الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


ماذا يفعل «الثيك تانك» بأمريكا وحلفائها في العالم؟!

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



تعددت «الجبهات» التي تخسر فيها أمريكا أصدقاءها، وهو ما يثبت أن فرقة «الثيك تانك» التي ترسم السياسة الأمريكية في (البيت الأبيض) حققت اخفاقات كبيرة في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.. وهناك تخبط كبير في المواقف الأمريكية مع دول كانت تعتبر صديقة أو حليفة لأمريكا في العالم.
مثلا.. رغم التدهور في العلاقات الأمريكية ــ الباكستانية سياسيا وأمنيا وعسكريا، فإن واشنطن بدلا من معالجة المشكلة مع «اسلام اباد» زادتها توترا باستخدام طائرات (بدون طيار) لقصف مواقع تعتبرها إرهابية في الأراضي الباكستانية، وبعد الغارات الجوية الأمريكية يكتشف الباكستانيون أن القتلى معظمهم مدنيون وأطفال!
ويزداد التخبط الأمريكي في باكستان إذا صحّت المعلومات التي نشرتها صحيفة «تايمز أوف انديا» وقالت: (إن الكونجرس الأمريكي يناقش مشروع قرار يطالب بحق تقرير المصير للشعب البلوشي! وان بعض المحللين في أمريكا يعتقدون أن انفصال (البلوش) عن باكستان يمكن أن يمنح واشنطن وحلف شمال الأطلسي المجال لإيجاد طرق إمداد إلى أفغانستان المجاورة)!
وتأتي (مصر) في المركز الثاني التي تكاد أمريكا أن تفقدها بعد أن كانت دولة حليفة في الشرق الأوسط، ولم تكتف (واشنطن) بتقديم المال والدعم اللوجستي لمنظمات وجمعيات أهلية مصرية مستغلة حالة الانفلات الأمني والاضطراب السياسي داخل مصر بعد ثورة 14 يناير الماضي، بل زادت الطين بلة حين خاطبت السفيرة الأمريكية في مصر (آن باترسون) المستشارين المصريين (أشرف العشماوي) و(سيد أبوزيد) قاضيي التحقيق في قضية التمويل الأمريكي فيما يعرف إعلاميا بجريمة تقسيم مصر، وتطلب السفيرة إغلاق ملف التحقيق في القضية واسقاط قرار الاتهام عن المتهمين الأمريكيين الـ 19، والتي قالت مجلة «صباح الخير» المصرية في عددها الأخير إن السفيرة تخفي بعضهم في حجرات خاصة بمبنى السفارة في «جاردن سيتي»!.. وطالبت المجلة وزارة الخارجية المصرية بالاحتجاج على التدخل الأمريكي في شئون القضاء المصري.
الجبهة الثالثة التي خسرتها أمريكا هي البحرين التي لاتزال أمريكا تقول إنها دولة صديقة وحليفة، لكن خطواتها على أرض الواقع تتناقض مع هذه المسألة، وذلك من خلال اعطاء غطاء شرعي أمريكي لجمعيات سياسية بحرينية أبرزها (الوفاق) في القيام بأعمال العنف والتخريب والاعتداء على الشرطة في مناطق متعددة بالبحرين.. وصار هناك رأي عام شعبي بحريني يشكل الغالبية العظمى ينتقد ويكره تناقضات السياسة الأمريكية في البحرين.. وهناك من يقول إن الرأي الشعبي البحريني يكاد يصبح رأيا شعبيا على مستوى دول الخليج العربية كلها.. وهذا يعني أن هناك احتمالا كبيرا بأن تخسر أمريكا حلفاءها في كل دول المنطقة التي يخرج منها ثلث النفط إلى العالم!
ماذا يفعل «الثيك تانك» بأمريكا وحلفائها في العالم؟