الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مقالات


للملك.. أوقرتنا فأوقرناك

تاريخ النشر : الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢



سيدي جلالة الملك،،
أخاطبك بصوت أبنائك الشباب شاكرة ومقدرة تحيتك لنا على جمعنا بمركز الفاتح الإسلامي إحياءً لذكرى التفافنا الأول قبل عام، لنجهر أننا نحن هنا لأجل البحرين، ولا نقبل بأي تدخل خارجي يمس سيادتها، ولا نرضى لأي طرف داخلي أن يغيبنا.
وشاكرة مرة أخرى لما بعثته في نفوسنا من شعور الطمأنينة بأن البحرين ستكون واحة للأمن والأمان لجميع من يقطنها من كل الملل والأديان، من دون الحاجة إلى أي تدخل في شأنها إلا من أهلها.
وأضع بين هلالين «لأي تدخل في شأنها» لأقول بعد كلمتك إن أبناءك لن يخذلوك ولن يسمحوا لسماسرة السياسة بأن يقوّضوا بنيانا مجتمعيا بناه أجدادنا وآباؤنا بودهم وتراحمهم، فتكونت القماشة البحرينية عصية على الاهتراء مهما حاول أولئك السماسرة نخرها بسوس فتنتهم.
سيدي جلالة الملك،،
قد يكون في لحظات البعض دفعه شرر الحنق بوازع الحميّة الوطنية أن يعاتبكم ويطلب منكم ما يتنافى مع مقامكم ودوركم القيادي لأن تواجه البطش بالبطش الذي اغترفته ثلة من البشر أخذها الغرور والمكر لأن تستبيح دماء الأبرياء من مدنيين وعساكر وتسوقهم إلى مصير الموت وتستغل النساء والشباب لتوريطهم في أعمال إجرامية يراد بها شلّ مفاصل الدولة وترويع الآمنين.. ولست هنا في مقام سرد الذكريات الأليمة إنما فقط لأصل إلى حقيقة اكتشافنا مدى حلمك وصبرك في الشدائد وتقبّلك لكل عتب ونصح وأنت تخفي في صدرك شيئا اكبر من ذلك، انه همّ تجنيب البحرين ويلات وأطماع استعمارية تهدف إلى إضعاف الخليج بأكمله لا البحرين، تكشفت لنا جوانب بسيطة جدا من أبعادها في التصريحات الصحفية الأخيرة لوزير الدفاع المشير خليفة بن احمد آل خليفة، وما نفذته 7 دول من حظر على البلاد.
وأنا عن نفسي لم أكن احمل أدنى ريبة في قدرتك على إخراجنا من محنتنا بعد التجائنا إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لأن يفرج كربتنا، ذلك لأن قراءتي لكتب التاريخ الوطنية وكتابك «الضوء الأول» علمتنى كيف أن العائلة الحاكمة مع العوائل البحرينية خبروا تجارب وأزمات أصعب مما نمر فيه حاليا، وعاصر كثيرون منهم وأنت منهم سيدي حروبا وأزمات دولية وإقليمية تعرفون أسبابها وحلولها، وهو ما عزز نهج السلّم ودبلوماسية حل النزاعات التي عُرفت بها البحرين.
إلا أنكم آثرتم أن تكشفوا للعالم كله الحقائق وتتقبلوا معالجة الأوضاع بجرأة قرار تشكيل لجنة تقصي الحقائق، وهو قرار بلا شك قد حجّم من الاستهدافات المتربصة وكشف عن صدق النوايا.
تأكد سيدي أن بين أبناء شعبك من يعاهدك أن يكون ناصحا لا شامتا ،تأكد أن البحريني لن تغريه كنوز الدنيا وما عليها لأن يغدر بأرضه وإخوانه ممن يشاركونه بمواطنتهم البحرين.
ستجد ممن اجتمعوا في الفاتح وعلى كل سحنة بحرينية أصيلة شبابا متحمسا للإسهام في الحراك الوطني، ستجد شيبانا من أفواههم وضمائرهم تنبع الحكمة والمودة وروح التسامح.
هؤلاء هم عونك، وعنوانا لبحرين التحضر والتمدن، وليسوا كمن زحف إلى الميادين وافترش الطرقات العامة لتشويه صورة البلد والتلفظ بالكلمات النابية الدخيلة على الثقافة البحرينية وتوريتها بشعارات وهمية.
تحيتك لنا يا ملكنا زادتنا شرفا وعزيمة، ولن يفلح الناقمون أن يفرغوا تحيتك من مضمونها الأبوي الذي توجهت به إلى جميع طوائف الشعب المجتمعين بالفاتح، في محاولة يائسة منهم لتأليب الانشقاق وتغييب الوعي حول مفارقات أفعال الفاتح عن متظاهري الميادين والشوارع!!
ختاما سيدي الملك، نعاهدك بان نصون البحرين ما حيينا لأنها شرفتنا بين الأمم باسمها، لأنها رسخت كياننا وهويتنا، ولأنها ملجأنا الذي لا يضيق باحتوائنا مهما اغترفنا بحقها من تقصير ونكران. وتظل لدينا ملكا موقرا كما أوقرتنا وحويتنا بوجدانك.
وحتى ردكم تقبلوا فائق التحية والتقدير منّا.
سانحة: الباطل يظهر لكن لا ينتصر.. والحق يضعف لكن لا يموت