الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


اليمنيون يطوون في صناديق الاقتراع صفحة علي عبدالله صالح

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢



صنعاء - الوكالات: اقترع اليمنيون أمس للمرشح التوافقي والوحيد عبدربه منصور هادي ضمن استحقاق تاريخي يطوي صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح، وانما في ظل اعمال عنف في الجنوب بين القوات الحكومية والانفصاليين المتشددين الرافضين للانتخابات اسفرت عن ستة قتلى وعرقلت عمليات التصويت.
وبالرغم من كون هادي نائب صالح وحليفه، يحمل انتخابه لفترة انتقالية من سنتين الكثير من الآمال على ما يبدو لليمنيين الذين يقبعون بغالبيتهم تحت خط الفقر وقد شاهدوا بلادهم تقترب خلال الآشهر الاخيرة من الحرب الاهلية.
وشهدت عمليات التصويت إقبالا كثيفا مع تقدم ساعات النهار، وخصوصا في العاصمة صنعاء، ولكن في ظل مقاطعة كبيرة في مناطق المتمردين الحوثيين في شمال اليمن فيما تمكن الناشطون الانفصاليون في الجنوب من اغلاق نصف مراكز الاقتراع في عدن ومراكز اخرى في باقي المحافظات الجنوبية.
وبذلك يصبح اليمن اول دولة من دول الربيع العربي تشهد انتقالا للسلطة بموجب اتفاق سياسي حفظ ماء الوجه لصالح الذي حكم اليمن 33 سنة ولن يحاكم مثل حسني مبارك أو ينفى مثل زين العابدين بن علي، كما انه لم يقتل مثل معمر القذافي. وبدأت المراكز الانتخابية بإغلاق ابوابها اعتبارا من الساعة السادسة مساء.
واكد الرئيس اليمني المقبل اثناء ادلائه بصوته في صنعاء وسط تدابير أمنية مشددة ان استحقاق الانتخابات هو «اغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد».
وقالت رئيسة المركز الانتخابي المخصص للنساء عبير العفيفي «لقد دهشنا بالاقبال وبتدافع النساء حتى قبل بدء موعد الاقتراع».
ويأخذ التصويت طابعا رمزيا إلى حد بعيد اذ يحظى هادي بدعم غالبية القوى السياسية في البلاد، ويأتي انتخابه في إطار اتفاق المبادرة الخليجية الذي تخلى بموجبه صالح عن السلطة لنائبه، اي هادي نفسه، مقابل حصوله على حصانة من الملاحقة.
من جهتها، قالت الناشطة المعارضة وحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان ان الانتخابات الرئاسية «يوم عيد بالنسبة لليمنيين لانه يوم رحيل علي عبدالله صالح وانهاء حكم المستبد والظالم وانهاء فترة من الزمن عبث بها صالح واستمرت 33 عاما». وقالت كرمان «ندعو الرئيس الانتقالي الجديد إلى ان يعمل من اجل الشباب والا فان ساحات الاعتصام موجودة وستظل كلجان مراقبة على حكومة الوفاق وعلى الرئيس المنتخب».
وحذرت كرمان هادي من انه «اذا لم يحقق اهداف الثورة، فكما اسقطنا الاول سنسقط الثاني بأيدينا».
ودعي اكثر من 12 مليون ناخب يمني إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر مصيرية لمستقبل اليمن وتحظى بدعم كبير من القوى الاقليمية والدولية الكبرى.
وغابت عمليات الاقتراع عن مناطق شمالية تعد معقل المتمردين الحوثيين، كما غابت ايضا عن المناطق التي تسيطر عليها القاعدة في محافظتي ابين وشبوة الجنوبيتين.
الا ان المقاطعة في جنوب البلاد اخذت منحى عنيفا مع تنفيذ «عصيان مدني» وقيام ناشطين انفصاليين بعرقلة عمليات التصويت في عدد كبير من المراكز في المحافظات الجنوبية.
وتمكن الانفصاليون الجنوبيون المعارضون للانتخابات اليمنية من اغلاق نصف مراكز الاقتراع في عدن عند الظهر بالقوة اضافة إلى عدة مراكز في باقي المحافظات الجنوبية، فيما أسفرت أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في الجنوب عن مقتل اربعة اشخاص بحسب مصادر أمنية وناشطين.
وذكر شهود عيان ان الناشطين اقتحموا المراكز وهم يحملون اعلام اليمن الجنوبي السابق وصادروا صناديق الاقتراع فيما تسمع طلقات نارية بشكل متقطع في سائر انحاء المدينة التي كانت عاصمة دولة اليمن الجنوبي السابق. كما شوهدت المركبات العسكرية وهي تغادر مراكز الاقتراع بحسب الشهود.
وذكر مصدر امني في وقت لاحق ان باقي المراكز في عدن اغلقت في وقت مبكر ونقلت صنادقيها إلى المركز الانتخابي الرئيسي في حي كريتر.