الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عالم يتغير




«هنري كيسنجر» لماذا يكشف الآن المخطط الأمريكي؟

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢

فوزية رشيد



} تناقل بعض الصحف، من بينها صحيفة «الديار» اللبنانية، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «هنري كيسنجر» وأحد أبرز أقطاب الحركة الصهيونية العالمية، وليسمح لي القارئ بنقل تلك التصريحات كما جاءت والتي يقول فيها إن إيران هي ضربة البداية، فيما سماها، الحرب العالمية «الثالثة» التي سيستوجب فيها على إسرائيل قتل أكبر عدد ممكن من العرب، واحتلال نصف الشرق الأوسط.
وقال «كيسنجر» في حديث أجراه مؤخراً مع صحيفة (ديلي سكيب) الأمريكية: «لقد أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط، نظراً لأهميتها الاستراتيجية لنا خصوصا أنها تحتوي على البترول ومواد اقتصادية أخرى، ولم يبق إلا خطوة واحدة، هي ضرب إيران، وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون «الانفجار الكبير» والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي «إسرائيل وأمريكا». وسيكون على إسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط». مضيفا: «إن طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد أصم».
وفي السياق ذاته، أوضح «كيسنجر» انه إذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل، مضيفاً «لقد تلقى شبابنا في أمريكا والغرب تدريباً جيداً في القتال خلال العقد الماضي، وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك الذقون المجنونة فسيطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد».
وأوضح كسينجر أن «إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أمريكا وإسرائيل لكل من إيران وروسيا بعد أن تم منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة، وبعدها سيسقطان وإلى الأبد لنبني مجتمعا عالميا جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية «السوبر باور» وقد حلمت كثيراً بهذه اللحظة التاريخية».
} هكذا تحدث وصرح مهندس السياسة الخارجية الأمريكية سابقاً وأحد أهم أقطاب الماسونية العالمية وأبرز رؤوس الحركة الصهيونية العالمية أيضاً، وسواء كان هناك في تصريحاته شيء من التلاعب في توقيت ومغزى التصريحات حول المخطط الأمريكي تجاه الشرق الأوسط والعالم، إلا أنها تصريحات في غاية الخطورة والغرابة للكيفية التي تفكر بها الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والعالم، وهذه المرة على لسان عرّاب السياسة الأمريكية، الذي تحمل تصريحاته ربما دس السم في العسل حين يذكر بين الدول السبع التي تخطط أمريكا لاحتلالها (إيران) فقط، فيما يترك بقية الأسماء تحت عنوان وحيد وهو: «الدول النفطية في الشرق الأوسط» ويضيف إليها دولا تحتوي على مواد اقتصادية أخرى، والتخمين فيها لا يحتاج إلى تفكير كثير، لأن تصريحات أمريكية أخرى تضع مخططاتها لتقسيم السعودية وتعتبر مصر أنها الجائزة الكبرى، فيما النفط في العراق وليبيا بات تحت وضع اليد.
} والغريب أن حسب تصريحاته بأن الضربة الأولى ستكون لإيران، فيما القتل سيكون لأكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط، ومحاربة أصحاب الذقون وهو يشير إلى سُنة المسلمين، وصحوة الصين وروسيا على الانفجار الكبير، والحرب العالمية الثالثة، فيما الانتصار فقط لإسرائيل وأمريكا، بل التخصيص بأن نصف الشرق الأوسط سيكون لإسرائيل وحدها، حينها سيتم إعلان القوة الواحدة والحكومة الواحدة أو الحكومة العالمية «السوبر باور» ليتحقق حلم «كيسنجر» النهائي وقد بلغ حتى الآن عامه الـ .89
} «كيسنجر» بتصريحاته تلك، ولا نعرف لماذا يُصرح بها في مثل هذا التوقيت على وقع ما يحدث في البلاد العربية مما سماه الغرب نفسه الربيع العربي، فيما كل كلامه يدل على أن ما وراء هذا الربيع هو احتلال إسرائيل لنصف الشرق الأوسط، وإعلان «السوبر باور» الأمريكي وتنفيذ آخر بنود بروتوكولات صهيون؟ وفي الوقت الذي تدعي فيه الولايات المتحدة مناصرة حقوق الإنسان والديمقراطية والإصلاح في الوطن العربي، يصرّح عرابها ورأس الماسونية والصهيونية فيها، بلغة عنصرية حاقدة وصفيقة بقتل أكبر عدد ممكن من العرب، ليكشف من دون خجل عن المعايير العنصرية واللاأخلاقية واللاإنسانية تجاه العنصر العربي تحديداً، ثم احتلال سبع دول نفطية (ولاحظوا كلمة احتلال) لأنهم «مضطرون» إلى ذلك لأنها تحتوي على النفط وعلى موارد اقتصادية أخرى. فهو هكذا يعلن بكل بجاحة النيات والمخططات الخبيثة للولايات المتحدة وإسرائيل في إطار (قرصنة) مشتركة لاحتلال دول عربية وقتل شعوبها لمجرد القتل الحاقد.
} في مثل هذه التصريحات ينزع «كيسنجر» الغطاء والقناع، ويتحدث بكل عجرفة لا متناهية عن الهدف الصهيوني الأخير، الذي يريد أن يكون تحقيقه قريبا جدا في احتلال الشرق الأوسط، لتسقط بكل وضوح كل الادعاءات والشعارات التي يتم تسويقها في عالمنا، وحول دعم الثورات، وليتأكد التلاعب بالطوائف ونشر الفتن والفوضى، وحيث التحالفات والصداقات حتى «زواج المتعة» السري بينها وبين إيران، واستخدام إحدى الدول الخليجية كمجرد أداة، كل ذلك مجرد وسائل مرحلية، لبلوغ الهدف في إعلان الحكومة الواحدة أو الحكومة العالمية «السوبر باور»، وما كوادر الفتن المدربة شيعة أو سنة إلا حطب النار، التي تريد الولايات المتحدة حرق أكبر عدد من العرب فيها وقتلهم بها، فماذا أعدّ حكام الخليج لهذا السيناريو الظلامي المدمر، وبلدانهم في أول خطوط الاستهداف، فيما إحدى الدول الخليجية، تعتقد أنها ستكون عضواً ربما في الحكومة الواحدة التي ستحكم العالم بالاستبداد والدكتاتورية المطلقة، ولذلك هي تتذاكى على بقية دول الخليج العربي، وتقوم بالإسراع في تنفيذ مخطط الاحتلال الإسرائيلي وقتل أكبر قدر ممكن من العرب، فيما الذي يتحدث عنه «كيسنجر» هو أن لا مكان لأحد كان، سوى إسرائيل وأمريكا لابتلاع الكعكة العالمية كلها، ولا عزاء لكل من يعوّل بعدها على أمريكا أو إسرائيل؟
وفي النهاية نقول هكذا يحلم الصهاينة والماسونيون (الأمريكيون والإسرائيليون)، وهو ما يكشف حقيقة كل الألاعيب الأمريكية، ولكن (أنت تريد وأنا أريد ويفعل الله ما يريد) والباقي الأخذ بكل الوسائل، والعبء كبير على حكام وشعوب الخليج العربي، ليدركوا أن أقبح الوجوه يخترق حياتهم، ويدبر المكايد لهم، فيما السيناريو الذي يرسمه هو سيناريو يتجاوز كل الحدود في البشاعة، والصفاقة، والاستعباد.