في رحاب مجلس خليفة بن سلمان (٣) الحوار البحريني طوق نجاتنا الوحيد
 تاريخ النشر : الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢
بقلم: د. نبيل العسومي
الذي يثير إعجابي شخصيا في فكر خليفة بن سلمان ولعله يثير إعجاب كل من يحظى بشرف حضور مجلسه العامر أنه ينظر إلى الشأنين السياسي والاجتماعي ضمن منظومة متوازنة متكاملة، لأن السياسي من دون الاقتصادي والاجتماعي لا يتحرك إلى الأمام وأن الاقتصادي من دون السياسي ومن دون الأمن لا يتحرك إلى الأمام، ولذلك ومثلما أشار صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في سياق توجيهاته وملاحظاته السديدة عندما تناول موضوع السياسة وأوضاعها في البحرين أكد ترابطها وارتباطها مع الاقتصاد والمجتمع والأمن.
وعندما أشار سموه الكريم إلى الأزمة التي وقعت تحت ظلالها البحرين قاطبة خلال العام الماضي، أوضح انه لابد من الحوار لإيجاد حل لهذه الأزمة، ولكن الحوار يجب أن يكون بحرينيا ١٠٠% في منطقه وأهدافه ونتائجه، وأن الحوار هو طريقنا جميعا ومن خلاله يمكن تجاوز هذه المحنة التي أوقعتنا فيها المعارضة بسوء تقديرها وباستعجالها الأمور وبنظرتها الأنانية التي تنحصر أو تكاد في تحقيق مصالحها الضيقة.
الحوار الذي أشار إليه سمو رئيس الوزراء يقوم على ٣ ركائز أساسية:
الأولى: هي الوطنية التي تعني في النهاية تقديم المصلحة الوطنية على أي مصلحة أخرى ورفض أي تدخل خارجي في شأننا الوطني مهما تكن العلاقة لأن هذا الخارج لا يمكن أن يريد بالبحرين خيرا، خصوصا بعد اتضاح أهدافه الخبيثة علانية وبوضوح ومن دون أي إخفاء، فها هم الذين يناصبون هذا البلد الطيب العداوة يطالبون مرة باحتلالها ومرة بتحريرها ومرة بغزوها وهكذا، وها هم أيضا ينشرون ما تكرسه قنوات فضائية خبيثة من الأكاذيب والفبركات عن البحرين، وها هم يتآمرون علينا نهارا جهارا بكل الوسائل، حتى من يدعون أنهم حلفاؤنا وأصدقاؤنا فإنهم ابان الأزمة تخلوا عنا وتخلوا عن حلفهم معنا وفتحوا الباب مشرعا أمام العناصر المأجورة المناوئة للدولة والنظام للتخريب والإفساد في الأرض.
الثانية: أن يكون الحوار عقلانيا ومتوازنا وواضح الأهداف بل هدفه النهائي تحقيق مصلحة البحرين وأهلها، ومصلحة البحرين عند خليفة بن سلمان تكمن في ضمان استقرارها وازدهارها ونمو اقتصادها، ومصلحة البحرين في تضامنهم ووحدتهم الوطنية وتعايشهم السلمي ليكونوا صفا واحدا أمام العدو وأن يكونوا يدا واحدة من أجل البناء والتنمية.
الثالثة: أن يكون هذا الحوار توافقيا بمعنى ألا يكون فيه غالب ومغلوب بل يكون فيه الجميع غالبا ومنتصرا بما يفضي بالضرورة إلى التوافق على حل القضايا الملحة كافة في إطار الوحدة الوطنية والحل على مراحل للقضايا المستعصية، فالذي يهم المواطن اليوم - كما قال خليفة بن سلمان في مجلس العامر هو ضمان الاستقرار وعودة الهدوء واللحمة الوطنية وعودة الانتعاش الاقتصادي والتنمية وتحقيق الرفاهية، ثم إصلاحات دستورية وسياسية لتعزيز الديمقراطية البحرينية والمشاركة الشعبية، ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد.
هكذا يكون الحوار في فكر خليفة بن سلمان، الحوار الذي يبني ولا يخرب، الحوار الذي يتقدم بنا ولا يؤخرنا، الحوار الذي يجمع أبناء الوطن ولا يشتتهم، هكذا كان خليفة بن سلمان على الدوام وسيظل رجل سلام ومحبة يؤمن إيمانا صادقا بأن أبناء البحرين إذا ما استبعدت عنهم التدخلات الأجنبية يكونون صفا واحدا لا فرق بين مكون ومكون آخر مادام هنالك ثوابت مستقرة يحترمها الجميع وهي عروبة البحرين واستقلالها وديمقراطية نظامها، تلك الديمقراطية التي يبنيها أبناء البحرين شيئا فشيئا في ظل الحكم الخليفي الراشد والحكيم فلا شيء يكون دفعة واحدة، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الأرض والسماء في ستة أيام.
.