ماذا يفعل السفير الأمريكي في البحرين بالضّبط؟!
تاريخ النشر : الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
منذ شهر أكتوبر في العام الماضي، حين صدّق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين السفير الأمريكي الجديد في البحرين «توماس كراجيسكي»، والجميع بات يرصُد تنفيذه لأجندة مشبوهة، وأدوارا لا يقوم بها السفراء عادة!
لا نحتاج إلى أن نذكّر بتاريخ السفير في عراق الاحتلال الأمريكي والإيراني، ولا نحتاج إلى أن نذكّر بكلمته الشهيرة المصوّرة في مجلس الشيوخ الأمريكي، والتي أعطى فيها صكّ البراءة لإيران ومن يسمّون أنفسهم «المعارضة» على حد سواء، وكلّ هذا قبل أن تطأ قدماه البحرين.
ما إن دخل البحرين حتى بتنا نشاهد صوره في الصحف كل يوم، لم تبق وزارة إلاّ زارها! ولم تبق مؤسسة إلاّ سار على عتباتها! حتى بات يتساءل الجميع: هل هو سفير؟ أم إنّه مبعوث خاص جاء لتنفيذ أجندة معيّنة، نفّذها ببراعة في عراق الطائفية التابع لولي الفقيه الإيراني؟ وهاهو يعيد الكرّة في البحرين، لأنّ أمريكا بعد فشل مؤامرتها المشتركة مع إيران ضد البحرين، أرسلت المَدَد المتمثّل في هذا السفير، ليقوم بدور مؤثّر في إنجاح ما فشل فيه الأذناب!
تمرّ الأيّام، لتبدأ الأخبار في الانتشار! فالسفير الجديد يبدو أنّه تناسى مهماته الأصلية، ليبدأ اجتماعاته السريّة والمعلنة، مع أفراد وجهات يعتبرها غالبية الشّعب متورّطة حتى النّخاع فيما حدث للبحرين!
قرأنا وسمعنا عن اجتماعات سريّة لها أهداف خطرة، نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ينفّذها السفير بمعاونة مركز IISS الذي يقبع في المرفأ المالي، وهو المركز ذاته الذي يشرف على حوار المنامة السنوي! ننقل تلك المعلومات لنخبر الدولة أن الجميع يتابع ما يحدث، وعليها أن تفتح عيونها جيدا.
دور السفراء في كل دولة له توصيف معيّن، أمّا إذا تجاوز السفير ذلك الدور فهذا يعتبر تعدياً على حرمة وسيادة الدولة، وعلى الدولة أن تتحرّك وتتخذ إجراءً حقيقيا، وكلّنا يعلم أنّ تهديد ذلك السفير ليس للبحرين فقط، وإنّما لدول الخليج مجتمعة.
لأي دولة دبلوماسياً حقّ رفض أي سفير يتعدّى أدواره الحقيقية، وأعتقد أنّ الأدوار المشبوهة والاجتماعات السرية المغلقة، والحماية التي يوفّرها السفير لبعض المحرّضين بحسب ما نشرت صحيفة الوطن قبل يومين، كلّها أمور تستدعي تحرّك الدولة، فهذا التهديد يتجاوز سيادة البحرين إلى سيادة دول الخليج مجتمعة، والسياسة الأمريكية مفضوحة ولا تحتاج إلى من يكشف الغطاء عنها!
المشير الركن خليفة بن أحمد القائد العام لقوة الدفاع، أكد في المقابلة الصحفية المنشورة قبل أيام: «وجود 22 منظمة غير حكومية تعمل ضد مملكة البحرين، 19 منها توجد في الولايات المتحدة الأمريكية، و3 أخرى في إحدى الدول الخليجية، وجميعها تدار وتدرّب وتمول من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الخليجية»! كما أكد «وجود اتفاق بين 7 دول لتبادل الأدوار فيما بينها لتشكيل ضغط على البحرين خلال الأزمة، عبر فرض حظر على بيع المستلزمات والأدوات الأمنية والدفاعية للبحرين والتي تستخدمها الشرطة أثناء تعاملها مع المواجهات، وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسويد وسويسرا وبلجيكا»! وهذا الكلام يؤكّد أن ما ذهب إليه الأخ وزير الخارجية حول دور السفارة والسفير جانبه الصواب كثيرا.
السؤال هنا، من تظنّون أنّه يدير تلك العملية غير السفارة الأمريكية في البحرين، بقيادة مهندس الطائفية في عراق الاحتلال (الأمريكوإيراني)؟!
كلمة أخيرة: البحرين مازالت تُطعن، والجاني معروف، وسؤالنا: إلى متى سيستمر صمت الدولة؟!
برودكاست: غداً تاريخ 21 فبراير، البحرين «تستاهل»، الموعد عند الفاتح فلا تتأخّروا.