أخبار دولية
أمريكا تحاول ثني إسرائيل عن شن هجوم على إيران في الوقت الحالي
تاريخ النشر : الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢
تل أبيب - الوكالات: ذكرت تقارير صحفية في إسرائيل أن الولايات المتحدة تسعى لإثناء إسرائيل عن شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية وإعطاء فرصة للعقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وأشارت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية الصادرة امس إلى توجه مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى إلى إسرائيل في هذه الأيام في ظل قلق واشنطن المتنامي من إقدام إسرائيل على هذه الخطوة.
وتحدثت الصحيفة عن وصول توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأمريكي مساء السبت إلى إسرائيل وأضافت أن من المتوقع أن يصل أيضا جيمس كلابر مدير الاستخبارات الأمريكية خلال الأسبوع الجاري إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع الجانب الإسرائيلي حول هذا الشأن.
وذكرت الصحيفة أن كلا المبعوثين الأمريكيين يعتزمان «بذل كل جهد لمنع ضربة عسكرية لإيران» وسيطالبان القيادة الإسرائيلية بالتمهل قبل الإقدام على هذه الخطوة وحث إسرائيل على إعطاء فرصة للعقوبات الدولية المفروضة بحق إيران.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الصادرة امس عن ممثل حكومي أمريكي رفيع المستوى قوله إن واشنطن تولد لديها انطباع خلال الأشهر الستة الماضية بارتفاع احتمالية الهجوم الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة نقلا عن هذا المسئول «نحن نعتقد أن إسرائيل لم تحسم أمرها بعد بشأن الهجوم من عدمه لكن الواضح لنا أن هذا الأمر تتم دراسته بجد».
من جانبه كان الجنرال مارتين ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة حذر في مقابلة مع قناة (سي إن إن) من أن شن إسرائيل لهجوم على إيران سيعمل على زعزعة استقرار المنطقة.
واضاف «ليس من الحكمة اتخاذ قرار لمهاجمة إيران في الوقت الحالي». وتابع ان «الحكومة الامريكية واثقة من ان الاسرائيليين يتفهمون مخاوفنا.. فتوجيه ضربة في هذا الوقت سيزعزع الاستقرار ولا يحقق اهداف اسرائيل على المدى الطويل».
وقال مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال غوزي ديان ان اختيار ديمبسي للكلمات مهم. وصرح للاذاعة الاسرائيلية العامة «اود التركيز على عبارة ديمبسي (في الوقت الحالي)» مشيرا إلى عرض إيران الاخير لاستئناف المحادثات النووية المتوقفة مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا اضافة إلى المانيا.
وقال إن «الرسالة الاسرائيلية لواشنطن هي دعونا نهتم بالتهديد النووي الايراني الذي هو تهديد لسلام العالم، ودعونا نقوم بذلك معا. اذا توليتم انتم القيادة، ذلك جيد. واذا حشرنا في زاوية واصبح علينا ان نتولى القيادة.. فان ذلك سيكون واجبا علينا».
وربما كان وراء الحسابات الاسرائيلية تصريح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء ان علماءه يزيدون من تخصيب اليورانيوم، كما انه تمت اضافة 3000 جهاز طرد مركزي اضافي إلى مفاعل نطنز.
ويبدو ان إيران على وشك تركيب آلاف اجهزة الطرد المركزية الجديدة في منشأة اخرى محصنة لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم، بحسب ما افاد دبلوماسي للبي بي سي.
وفي لندن اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان مهاجمة اسرائيل لايران لن تكون قرارا «حكيما»، مشددا على ضرورة «اعطاء فرصة» للمقاربة الدبلوماسية والاقتصادية.
وصرح هيغ للبي بي سي «لا اعتقد ان شن هجوم عسكري على إيران سيكون امرا حكيما من جانب اسرائيل». واضاف «اسرائيل... ينبغي ان تعطي فرصة فعلية للنهج الذي تبنيناه، اي العقوبات الاقتصادية الشديدة والضغوط الاقتصادية». وأكد هيغ ان «مقاربتنا دبلوماسية واقتصادية مائة في المائة بهدف جلوس إيران إلى طاولة المفاوضات»، موضحا انه «ليس على علم بمخطط لمهاجمة ايران».
من جانبه قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد ان بلاده تحرص على الاستئناف السريع للمحادثات بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن - روسيا، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين اضافة إلى المانيا-- فور الاتفاق على مكان وتاريخ الاجتماع.
وكانت المحادثات الاخيرة انهارت في اسطنبول في يناير 2011، إلا ان إيران ردت ايجابيا على عرض من الاتحاد الاوروبي لاستئناف المحادثات. وقال صالحي «نحن نبحث عن آلية لحل المسألة النووية بطريقة تكون في صالح الطرفين». إلا انه اضاف ان إيران تظل مستعدة «لأسوأ الاحتمالات».
ومن المقرر ان تستقبل إيران وفدا رفيع المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم في إطار الجهود لنزع فتيل التوترات الدولية بشان نشاطاتها النووية من خلال الحوار.
ومن المقرر ان يجري الوفد يومين من المحادثات مع مسئولين ايرانيين لمعالجة المخاوف الغربية. وكان وفد من الوكالة قام بزيارة مماثلة في نهاية يناير، الا انها لم تكن مثمرة.
وصرح مارك فتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية من مقره في لندن «انا لست متفائلا بان إيران ستقدم المزيد من المعلومات، لانني اعتقد ان اية اجوبة صريحة عن اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستؤكد ان إيران ضالعة في اعمال تتعلق بتطوير اسلحة، ولن تعترف إيران خشية ايقاع عقوبات عليها».