرفة على استعداد تام للمزيد من التواصل مع تجار سوق المنامة القديم ودراسة المشاكل التي يعانيها السوق وما يواجه أصحاب المحلات التجارية فيه من معوقات والوقوف على أسبابها ووضع الحلول الناجعة لها، مشيراً إلى أن الغرفة سبق أن رفعت توصياتها إلى الجهات المعنية بعد الوصول إلى رؤية شاملة حول المشاكل والصعوبات التي يعانيها تجار السوق والحلول المقترحة لتجاوزها وهي ما زالت بانتظار خطوات ملموسة على أرض الواقع. وقد ركزت تلك التوصيات على ضرورة توافر عدد من المقومات والعناصر التي تحقق هذا الهدف، والتي يمكن إيجاز أهمها في التالي:
* تعزيز الحضور الأمني في منطقة السوق، وعدم الترخيص لأية فعاليات سياسية في المناطق القريبة منه.
* إيجاد استراتيجية واضحة المعالم والأهداف والمنطلقات للنهوض بسوق المنامة القديم.
* التطوير العمراني لسوق المنامة بشكل يخدم تطور وتنوع وتوسع نشط تجارة التجزئة.
* تحديث وتطوير التشريعات والقوانين الدافعة إلى نمو وتطور قطاع التجزئة، وهو القطاع الرئيسي في السوق، وجعلها مواكبة للمستجدات الراهنة والمستقبلية، ومشجعة على فتح المزيد من الاستثمارات فيه.
* تسريع تنفيذ خطة تطوير سوق المنامة القديم، كبداية لتطوير بقية الأسواق القديمة في المملكة، والتعامل معها من منظور تراثي وسياحي وتجاري، تعزز من عناصر الجذب السياحي.
* حث المؤسسات المالية والمصرفية على تقديم التسهيلات الائتمانية والقروض الميسرة لتجار سوق المنامة بما يشجع ويدفع إلى نمو وتطوير هذا القطاع.
* معالجة ظاهرة العمالة السائبة التي أثرت سلباً في أوضاع السوق التجاري.
* تمكين قطاع سوق المنامة من التكيف والتأقلم مع المستجدات، والتطورات المتعلقة بالعولمة، وانفتاح الأسواق، واتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة مما يستدعي تحسين وتطوير أوضاع منشآت القطاع وتعزيز قدراته التنافسية.
كما تضمنت تلك التوصيات عددا من الأفكار والتصورات التطويرية مثل:
- تعزيز تنافسية وقدرات السوق من خلال تنشيط حركة التوافد إلى السوق، عن طريق إقامة مجموعة من المشاريع في قلب سوق المنامة مثل:
- إقامة مركز متخصص لتطوير وتنمية قطاع تجارة التجزئة بسوق المنامة القديم.
- فتح مكاتب خدمية في سوق المنامة مثل مكتب لإدارة الهجرة والجوازات، الجهاز المركزي للمعلومات، البلديات والتخطيط العمراني، هيئة تنظيم سوق العمل، صندوق العمل «تمكين»، مكتب تفتيش العمالة الوافدة، مركز البحرين للمستثمرين، مكتب للسجل التجاري.
- فتح مستوصف يقدم خدماته إلى رواد سوق المنامة.
- إقامة معارض دائمة في سوق المنامة، وفتح السوق في الفترة المسائية كما هو جار في بعض الدول.
- اشتراط فتح فروع في سوق المنامة بالنسبة إلى المحال التجارية والعلامات التجارية المشهورة.
- إقامة هايبر ماركت في قلب سوق المنامة القديم.
- توحيد موعد التخفيضات التي تقوم بها المحال التجارية، كوسيلة لجذب جميع فئات المجتمع إلى السوق القديم.
- إنشاء سوق Down Town Shops كتلك الموجودة في بريطانيا، وبالتالي دمج المحلات ذات الطابع التقليدي مع المحلات الحديثة التي يقصدها الناس في المجمعات التجارية.
- زيادة المحلات الترفيهية في السوق القديم.
- تقديم التسهيلات من ناحية حركة المرور بفتح بوابة سوق المنامة بدلاً من جعلها مغلقة وبالتالي دخول السوق من البوابة الرئيسية للسوق.
- تكثيف الإنارة في شوارع السوق.
- زيادة ساعات العمل كما هو في المجمعات التجارية التي تبدأ من العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً.
- إنشاء أسواق مميزة داخل السوق القديم كالـChinese Market و Indian Market أو سوق يقدم السلع و البضائع الرخيصة كالـ Sunday Market أو ما يسمى باللهجة العامية سوق الأربعاء حتى نضفي على السوق جوانب مميزة يقصدها الزبون من كل أنحاء البحرين.
- معالجة مشكلة مواقف السيارات حيث يوجد مساحات واسعة من مواقف السيارات التي لا يعلم بها حتى المواطن البحريني، ففي السوق القديم يوجد مبنى للمواقف يسع لـ 500-600 سيارة، فحبذا نضع إشارات توضح لمرتادي السوق عن وجود هذه المواقف بوضع لافتات توضيحية من البوابة الرئيسية لباب البحرين حتى المبنى المذكور.
- توفير المزيد من مواقف السيارات ودعوة شركة إدامة لاستملاك عدد من المباني والعقارات لإقامة موقف للسيارات وتوفير وسائل نقل صغيرة لنقل زوار السوق من المواقف إلى السوق.
- التعريف بمزايا التسوق في سوق المنامة، حيث يمتاز بالعديد من المزايا التي لا يعلم بها فالسلع المقدمة كالذهب مثلا أرخص من محلات المجوهرات الموجودة في المجمعات التجارية، ويوجد مدينة الذهب التي تحتوي على العديد من المحلات بالإضافة إلى السوق المسقف الجديد وهي أماكن مكيفة كالمحلات الموجودة في المجمعات التجارية.
- ضرورة إنشاء هيئة لتجار السوق القديم، يتم خلال هذه اللجنة مناقشة المشاكل والحلول ورفعها إلى الجهات العليا، بالإضافة إلى التعاون لإقامة مهرجانات وفعاليات في السوق القديم (يتم خلالها على سبيل المثال بعد الشراء بخمس دنانير الدخول في سحوبات بجوائز قيمة كما هو في المجمعات التجارية).
- تسريع المشاريع التراثية والسياحية التي تعتزم وزارة الثقافة إقامتها في سوق المنامة القديم، وزيادة الفعاليات السياحية في السوق.
وأضاف السيد إبراهيم اللنجاوي أن الغرفة انطلاقــًا من مسئوليتها الوطنية التي تضطلع بها كلاعب أساسي في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ومن إيمانها بأهمية المساهمة بصورة رئيسة ومباشرة بصفتها ممثلا للقطاع الخاص بتقديم الرؤى والمقترحات اللازمة للخروج من تداعيات هذه الأزمة وتقليل آثارها السلبية على نشاط المؤسسات والشركات والحركة التجارية والوضع الاقتصادي بصورة عامة، ستسهم من جانبها في اقتراح عدد من الأفكار والتصورات لتنشيط وضع سوق المنامة القديم وسيتم إعلانها في الأيام القليلة القادمة.