الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


مئات الألوف يحتشدون في ساحة الفاتح إحياء لذكرى وقفة تجمع الوحدة الوطنية

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢



احتشد مئات الألوف في ساحة الفاتح بالمنامة أمس إحياء للذكرى الأولى للوقفة الخالدة لتجمع الوحدة الوطنية.
هتف المحتشدون وهم من مختلف الأعمار والطوائف: البحرين عربية خليفية - الشعب يريد خليفة بن سلمان.. نطالب بمحاكمة زعماء التحريض والمنابر... إلخ.
كما أكد الجميع السير خلف العاهل المفدى وقالوا: سر يا جلالة الملك على بركة الله، وثق بأن خلفك شعبا يضع روحه على كفه للدفاع عن البحرين، فقد عاهدناك ميثاقا وان العهد كان مسئولا..
(التفاصيل)
وسط حشد جماهيري قدر بمئات الآلاف - التقى تجمع الفاتح تحت عنوان: (درع الوطن) - من الشعب البحريني المخلص أمس الثلاثاء في الذكرى الأولى لانطلاقة الفاتح الوطنية منذ ساعات الظهر الأولى واستمر تزايد الحشود حتى نهاية التجمع في ساعات متأخرة من الليل اكتظت بهم شوارع العاصمة بالقرب من جامع الفاتح.
وخلال التجمع أكد الدكتور عبدالله النفيسي أن أمن البحرين من أمن الإسلام، وأن البحرين ثغر من ثغور الإسلام، مقدما اعتذاره عن تورط بعض الكويتيين في تحريض البعض في البحرين بتعليمات من إيران والنهج الصفوي، مضيفا أن ما تشهده البحرين اختبار لكل الدول الخليجية، ومؤكدا وفق السياق التاريخي للبحرين أن ما يحدث اليوم هو محاولة من القرامطة الجدد لتطبيق نهج دولة ولاية الفقيه الصفوي، مشيرا إلى أن بعض الكويتيين يتفرغون لمطاردة البحرين في المحافل الدولية، لإشاعة الشائعات وتجييش الإعلام، وينبغي لحكومة البحرين منعهم من دخول أراضي المملكة، ومن بينهم أعضاء في مجلس الامة الكويتي وأساتذة في جامعات كويتية.
وقال النفيسي في كلمة خلال فعالية «درع الوطن» إن الولايات المتحدة الامريكية تتآمر على البحرين ودول الخليج جميعها، مشيرا إلى محادثات تجري بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وصفقات كبرى تجري في الخفاء، وأن هناك تحالف المصالح بينهم، وما يجري مجرد حرب إعلامية للتمويه على دول وشعوب المنطقة، داعيا دول الخليج إلى إعلان الاتحاد على صعيد السياسات العسكرية والخارجية والنفطية، مؤكدا أنه لا يوجد صراع طائفي، وينبغي ان نتصرف كأمة وليس كطائفة أمام ما تقوم به إيران واتباعها في المنطقة.
كما شهدت الفعالية مشاركة الشيخ مشاري العفاسي الذي أنشد للجمهور نشيدة «وطني حبيبي يالبحرين» التي تفاعل معها الحضور بشكل لافت ومؤثر، كما شارك في الفعالية الداعية الشيخ نبيل العوضي، وعدد كبير من الجمعيات السياسية والائتلاف الوطني ومواطنون من جميع الانتماءات، ولوحظ تعانق ورفع الأعلام الخليجية وعلم سوريا تضامنا مع شعب البحرين.
وخلال الفعالية تم عرض فيلم سينمائي تحدث فيه عدد من الإعلاميين البحرينيين حول الوضع الراهن والمستقبل القادم وأهمية التكاتف والوحدة والتوافق وحل المشكلات والخلافات من أجل البحرين ومستقبلها، مؤكدين أن المؤامرة لم تنته، ولا بد من الحيطة والحذر، وأهمية تطبيق القانون.
