الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٧ - الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

ثلثاء المعتوق
اللعبة والوطن





قدم رئيس اتحاد كرة اليد علي عيسى محمد مرافعته في مؤتمر صحفي حول براءة ذمة الاتحاد من الفشل في الوصول إلى نهائيات كأس العالم التي اختتمت تصفياتها مؤخرا بمدينة جدة السعودية، وجاء الرئيس بسردا تفصيلي للأحداث والوقائع التي هي مثار جدل ونقاش والمتعلقة بسلسلة التغييرات الكبيرة في الأجهزة الفنية على مدى السنوات الثلاث الماضية حيث تجاوز العدد الثمانية مدربين، وأوضح الرئيس برحابة صدر أن الاتحاد بريء وليس مسئولا عن تغيير المدربين الثمانية كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، وحصر مسئولية الاتحاد في تغيير اثنين فقط من جملة التغييرات وأشار إلى المدربين بيرو من الجبل وولف كنج لواك من ألمانيا.

وعلل الرئيس السبب في استبعاد بيرو بالعلاقة غير الإيجابية مع اللاعبين في المنتخب وعدم قدرته على التكيف مع الأجواء المحيطة في حين استبدل ولف كنج الألماني بسبب عدم مواكبته للتطور المتسارع في عالم اللعبة وأن ولف ما زال يعيش حتى الآن بعقلية الثمانينيات عندما كان مدربا لمنتخب البحرين، لن اذهب بعيدا في التحليل والاستنتاج لكي اطرح سؤالا بسيطا جدا يدور فحواه حول السبب الذي دفع المدربين الباقين إلى ترك منتخبنا الوطني والتعاقد مع منتخبات أخرى قريبة حققوا معها ما كنا نصبوا إلى تحقيقه.

السبب ببساطه كما قدمه رئيس الاتحاد، يعود إلى تدخل المؤسسة العامة للشباب والرياضة في التجديد وعدم التجديد للمدربين، وأشار إلى ضعف الميزانية الممنوحة للاتحاد والتي تحد من خياراته وتقيد طموحه في ظل المنافسة المحتدمة بين المنتخبات الخليجية في استقطاب المدربين الكبار في شئون اللعبة، الآن وقد انتقلت مسئولية إدارة الاتحادات الرياضية إلى اللجنة الأولمبية البحرينية التي تمتلك الرؤية والطموح وتدفع دائما باتجاه تطوير الرياضية وتضخ في سبيل ذلك المبالغ التي تحتاجها الاتحادات وفق إستراتجية عمل واضحة، وأشير إلى أن الوقت قد حان لإدارة اللعبة أن تسارع إلى تقديم مرائياتها وخططها المستقبلية إلى اللجنة الأولمبية وإيضاح أهمية التعاقد مع مدير فني على درجة عالية من المعرفة بالتدريب والتخطيط ورسم خريطة طريق تعيد اللعبة إلى الواجهة بمنظور علمي بعيدا عن سياسة الاجتهادات الشخصية والتوقعات المبنية على العاطفة والارتجال.

وأضيف إلى أن الاستعانة بالمدربين المساعدين المحترفين من الدول المتقدمة في شئون اللعبة لا يمكنهم إضافة ما هو جديد إذا لم يكن في القمة على رأس الجهاز الفني شخصية ملمة وخبيرة بشئون اللعبة متمكنة ولديها القدرة على توظيف المعلومات وترشيد الجهود حتى الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود. ولكي أكون منصفا علي أن أتقدم بالشكر إلى رئيس الاتحاد علي عيسى محمد، على رحابة صدره وإلى رفاقه في مجلس الإدارة لجهودهم الكبيرة وتضحياتهم في عملهم التطوعي في إدارة شئون اللعبة الذي يسير على حساب حياتهم الشخصية بما فيه تعطيل ترقياتهم في وظائفهم العملية بسبب السفر ومرافقة المنتخب، وأشيد بالانجازات الكبيرة التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية على يد مجلس الإدارة، ولكنني أشدد على أهمية مراجعة الذات والإقرار بأن هناك أخطاء لا بد من تصحيحها، وان هناك قصورا واضحا في مساعدة اللاعبين بالمنتخبات الوطنية بالتعاون مع الوزارات الحكومية والمؤسسات الخاصة في إيجاد الوظائف المناسبة والاستبسال في الدفاع عن حقوقهم لضمان عطاء اللاعب وضمان تركيزه وتطوير قدراته بما يخدم اللعبة والوطن.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة