الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٧ - الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


حرق الإطارات.. مرة أخرى؟





لا أحب الكتابة في موضوع - أيًا كان - عدة مرات، ولكن يبدو أن هذا الموضوع يحتاج منا إلى أن نعيد الإشارة إليه حتى يمكننا أن نستوعب الخطر الذي يداهمنا وأبناءنا بسبب حرق الإطارات في الشوارع بسبب أو من غير سبب.

ومن جانب آخر، فهناك مبدأ يجب أن نتفق عليه، وهو ما قلناه مرارًا ونعيد أن نختلف فهذا حق، ولكن أن ندمر أنفسنا وبلادنا وأطفالنا فهذا شيء لا نرتضيه، مهما كانت درجة الخلاف، هذا مبدأ نتفق عليه.

لنعد إلى موضوع حرق الإطارات،،

يصعب على العلماء حصر كل أنواع الملوثات التي تطلقها الإطارات أثناء حرقها، فالإطارات مواد مصنوعة من المطاط الذي يدخل في تركيبه البنزين وربما العديد من المواد الأخرى التي لا نعرفها. وهذه المواد عندما تحرق فإنه ينبعث منها العديد من المواد والغازات الضارة بالجسم وخاصة الجهاز التنفسي، هذه الغازات تصل إلى مسافة لا تقل عن ١٥ مترا من موقع الحريق، ويمكن حصر بعضها مثل:

١- ثاني أكسيد النتروجين، الذي يسبب العديد من أمراض الجهاز التنفسي، وخاصة مرض ضيق التنفس.

٢- ثاني أكسيد الكبريت، يمكن أن يسبب مصاعب في الجهاز التنفسي ومرض ضيق التنفس، وكان الغاز من أهم العوامل الخطرة في موجة الإصابات في بريطانيا وبعض الدول الأوروبية لدى ازدياد مستويات الدخان المضبب في الخمسينيات من القرن الفائت، ويعتقد الخبراء أنه مسئول عن ٣٥٠٠ حالة وفاة مبكرة سنويًا ويؤثر في الأشجار والمحاصيل.

٣- البوتاديين، يمكن أن يكون أحد أسباب السرطان، كما يمكن أن يصاب العمال الذين يتعرضون له أثناء العمل باللوكيميا وسرطان النخاع العظمي.

٤- الدقائق أو الجسيمات العالقة، وهذه المواد يمكن أن تسبب أمراض الرئة، ويشير الخبراء إلى مسؤوليتها عن حدوث وفيات مبكرة تبلغ ٨ آلاف حالة في بريطانيا وحدها. كما قد تقود إلى حدوث أمراض القلب، ويعتقد أن الجسيمات الأصغر التي تبلغ قطرها ٥ر٢ ميكرون قد تكون أكثر خطورة عن مثيلاتها الأكبر حجمًا.

٥- مركب البنزبيرين، وهو مركب ينتج عادة عن احتراق الوقود والزيوت البترولية ومن القار المستخدم في الطرقات واسطح المنازل وصناعة المطاط، وفي دخان السجائر قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة.

٦- كلوريد الهيدروجين، تتسبب ملامسة كلوريد الهيدروجين للجلد في الإصابة بالحروق وحدوث ندوب وتشوهات جلدية. ويؤدى وصوله إلى الرئة إلى الإصابة بالاستسقاء. أما ملامسة كلوريد الهيدروجين للعينين فتتسبب في موت خلايا طبقة الظهارة بالملتحمة والقرنية.

وحتى لو تجاهلنا كل ذلك فإن حرق الإطارات تسبب في انبعاث غاز (الديوكسين) ذلك الغاز الذي ينتج من حرق كل أنواع البلاستك، وهو غاز سام وخطر جدًا ويؤثر في القدرة على الإنجاب ويتسبب في تشوهات عند الولادة والسرطان في الحيوانات.

وإليكم هذا التقرير: ينتج غاز الديوكسين عند حرق المخلفات المحتوية على الكلور وغالبية المخلفات البلاستك والمطاط مثل المخلفات الطبية تحتوي على هذا المركب. يعتبر الديوكسين مسببا للسرطان كما افادت به الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، ويؤثر في الهرمونات البشرية وعمل الكرموسومات ويضعف الغدد الصماء وسبب العديد من المشاكل الطبية كضعف الجهاز التناسلي والجهاز المناعي، بالإضافة لذلك هنالك تأثيره الكبير في البيئة والشبكة الغذائية على وجه الخصوص، حيث يصل لمسافات كبيرة عن طريق الماء والغلاف الجوي ويتراكم في النباتات ومنها الحيوان ثم الإنسان.

لخطورة الديوكسين العالية، فإن العديد من المنظمات والهيئات انبثقت حول العالم تنبه بخطورة حرق المخلفات وعلى وجه الخصوص المخلفات البلاستيكية الطبية والدعوة للتحول إلى طرق بديلة للتخلص من هذه النوعية من المخلفات بدلا من حرقها كاستعمال التعقيم البخاري الأوتكليف أو الميكروويف، كما دعت هذه المنظمات للحد والتقليل منذ البداية وعند امكان إنتاج المخلفات كحجرات التمريض من المواد المحتوية على مركبات (البي في سي) التي ينتج عنها الديوكسين بعد حرقها مثل البلاستيك لاعتقادهم أن الديوكسين ينتج حتى من المحارق العالية التقنية التي قد لا تتوافر لمعظم دول العالم. وينتهي التقرير، وأرجو أن تكون الرسالة قد وصلت للذين يقومون بهذه الأعمال، وكل الذي نريد أن نقوله لهم لا تتسببوا في قتل أطفالكم وهم في المنازل، أو تتسببوا لهم في عاهات مزمنة، أنتم مسئولون عنها.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة