الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مقالات


الأخطاء الشائعة التي يسلكها مرضى السكري

تاريخ النشر : الأحد ١٩ فبراير ٢٠١٢



* قد يشخص المريض حالته ويذهب إلى الصيدلية ويشتري هذا الدواء أو ذاك بناء على نصيحة صديق له مريض بالسكري، فهل هناك خطورة على هذا الشخص؟
- نعم، فالنتيجة هنا هي استمرار مرض السكري بل أزماته، لأن السكري لا يمكن علاجه ارتجالا. ومع تراكم المضاعفات يصبح من العسير السيطرة عليه. ولزيادة الإيضاح، أقول: ان 35% من مرضى السكري خاصة ممن تجاوزوا الأربعين لا يتطلب علاجهم أكثر من عمل (رجيم) من دون تناول أي أدوية. ولهذا، فإن استخدام المريض لأي دواء من دون استشارة طبيب مختص يؤدي إلى مضاعفات معقدة، تنعكس آثارها السلبية على المريض نفسه.
* عندما يحدد المريض لنفسه وبنفسه نظام الرجيم فيمنع الحلويات والنشويات تماما. فهل يعتبر ذلك رجيما مثاليا أم خطرا عليه؟
- ليس المراد بالرجيم هو الانقطاع عن الحلوى والنشويات تماما لأن ذلك يقود مريض السكري إلى الغيبوبة الخطرة في بضعة أسابيع. وإنما المراد بالرجيم نقص المقدار الكلي للطعام بمفرداته كافة من دون حرمان أي منها حتى يعطي الجسم فرصة للتخلص من السمنة التي كثيرا ما تكون أهم عامل من عوامل ظهور السكري. فإذا قام المريض وتحت اشراف الطبيب بعمل رجيم لاستعادة وزنه المثالي بالنسبة لطوله وسنه فان ذلك قد يغنيه عن التردد الدائم على عيادات الأطباء والصيدليات. وهناك بعض المرضى ممن هم فوق الأربعين قد يحتاجون إلى أنواع من الإنسولين بالإضافة إلى الرجيم في مرحلة من مراحل علاجهم ثم ينتقل علاجهم إلى الرجيم فقط أو إلى الرجيم مع أنواع معينة من أقراص العلاج. ومن هنا نرى أن اتباع نظام معين من الرجيم فيه خطورة على المريض. كما أن الرجيم بمفرده لا يفيد إلا تحت إشراف الطبيب.
* عندما يعترض المريض على استعمال حقن الإنسولين هربا من وخز الإبر والاستغناء عنها ببلع قرص أو قرصين، فما نتيجة ذلك؟
- وظيفة الأقراص هي تنشيط غدة البنكرياس لإفراز مزيد من الإنسولين. وللأقراص بعض المزايا حين توصف في محلها مثل مساعدتها على تحرير بعض الإنسولين المختزن في مصنعه، وعملها على خفض معدل الدهنيات والكوليسترول في الدم والحيلولة دون تجلط الدم في العروق، فهي ذات فوائد لا شك فيها للمريض الذي يلائمه هذا العلاج المحدد له بواسطة الطبيب. ورغم ذلك فإنها لا تصلح لكل مريض. لذلك يتحتم حين تناولها أن يكون تحت إشراف طبي دائم، ذلك لأن كثرة استعمالها قد تؤدي إلى إجهاد البنكرياس وبالتالي إلى فشله التام بعد فترة تقصر أو تطول حسب استخدام الدواء من دون رقيب. أما الإنسولين، فإن الطبيب يستعمله في الحالات المضاعفة ولاسيما أنه الوسيلة الوحيدة لإشعار المريض بالصحة في وقت قصير. أي أن الطبيب يأمر باستخدام حقن الانسولين كإجراء حتمي للخروج بالمريض من الورطة التي تردى فيها. ووجه الضرورة في استعمال الإنسولين هو أن مصنع الإنسولين في الجسم (وهو غدة البنكرياس) يكون مجهدا تماما ويجب إعطاؤه إجازة من العمل فترة ما. فإذا جاء المريض في هذه الأحوال وعارض الحقن بالإنسولين فإنه يضر نفسه لأن الجزء الأكبر من الوظيفة الأساسية لأقراص السكري هي تنشيط البنكرياس لإفراز الإنسولين، كما ذكرنا، وإذا كان البنكرياس مجهدا، فإعطاء الأقراص للمريض حينئذ يشبه إلهاب ظهر الجواد المتعب بالسياط ثم نفوق الجواد.
* إنها دعوة إلى وليمة، وهنا يسيل اللعاب بين الأصناف العديدة الموجودة أمام المريض، فهل من الممكن زيادة الأكل مقابل زيادة الإنسولين؟