كما تحدث الناشط الشاب طارق منصور الذي أكد في كلمته أن البحرين مرت بأيام صعبة ومرّة، لكن وقفة أهل البحرين في «الفاتح» هي التي انقذت الوطن من تلك الايام. كما ألقى الفاروق كلمة في الحشود.
كما أصدر تجمع «صحوة الفاتح» بيانا طالب فيه بضرورة سيادة دولة القانون ومحاسبة المتورطين في الأحداث، وتم رفع عدد من المطالب الشعبية، كما تم رفع عدد من اللافتات والرسائل الى السفير الأمريكي في البحرين تستنكر تحركاته المشبوهة ضد الوطن. وفيما يلي نص بيان صحوة الفاتح:
قال بيان «صحوة الفاتح» في الذكرى السنوية الأولى لتجمع الفاتح والذي تلاه خالد البلوشي: إن الأولوية الوطنية لدى أهل الفاتح، هي بسط الأمن، ثم بسط الأمن، ثم بسط الأمن، وسيادة القانون، مشددا على رفض أي حوار ثنائي مع قوى التأزيم أو أي حوارات تحت الطاولة.
وأكد البيان أن البحرينيين لن يرضوا أبدا بمحاولات التيارات الانتهازية كالوفاق وأذنابها الأنانية والمصلحية الاتفاق مع الحكم، وإقصاء تيار الفاتح العريض.
ولفت إلى أنه مضى عام على الأزمة، رأينا فيه كيف فاجأت المخططاتُ أجهزة الدولة. وكيف وقف الشعب ضد المؤامرة، فساهم في قلب الموازين إلى أن التقطت الدولة أنفاسها، وأعادت اليها المؤازرةُ الخليجية زمامَ المبادرة.
وجاء في البيان: «نجتمع في الذكرى السنوية الأولى، لتجمع الفاتح التاريخي، في هذا المكان الطاهر، الذي تحول في 21 فبراير، إلى رمز في قلوب البحرينيين. نجتمع الليلة، لنحيي الذكرى، ونثبت مواقفنا، لنظهر لجميع من يريد العبث بالوطن أننا واقفون لهم بالمرصاد».
وشدد على أن على «القوى الخارجية، كأمريكا ومن والاها، وإيرانَ وأذنابِها في سوريّا ولُبنان، أننا لن نسمح لهم بتهديد أمننا، والعبث بوطننا».
وقال البيان إن «من أهم الأدوات الشعبية، التي استخدمها الناس لبيان رفض المخطط الانقلابي، المقاطعة الاقتصادية، لمن موّل هذه العملية الانقلابية من أموالنا، ونحن في اقتصاد حر، وأحرار في قراراتنا الاقتصادية، وسنستمر، ما دام ذلك السلوك الانقلابي المشين موجودا».
وأعرب بيان صحوة الفاتح عن «الفخر في الأداء الحكومي للبحرين، بالكثير من الإنجازات، التي شارك فيها الشعب مع الحكومة، في مجالات التنمية والتطوير»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «المواطنين كلَّهم، يطالبون بتوزيع عادل للثروة، وبإدارة شفافة لها: للنفط، وللبحار والأراضي، ولباقي الثروات»، لافتا إلى أن «تراكم هذه المشاكلِ الأساسية، هو المعول الذي يستخدمه المغرضون للهدم، ولذا فإننا ندعو الدولة إلى تصحيحها، وكبح جماح الفساد».
وتابع: «نريد نهضة تنموية، تخرجنا من دائرة الاستهلاك، إلى دائرة الإنتاج، وقد أخفقت الدولة للأسفِ في ذلك حتى هذه اللحظة».
ووجه البيان رسالة شباب صحوة الفاتح الى «القوى الانقلابية المتآمرة» وقال: «لقد أحدثت قوى التأزيم في هذا العام، شرخا غائرا في المجتمع، وعلى الرغم من طيبة الشعب البحريني، ونزعته الفطرية إلى التسامح والتعايش، فإن الشعوب تتقدمُ عندما تتعلم من أخطائها، وحتى نتعلم يجب ألا ننسى ولن ننسى محاولات تمرير مجلسٍ تأسيسي لقلب نظام الحكم. لن ننسى الدجل الإعلامي والحقوقي في التآمر على البحرين».
وأضاف: «وأما عن موقفنا من العائلة الخليفية الكريمة، فإن أفرادها جزء أصيل من المجتمع، لا نرضى بإساءة الخونة اليهم أو الى أي عائلة بحرينية. ولن ننسى استقالات الشورى والقضاء الجماعية، لن ننسى محاولة تعطيل سوق النفط، وسوق العمل، ولن ننسى اعلان الجمهورية في الدوار، ولن ننسى محاولة العصيان المدني، لن ننسى أحداث جامعة البحرين، لن ننسى اغلاق المرفأ المالي، ولن ننسى دهس رجال الأمن، ولن ننسى احتلال السلمانية، ولن ننسى كلمة ارحلوا».
واعتبر البيان أنه لكي نتقدم خطوة في أزمتنا، فعلى المؤزمين أن يدركوا أننا لن ننسى، وأن أي حل معهم، يجب أن يضع ذلك في الحسبان، مشيرا إلى أن «من ينشد الإصلاح السياسي، لا يسعى إلى التفرد بتمثيل الشعب، ولا يهمش أكثر من نصف المجتمع».وأكد أن «التسامح والتعايش، من سمات شعب البحرين، ولا نحتاج لمن يذكرنا بذلك، بشعارات زائفة، وورود خلفها الأسياخ والمولوتوفات».
وفي رسالة للسفير الامريكي جاء في البيان: «ليسمع السفير الأمريكي ان البحرين ليست مطية لأمريكا، وليست كالعراق، وأن البحرين وطن يسكننا ونسكنه، وسندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة، ولن نرضى لأمريكا ولا غيرها بأن تتلاعب به». وطالب البيان أصحاب القرار، «بكبح جماح السفير الأمريكي فليس له ولا لغيره، أن يتدخل في شؤوننا الداخلية، فإما أن يكف عن التأجيج الطائفي، والتدخل في شؤوننا، وإلا فإننا سنعتصم بأضعاف هذه الحشود، عند السفارة الأمريكة، للمطالبة بطرده».
وأكد البيان أن التدخلات التي كشفها القائد العام لقوة الدفاع «من دول تدّعي صداقتنا، كأمريكا هي مرفوضة من هذه الجموع، ولن نقبل بأن تَفرِض علينا، سواءٌ أمريكا أو إيران».
× كما وجه بيان صحوة الفاتح «نداء إلى العقلاء الصامتين، الذين اختطف أصواتهم، ولم يجهروا برفض ما يحدث من تخريب، لأن يرفعوا أصواتهم عالية بنداء العقل ويمدوا أيديهم إلينا بالمثل، لنكون معا، درعا واقيا للبحرين، بكل مكوناتها، درعا ضد تآمر الخارج، وخيانة الداخل، فأعلنوا رفضكم لعنف المخربين، ودجل السياسيين. حتى تتهيأ لنا الأرضية المناسبة، للانطلاق في مشروع بناء البحرين المشترك».
وأكد البيان السير خلف العاهل المفدى وقال: «سر يا جلالة الملك على بركة الله، وثق أن من خلفك شعبًا، يضع روحه على كفه للدفاع عن الديار، فقد عاهدناك ميثاقًا وإن العهد كان مسئولا».
ووجه البيان الشكر لكل من وقف مع البحرين من حركات الربيع العربي والدول الخليجية والمقيمين العرب والأجانب والمتطوعين الذين وقفوا مع وطنهم خلال الازمة.
وشدد بيان صحوة الفاتح على ضرورة الوحدة الخليجية «وتتبع عملاء إيران، الذين كانوا يزوّرون الأحداث وينشرون الأكاذيب».