الجريدة اليومية الأولى في البحرين



21 فبراير

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



سيظلّ هذا التاريخ عالقاً في أذهاننا أبد الدّهر، هل تعلمون لماذا؟ لأنّه التاريخ الذي أثبت للعالم، أنّ البحرين ليست للبيع!
لكلّ إنسان وطن يعيش فيه وعليه، ويلتصق وصفه به، إلاّ البحرين؛ فهي محفوظة وسَط أرواح البحرينيين، تعيش بداخل كلّ واحد فيهم، لا نغلق عيوننا قبل أن نتأكّد أنّها بداخلها، لا نستطيع أن نفارقها، وإن فارقناها تجد عيوننا تدمع عندما نذكرها. كما قلت لكم؛ إنّها أكثر من وطن.
كنّا نعلم أنّنا نعشق الوطن حتّى الثمالة، لكن ما مرّ بنا من مصابٍ جَلل، جعلنا نكتشف أنّ البحرين بالنسبة إلينا ليست كذات العشق الذي تحدّث عنه قيس أو عنترة، ولكنّه العشق الذي قال عنه نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، عندما حاربته قريش وأخرجته من مكّة: «إنك من أحب بلاد الله إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت».
عندما تآمر على البحرين الغرب الأمريكي والمدّ الصفوي الإيراني، حيث وجدوا للأسف الشديد من بيننا من مدّ لهم يديه، انتفضت البحرين عن بكرة أبيها لتؤدي واجب الدّفاع المقدّس الحقيقي وليس المزيّف.
خرج النّاس إلى جامع الفاتح بكل طوائفهم ومذاهبهم، بصورة عفوية لأنّهم شعروا أنّ المؤامرة وصلت إلى الرّقبة، بل كادت أن تقطعها، ولكن للبحرين ربّ يحميها، وقد قيّض الله تعالى لها من وقف وقفة لن ينساها تاريخ البحرين الحديث، حيث تكاتف الجميع ليلقموا من مكر بنا حجراً قطع أنفاس مخططاتهم الخبيثة، بل انقلب السّحر عليهم، لتتلقَفهم «حوبات» البحرين بلداً بلدا!
للبحرين تاريخ يثبت أنّه إذا «حجّت حجايجها» فهناك من هو أهل «للصلايب الشداد»، يقدّم روحه وما يملك من مال وبنين في سبيل الله حماية للوطن، أَوَ ليس من مات دون وطنه وأرضه فهو شهيد.
اليوم تعود ذكرى 21 فبراير 2011، ذلك التاريخ الذي كان شمعة مضيئة في فبراير مؤلم عاشت فيه البحرين أشد أيام تاريخها الحديث سوادا. يؤلمنا حالة شقّ الصفّ التي نسأل الله تعالى أن يجازي من تسبّب بها، ولكن عزاءنا أن البحرين ستعود كما كانت، «ملفي الأياويد»، تستقبل كلّ محب بقلب نظيف وبابتسامة صادقة.
في نفس هذا التاريخ كتب البحرينيون تاريخ «الفزعة» في حبّ الوطن، واليوم جاء أوان تكرارها، فقط لنؤكّد لكل المتآمرين علينا من الداخل والخارج، أنّ البحرين عصيّة عليكم، والبحرين فرس أصيل لا يركبها إلاّ الشرفاء، تزهو بهم ويتفاخرون بها.
دعاء: ربّ اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً رخاءً سخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم من أراد بلادنا بسوء ومكر، فامكر به واجعله عبرة للمعتبرين. اللهم اكسر عنّا شوكة كل متآمر، وردّ كيده في نحره.
كلمة أخيرة: لا تتخلّفوا فـ «البحرين تستاهل»، حفظ الله الوطن وأبناءه المخلصين من كل سوء.