الجريدة اليومية الأولى في البحرين



وهل توهمتم أنه يحبكم؟!

تاريخ النشر : الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢

صلاح عبيد



بعد حادث اصطدام شاحنة إسرائيلية بحافلة مدرسية تحمل أطفالا فلسطينيين في القدس يوم الخميس الماضي الذي لقي فيه 10 أطفال فلسطينيين مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين شخصا، نشرت صحيفة (ها آرتس) الإسرائيلية ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر تعليقات عنصرية على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، عبَّر فيها نتنياهو عن ارتياحه لأن كل القتلى فلسطينيون، وانه يتمنى الموت لكل العرب، متسائلا عن سبب تقديم المساعدة إليهم.
وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن نتنياهو علق على صفحته قائلا «إنه يتمنى أن يرسل شاحنة أخرى للقضاء عليهم جميعا»، في إشارة إلى الشاحنة الإسرائيلية التي اصطدمت بالحافلة المدرسية وتسببت بقتل عدد من الأطفال الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة على الرغم من إعلان نتنياهو أسفه لهذا الحادث في تصريحات صحفية فإن مساعديه لم يزيلوا تلك التعليقات، ولم يتبرؤوا منها على الأقل.
ونشرت وكالات الأنباء العالمية أيضا أن التعليقات العنصرية على تلك الحادثة الأليمة لم تقتصر على رئيس وزراء إسرائيل فحسب فقد نشر مستخدمون إسرائيليون آخرون على الصفحة الخاصة بالشرطة الإسرائيلية على موقع (فيسبوك) تعليقات مثل: «عظيم.. صار هناك الآن إرهابيون أقل»، و«أتمنى أن يكون هناك مزيد من هذه الحوادث كل يوم»، و«إنهم إذا ما كبروا فسيكونون إرهابيين، فمن الأفضل القضاء عليهم من الصغر».
بالطبع نشرت الصحف العربية هذا الخبر ووضعت له عناوين انتهت كلها بعلامات تعجب، فقرأنا مثلا في إحدى الصحف عنوانا يقول: (نتنياهو يتمنى الموت لكل العرب!).. هكذا بعلامة تعجب في آخر العنوان وكأن الصحيفة التي نشرته تبدي استغرابها وتعجبها من مضمونه، وهو ما يعني أحد أمرين: إما أن محرري الأخبار في تلك الصحف يجهلون معنى وضع علامة التعجب في آخر الجملة، مثلما هو حال كثير من الطارئين على مهنة الصحافة ممن لا يجيدون اللغة العربية، لا فهما ولا صياغة، فتراهم يضعون علامات التعجب وعلامات السؤال في آخر كل فقرة يكتبونها وكأنها علامات للزينة وحسن المظهر، وإما أن الصحف التي نشرت هذا الخبر كانت تظن نتنياهو يحب العرب و(يموت في دباديبهم) واكتشفت فجأة بهذا الخبر أنه يكره العرب ويتمنى لهم الموت جميعا، وفي كلا الحالتين يجب على تلك الصحف أن تراجع نفسها وتدقق فيما تنشره، وفي أسلوب النشر حتى لا تقع في مزالق سوء الفهم من قبل القارئ أو تضع نفسها في موضع حرج أمامه، وأن تسند الأمر إلى أهله فلا توكل مهمة التحرير إلى أنصاف المتعلمين.
أمر آخر يجب أن نضعه في الحسبان دائما، أنه لا يوجد صهيوني واحد يحب العرب أو يقبل التعايش معهم، لا في فلسطين ولا في غيرها، فالعرب والمسلمون ألد أعداء الصهيونية وأكثرهم استهدافا من قبل الدولة العبرية وأجهزتها الاستخباراتية والعسكرية وحلفائها ومن يقفون وراءها في الدول الكبرى. وإذا ظن بعض المغرر بهم من العرب أن اتفاقيات السلام الصورية بين إسرائيل وبعض الدول العربية تعني أن بني صهيون يمدون إلينا يد السلام فإنهم واهمون، بل ويضعون رقابهم ورقاب شعوبهم في مهاوي الردى، وسيكونون أول الضحايا إذا ما حانت ساعة الانتقام الصهيوني من كل عربي على امتداد أرضنا العربية من المحيط إلى الخليج.
احذروا أن يخدعكم أعداؤكم بابتساماتهم الماكرة واتفاقياتهم الخادعة ومنظماتهم المشبوهة ومخططاتهم الجهنمية، فإن هدفهم الذي يسعون إليه بلا هوادة هو القضاء على أمتنا واجتثاثها من جذورها.



salah_fouad@hotmail.com