الرياضة
حكام الطائرة المخضرمون يجيبون على سؤال الملحق الرياضي:
لسنا الحلقة الأضعف ولكن الأندية تعلّق أخطاءها على شمّاعة التحكيم
تاريخ النشر : الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢
من النادر جدا أن يخلو حديث إداري أو مدرب أو لاعب عن خسارة فريقه دون أن يتطرق واحد منهم من قريب أو بعيد عن التحكيم والإشارة إليه بالبنان على أنه السبب الرئيس وراء خسارة فريقه حتى لو أشار إلى أسباب أخرى واهية، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه دائما متى ما كان التحكيم هو محور الاهتمام: لماذا لا يملك الأغلبية الشجاعة الأدبية ويكشفون عن الأسباب الحقيقية وراء الخسارة؟ وهل التحكيم دائما وعلى طول الخط هو الحلقة الضعيفة في منظومتنا الرياضية التي تجد فيه الأندية شماعتها الوحيدة التي تعلق عليها أخطاء خسائرها؟ حملنا هذا السؤال إلى حكامنا المخضرمين في الكرة الطائرة الذين لم تسلم مهمتهم مثلهم مثل زملائهم في بقية الألعاب الرياضية من هذا الاتهام لنتعرف على وجهة نظرهم والأسباب التي تجعل الأندية تحصر خسائرها في التحكيم.
هذا قدر حكام العالم الثالث
قال محمد جاسم رئيس لجنة حكام الطائرة أنا شخصيا بصفتي رئيس لجنة حكام لا أبرىء الحكام من الوقوع في الأخطاء ولكن إذا كان الحكم له أخطاءه فماذا عن أخطاء الفرق؟ لماذا لا يتجرأ المدربون والكشف عنها؟ وهل الحكام يقف وراء كل المباريات التي يخسرها فريق ما؟ ولماذا لا يتحلى مدرب الفريق ويعلن أنه مسئول عن الخسارة لأنه لم يستطع قراءة المباراة على سبيل المثال؟ أم يحمّل الخسارة الآخرين ليبرئ نفسه ويخرج كالشعرة من العجينة؟ وأوضح رئيس لجنة حكام الطائرة أنّ قدرهم كحكام وليس للطائرة وحدها وإنما ينسحب على بقية الألعاب الجماعية أنهم ينتمون إلى العالم الثالث الذي تسيطر عليه غياب الثقافة الرياضية وروحها الذي دائما ما يكون حاضرا في هذا الاتهام حامدا المولى على أنّ اللعبة التي يرأس حكامها ليس فيها التحام مثل بقية الألعاب الجماعية وإلا كانت الاتهامات للحكام مضاعفة على حدّ تغبيره.
الأندية خذلتنا
ويتساءل الحكم الدولي المخضرم جاسم سيادي قائلا: يمكن هناك خطأ أو خطئان وقع فيهما الحكم ولكن أين بقية عناصر الأخطاء التي وقع فيها الفريق الخاسر؟ مؤكدا على أنّ الحكم ما هو إلا بشر يخطأ ويصيب والأندية تعرف ذلك ولكنها تركز على مجموعة أخطاء قليلة وتنسى إيجابيات كثيرة قام بها الحكم أثناء المباراة مؤكدا على وجود أخطاء من الحكام ولكن ليس هناك أحد يمكنه الجزم بأنها مقصودة، ودائما ما ترى الأندية في الحكم وحده (الطوفة الهبيطة) حسب تعبيره، ويرى سيادي أنّ الحل القريب للحدّ من تحامل الأندية على الحكام هو تفعيل الندوات الثقافية والتطرق فيها إلى قوانين الألعاب وخاصة الأخطاء المتكررة واستثمار ذلك في توطيد العلاقة وتشييد جسر من الثقة بين مدربي الأندية ولاعبيها والحكام وعملنا على تطبيق تجربة الندوات هذه مع الأندية في نادي الن صر غير أنّ الأندية خذلتنا ولم تتجاوب مع دعوتنا بالحضور.
ثقافة مجتمع
ومن زاويته أشار الدولي عبد الخالق الصباح إلى أنّ مثل هذا الاتهام لا وجود له في الدول المتحضرة ولكن عندنا حدّث ولا حرج على سبيل المثال يظهر لك فريق يشير بأصابع الاتهام للحكام لخسارة فريقه رغم أنه في شوط من الأشواط لم تتجاوز نقطة العشر 25-10 مبديا الصباح تحديه الشديد إذا لقينا مثل هذه المهاترات في اليابان إذ انه – حسب قوله- لم يسمع إشارة واحدة في المرات التي تواجد فيها هناك للحكام مؤكدا على أنّه في الدول الأوروبية بدلا من تعليق الخسائر على شماعة الحكام فإنهم يحاصرون بها اللاعبين والمدربين وهذا يكشف لنا جليا أنّ الأمر بات متعلق بثقافة المجتمع.
ويرى الصباح أننا في حاجة إلى جانب وجود الثقافة الرياضية إلى قوانين صارمة تحمي الحكم وتحفظ حقه وتوقف هدير الاتهامات التي باتت موضات قديمة لافتا إلى أنّ لعبة الكرة الطائرة لعبة واضحة للعيان والأخطاء فيها واضحة ومن المؤكّد أنّ الفريق الذي يفوز يستحق الفوز، وتابع الصباح قائلا: في الدول الأوروبية عندما يلجأ الحكم للتهجم على الحكم في الصحافة فإنّ اتحاد اللعبة يغرمّ اللاعب عن طريق ناديه وإذا كنا نرمي بتبريراتنا وأخطائنا على الآخرين فإنهم هناك يبحثون عن تبريرات علمية للبحث عن أسباب أخطائهم لتفاديها مستقبلا وهذا هو الفارق بين الطرفين.
هذا ما قاله المدرب
وأشار الدولي راشد جابر إلى أنّ تحميل الحكام خسارة المباريات دليل على غياب الثقافة فإذا كان الحكم قد وقع في خطأ أو خطأين فيجوز أنّ لاعبي الفريق الخاسر قد وقعوا في مطب الأخطاء السهلة والتي تعد من بديهيات وأساسيات اللعبة لافتا النظر إلى أحد المدربين – فضّل عدم الكشف عن هويته- قال له أنّ تحكيمك ليس فيه أخطاء وإنما ادّعيت الاحتجاج بغية كسر إرسال الفريق المقابل، واتفق الدولي راشد مع زملائه على أنّ الحكم يقع في الخطأ ولكنه من التجني بمكان أن أحمله خسارة فريق ما للمباراة كلها مطالبا بتكثيف الندوات التثقيفية في القانون للمدربين واللاعبين على حدّ سواء وخاصة في الأخطاء الأكثر شيوعا والتباسا على حدّ قوله.