الجريدة اليومية الأولى في البحرين



بين مبدأي «اللاعنف» و«اسحقوه».. يُعرف الرجال

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



المهاتاما غاندي، هو من أبرز الزعماء السياسيين الذين رحلوا، لكن بَصمَتهم ظلّت إلى اليوم نبراساً لشعوب العالم يتوارثونها جيلاً بعد جيل.
اشتهر غاندي بأنّه كان رائداً لما يسمّى «الساتياغراها»، وهي تعني مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، والتي تأسست بعد فلسفته في المقاومة «اللاعنف الكامل» أو ما سمّي «أهمسا»، وألّف في تأصيل ذلك المبدأ وتلك الثقافة تسعين مجلدا!
مارتن لوثر كينغ سار على نهج المهاتما غاندي، حيث كرّس حياته لنشر مبدئه في المقاومة السلمية اللاعنيفة.
أستذكر معكم تلك الأسماء، علّها تحرّك الدماء المتجمّدة في عقول البعض، الذين مازالوا يتساءلون: لماذا فشلت (حركتنا السياسية) في البحرين؟!
طالما تغنّت الوفاق بالسلمية، وطالما تغنّى غيرها بها، لكن الحركة الطائفية التي نستذكر مناسبتها السنوية هذه الأيام، كشفت الغطاء عن الكثير من الخفايا.
على الوفاق وأذنابها ومن يسير على نهجها، ممّن يوظّفون العنف السياسي لتنفيذ أجندات سياسية غير متوافق عليها، أن يستوعبوا حقائق عدّة.
من لديه قضيّة حق، لا يمكن له أن يكون صاحب عنف محرّم في دين الله، لا يمكن أن يحمل مطالب الإصلاح السياسي بيد، ويده الأخرى تحمل المولوتوف والسيف والسلاح.
من يحمل المطالب السياسية الحقّة، لا يحتاج أن يحمل قلباً أسود حاقداً كارهاً رافضاً لمكونات المجتمع الأخرى!
إلى الآن ما زال الكثيرون مصدومين من منهج المطالب السياسية ومنهج «اسحقوه»، التي هي أقسى حتى من «اقتلوه»! تلك الكلمة كانت بالنسبة إلينا الختم النهائي على فشل مشروع الوفاق الطائفي، لأنّها أصّلت العنف بعد أن صمتت عنه عقودا.
الوفاق تدّعي السلمية، وهي التي ترضى بتحقير أكثر من نصف المجتمع، بل تقوم بتكريم من يتعدّى على صحابة رسول الله نكاية وتشفيّا!
من يرتض من السياسيين الوفاقيين وغيرهم، تحقير أكثر من نصف المجتمع، ويواصل غروره وكبره السياسي، بل يصمت عن تحريض وتوريط أطفال صغار لم يتجاوزوا التاسعة والعاشرة في حركة عنف تدمّر مستقبلهم وتحرق الوطن بمن فيه، فإنّه يخرج من دائرة السياسي إلى دائرة الانتهازي، المتاجر في كل شيء لتحقيق أجنداته الخفيّة.
يقول كبيرهم «لقد أبهرتم العالم بسلميتكم»! وما علِم أنّ العالم قد تخلّى عنكم لأنه عرف أنّكم غير صادقين، وأهدافكم بريئة من السلمية كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
كشفوكم في مصر وفي تونس، وفضحتكم وعرّتكم أحداث سوريا. ولنا أن نتساءل: أيها الخجل أين حمرتك؟! هذا إن بقي في الوجه ماء؟!
صدّقوني لو كان غاندي حياً وشاهدكم، لأكمل مجلّداته في اللاعنف إلى مائة مجلّد.
الصدق والمصداقية بالنسبة إلى السياسي كالشرف بالنسبة إلى المرأة، ولكم أن تسألوا أنفسكم كم مرّة ارتضيتم أن تدنّسوا عِرض صدقكم ومصداقيتكم! كم مرّة ارتضيتم المتاجرة في أخلاق الرّجال، ولم ترعوا حرمةً لا للنساء ولا للأطفال! هل تعرفون اليوم لماذا فشلتم وستفشلون؟!
برودكاست: قلناها بالأمس ونعيدها: ستبقى البحرين عصيّة على كل طامع ومتآمر، لأنّها فرس أصيل لا تحمل إلاّ من افتداها بروحه. شكراً لجماهير الفاتح.. لقد كنتم بحق درعاً لهذا الوطن.