الجريدة اليومية الأولى في البحرين


راصد


تأشيراتنا السياحية

تاريخ النشر : الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢

جمال زويد



ومادمنا قد تكلمنا يوم أمس عن الأنشطة الحقوقية والمنظمات الأمريكية والناشطين العاملين فيها بدون ترخيص ولا تصاريح وأنهم يمارسون أعمالهم في جمهورية مصر العربية لسنوات سابقة بتأشيرات سياحية؛ فإنه من المفيد أن نعرّج على خبر القبض على ستة أمريكيين شاركوا في مظاهرة أو مسيرة غير مرخص لها خلال الأسبوع الماضي، ليس في واشنطن أو نيويورك، وإنما هنا عندنا في البحرين، ونشرت صحافتنا المحلية صورهم، وقد لبسوا أقنعة ضد الغاز المسيل للدموع ورفعوا شارات النصر. الأمريكيون الستة المشاركون في المسيرة غير المرخص لها، والتي حتى لو كانت مرخص لها ليس لهم علاقة بها، ولا تخصّهم، هكذا يُفترض لولا أن خيوط التآمر والاستقطاب والاستعداء الخارجي لم تعد سراً ولا يمكن تغطيتها.
وبالطبع ليس صدفة أن تكتشف السلطات البحرينية أن هؤلاء الأمريكان الستة، وهم: كيت رفائيل وكريستن رزاوسكي وباتريسيا ويلند ومايكل لوبيركيو وبراين تيريل وليندا سارتور قد دخلوا البلاد بتأشيرات سياحية! وهو ذات الاكتشاف الذي توصلت له السلطات المصرية بشأن الأمريكان الذين قبضت عليهم، أيضاً دخلوا وعملوا في جمهورية مصر بـتأشيرات سياحية!!
ولعّله من المهم أن تبدأ الدولة في برنامج جاد لإعادة النظر في مسألة هذه التأشيرات السياحية التي تجاوزت الآن أضرارها فيما كنّا نراه من استغلالها في سوق الرذيلة والنخاسة ليمتدّ إلى العمل ضد الدولة والمشاركة في مسيرات واعتصامات. وقريباً ستأتينا سباقات الفورمولا، وستدخل إلى بلادنا مجاميع كبيرة من خلال هذه التأشيرات السياحية التي يُقال إن كثرة من المستفيدين منها؛ غالبهم – غالبهن – يدخلون لأغراض أخرى تعرفونها – غير الفورمولا، نخشى أن يدخل معهم هذا العام آخرون لأغراض المشاركة في مسيرات وأعمال شغب وتخريب و... إلخ.
غير أنه من حقنا أن نستغرب أن تكتفي السلطات عندنا بترحيلهم! رغم ارتكابهم مخالفة القوانين المتعلقة بالتأشيرات والمشاركة في مسيرة في داخل البلاد، بغضّ النظر عن كونها مرخص لها أو غير مرخص لها.. ثم فقط ترحيلهم. وأترك للقراء الكرام تصوّر لو أن بحرينياً أو عريباً استطاع أن يحصل على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة الأمريكية (كلنا يعرف إجراءات واشتراطات وصعوبات الحصول عليها ومقدار الصرامة فيها) ثم جرى القبض عليه في مظاهرة – مرخص لها أو غير مرخص لها – هناك، تطالب بإسقاط النظام هناك أو إجراء إصلاحات هناك؛ لا أعتقد إلاّ أنه سيكون وراء القضبان، وسيتم وضعه خلف الشمس أو في غياهب جوانتنامو.
سانحة:
بالمناسبة أيضاً؛ فاجأتنا الأخبار الأسبوع الماضي بخبر يقول: ألقت الشرطة القبض على شاب كويتي يبلغ من العمر (17) عاماً بمنطقة بني جمرة بتهمة المشاركة في أعمال شغب وتجمهر وسد الطرقات، وتم حبسه (45) يوما على ذمة القضية، بعد أن وجهت إليه النيابة العامة تهمة الاشتراك في تجمهر مؤلف من أكثر من (5) أشخاص الهدف منه الإخلال بالأمن العام، وكان حين القبض عليه ملثما بلثام أخضر اللون، ويضع شارة خضراء على ذراعه ويرتدي قفازين، وتم ضبطه وهو يشارك في إغلاق الشارع الرئيسي، وإلقاء الأحجار على الشرطة! ياترى، ما مناسبة تواجده؟ وما هي علاقته بأحداث البحرين؟ هل هو – مثلاً – في دورة تدريبية ؟!