- لا.. وألف لا.. خاصة أن الزيادة في الطعام وأيضا الزيادة العشوائية في الدواء قد تضران وتؤديان إلى إخلال التوازن الموجود بين الغذاء والدواء. والخير في هذه الظروف أن يقوم المريض بعمل عملية مقاطعة بين أصناف الطعام الموجودة أمامه لا بين الطعام والدواء. فيقابل إضافة الكعك لطعامه مثلا بحذف الأرز أو الخبز المسموح به من الطبيب، وبذلك يظل التوازن قائما بين سكر الطعام بكل أنواعه وبين الدواء.
* لقد شفي المريض.. هكذا شعر.. إذاً لا داعي للذهاب إلى الطبيب.. فهل هذا المريض محق في رأيه؟
- إن انقطاع المريض عن طبيبه فترة اعتمادا على أنه لا يشكو من شيء وأنه ينفذ العلاج الذي قرره الطبيب خطأ كبير ولكنه كثير الحدوث. والمفروض أن يتردد المريض على طبيبه مرة كل ثلاثة أشهر مهما يكن شعوره بالسلامة والأمان ولتكن الآية الكريمة لسان حاله:« قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي».
* انتشرت في الآونة الأخيرة شرائط لقياس نسبة السكر في البول، فهل يمكن الاكتفاء بها أم لا بد من فحص الدم أيضا؟
- ظهور السكر في البول وحده لا يعني وجود مرض السكري والفيصل في هذا الحكم لمعدل السكر هو الدم من دون سواه. كما أن تحليل سكر الدم قد يوقع نفسه في مطب آخر للمريض. فكثيرا ما يذهب المريض إلى معمل التحاليل طالبا تحليل دمه وهو صائم. وهنا يجد أن نسبة السكر في معدلها الطبيعي رغم أن المريض مصاب بارتفاع بالسكر من دون نزاع. ويكشف هذه الحقيقة تحليل نسبة السكر في الخلية وهو (ةءقب).
زيارة الطبيب باستمرار تسهم في ضبط علاج السكري وتقلل من حدوث المضاعفات، كما أن المعدل المرتفع للسكر في هذه الحالة، الذي كان موجودا بعد عشاء اليوم السابق يكون قد استهلك تماما أثناء الليل. ولكن الطريقة السليمة لتحليل الدم في مرض السكري هي أن يذهب المريض إلى المعمل بعد تناوله وجبة غذاء طيبة بساعتين. وهنا نجد أن معدل السكر في مستواه الطبيعي إذا كان الشخص خاليا من المرض، ولكن إذا كان مريضا بالسكر جاء المعدل أعلى بكثير من المستوى المألوف.
أما في الأحوال التي يطلب فيها الطبيب عمل منحنى لسير السكر في الدم أي تتبع معدل السكر بعد أخذ مقدار كبير منه، فهنا فقط يذهب المريض إلى المعمل من دون إفطار أو بعد مرور ست ساعات على تناوله الطعام، وذلك لقياس منسوب السكر في الدم وهو صائم، ثم بعد إعطائه وجبة من الجلوكوز من 75 جرام جلوكوز بالفم مذابا في ماء، وأخذ عينات كل نصف ساعة مدة 3 ساعات وتسجيل مصيرها في فترات زمنية محددة للتأكد من معرفة هذا المصير بالتفصيل. ولا يكرر هذا الاختبار بعد ذلك وإنما يكتفى فقط بعينة دم واحدة بعد وجبة الإفطار، أو الغذاء بساعتين لتحليلها للسكر والكوليسترول والبولينا فإن تبين أن السكر لم يتغير 140 مجم، والكوليسترول 20 مجم، والبولينا 40 مجم فليطمئن المريض نفسه.
* انه يلهو ويلعب والسباحة لعبته المفضلة ولكنه يعرق كثيرا بل يعطش، والآن لابد من زجاجة مياه غازية تحتوي على السكر مثلجة. إنها الوسيلة الوحيدة لتعويض نقص السوائل، فلماذا لا يتناول أكثر من زجاجة ليروي عطشه ويعوض ما فقده من عرق؟
- هنا مكمن الخطر، هكذا يقول الطبيب. من الخطأ الأكبر، أن يجري المريض ويعرق ويعطش ويحاول أن يصحح هذا الوضع بزجاجة مياه غازية مثلجة، بل قد يكون العطش شديدا فيشرب زجاجتين وهنا تقع المشكلة وتزداد. فالمشروبات الغازية تحتوي على مواد سكرية تعمل على سحب المياه من دمائه. وهنا يزداد النقص في الدورة الدموية، فيصبح في حاجة إلى الماء ليروي عطشه أو إلى قطعة بطيخ.
ومن المفيد لمريض السكري مزاولة رياضة السباحة لأنه خلال فترة الصيف تنخفض سرعة الاحتراق بالجسم. ومع الرياضة ترتفع هذه السرعة إلى المستوى العادي، إذاً فلا خطر من السباحة لأنها تحتفظ بدرجة حرارة الجسم في الحدود الطبيعية، كذلك فإنها تبقي الدورة الدموية بالجلد في أدنى درجاتها. ولكن عليه أن يتذكر دائما أنه إذا كانت المياه العادية أو قطعة بطيخ هي أحسن مشروب له، فإن المياه الغازية أخطر عليه.