أخبار دولية
الرئيس اليمني المقبل يطالب المجتمع الدولي بدعم مالي عاجل ويعد بـ «استعادة الدولة»
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢
صنعاء ـ الوكالات: دعا نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عشية انتخابه رئيسا توافقيا للبلاد بعد سنة من الازمة، المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مالي عاجل لبلاده المنهارة اقتصاديا، واعدا اليمنيين بـ «اسعادة الدولة» وحكم القانون.
واطلق هادي في خطاب إلى اليمنيين مساء الاحد سلسلة وعود مؤكدا انه سيعمل وخصوصا على اصلاح النظام السياسي واعادة احياء الاقتصاد والمضي قدما في الحوار لحل قضيتي الجنوب والتمرد الحوثي في الشمال، فضلا عن اعادة اللحمة للقوات العسكرية والامنية المنقسمة والقضاء على تنظيم القاعدة.
وقال في خطابه «نجدد طلبنا من الدول الشقيقة والصديقة الاسراع في تبني الدعم العاجل لليمن من خلال تحريك ما تم رصده في مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن». واعتبر انه «من المفيد تبني انشاء صندوق طوارئ لمساعدة الحكومة اليمنية على تجاوز أزمتها الاقتصادية التي بدأت ترمي بظلالها على مختلف النواحي وفي مقدمتها المعيشية والإنسانية». كما دعا مجموعة العشرين إلى تبني مؤتمر لدعم اليمن اقتصاديا.
ويحتاج اليمن الذي يملك موارد محدودة جدا إلى مليارات الدولارات من الدعم الدولي من اجل الخروج من النفق الاقتصادي المظلم. وكانت الدول المانحة تعهدت في مؤتمر عقد في لندن عام 2006 بتقديم مليارات الدولارات لليمن ثم عززت هذه التعهدات مجموعة «اصدقاء اليمن» التي تشكلت مطلع 2010، إلا ان السواد الاعظم من هذه الاموال لم تصل إلى اليمن كما تجمد عمل مجموعة اصدقاء اليمن مع انطلاق الاحتجاجات المناهضة للنظام.
ورسم هادي صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في اليمن الذي يعد من افقر دول العالم اصلا وانهكته الازمة الاخيرة دافعة بمزيد من الشرائح الاجتماعية لما دون خط الفقر.
وقال هادي «اعلم جيدا ان الاستقرار المنشود لن يتحقق اذا كان هذا البلد يضم بين جنباته جائعين وخائفين ومرضى بدون امل يمنحهم الطمأنينة».
وذكر نائب الرئيس الذي سيخوض الثلاثاء الانتخابات الرئاسية مرشحا توافقيا ووحيدا، ان نصف اطفال اليمن يعانون من سوء التغذية فيما يعاني ثلث الاطفال من سوء تغذية حاد داعيا جميع «القوى الحية» في المجتمع إلى «المساعدة لمنع مزيد من التدهور».
وعلى الصعيد السياسي شدد هادي على ان «اوجب الواجبات هو استعادة الدولة التي تم انهاكها لتعاود القيام بدورها الاساس» وهي اولوية ستنعكس ان تحققت «ولو بحدها الادنى» على مختلف نواحي الحياة في اليمن على حد قوله. كما أكد أن الحوار الوطني الذي يفترض ان يدعو إليه بعد انتخابه رئيسا بموجب الآلية التنفيذية لاتفاق انتقال السلطة، هو «وحده القادر على كبح جماح التطرف وغلو المزايدين».
اما اولية مواضيع الحوار فهي بالنسبة لهادي مسألة صعدة حيث التمرد الحوثي الشيعي والقضية الجنوبية، وذلك في ظل تصاعد مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال عن الشمال والعودة إلى دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة حتى العام 1990 والتي يتحدر منها هادي. ويقاطع كل من المتمردين الحوثيين والحراك الجنوبي انتخابات الثلاثاء.
واكد هادي انه لن يسمح «بافشال (مؤتمر الحوار الوطني) او الالتفاف عليه باعتباره آخر حصوننا».
ووعد نائب الرئيس بالعمل على «تبني تشريعات عصرية تراعي الخصوصية اليمنية وهو ما يعني تبني إجراء إصلاحات جذرية واعادة الاعتبار لسطوة القانون الذي يقوم على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ودعم التعددية السياسية كأساس لنظام الحكم مع مساندة منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية لتقوم بدورها الرائد بعيدا عن التسييس والتبعيَّة».
وعن موضوع تنظيم القاعدة والارهاب الذي يشكل اولوية بالنسبة للمجتمع الدولي على ضوء تعاظم نفوذ التنظيم المتطرف وسيطرته على قطاعات واسعة من جنوب البلاد، تعهد هادي بوضع حد للارهاب على حد قوله.
وقال إن القاعدة استغلت الظروف في اليمن «لبسط نفوذها على أكبر قدر من المناطقِ التي سادتها الفوضى وغابت عنها الدولة». واضاف «ان مسؤوليتنا تقتضي وضع حد لهذه الاعمال الارهابية الخارجة عن الدينِ والقانون» مشددا على اهمية «الدعم الإقليمي والدولي من مساندة مادية ومعنوية» من اجل «استئصال سرطان كهذا ليس لتمدده حدود».
ولم ينس هادي الاشادة بالرئيس المنتهية ولايته الذي يغادر السلطة بعد سنة من الاحتجاجات المناهضة لحكمه