الرياضة
كبوات «الأبطال» تخيم بظلال قاتمة على الكرة الإنجليزية
تاريخ النشر : الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢
لندن - د ب أ: بعد سنوات طويلة ظلت فيها فرق الدوري الإنجليزي لكرة القدم هي موضع الحسد في أوروبا بل وفي العالم من خلال تألقها ومنافستها القوية في بطولة دوري أبطال أوروبا، شهد الموسم الحالي كبوة هائلة للفِرق الإنجليزية في أبرز بطولات الأندية بالقارة العجوز. ومع الهزيمة المهينة لآرسنال أمام ميلان الإيطالي صفر-4 الأسبوع الماضي ثم الهزيمة الثقيلة 1-3 لتشيلسي أمام نابولي الإيطالي أمس الأول في ذهاب دور الستة عشر للبطولة، قد يصبح الموسم الحالي نقطة تحول في تاريخ مشاركات الأندية الإنجليزية بدوري أبطال أوروبا. وإذا فشل آرسنال وتشيلسي في تعويض هاتين الهزيمتين إياباً، سيخلو دور الثمانية للبطولة من أي ممثل للكرة الإنجليزية للمرة الأولى منذ عام 1996، لتكون صدمة كبيرة للكرة الإنجليزية التي اعتادت في السنوات الماضية على المنافسة بقوة على لقب البطولة، حيث شهدت المباراة النهائية طرفا إنجليزيا على الأقل خلال ستة من آخر سبعة مواسم وكان التتويج نصيب أحد الفرق الإنجليزية في مرتين منها.
وفشل مانشستر يونايتد وجاره مانشستر سيتي طرفا الصراع على لقب الدوري الإنجليزي بالموسم الحالي في عبور دور المجموعات إلى دور الستة عشر في دوري الأبطال هذا الموسم، وانتقل الفريقان سويا للّعب في مسابقة الدوري الأوروبي. وصرح جراهام تايلور المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي، إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» يوم أمس، قائلاً: «التفاخر بأن الدوري الإنجليزي هو الأفضل يسبح الآن إلى قاع النهر». وضاعفت الهزيمة أمام ميلان في الأسبوع الماضي من الضغوط المتزايدة على المدرب الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني لآرسنال والذي بدأ مسيرته مع الفريق في عام 1996 بالذات.
وتعرض فينجر لانتقادات عنيفة بسبب سماحه للاعبيه البارزين بالرحيل عن صفوف الفريق من دون التعاقد مع البدائل القادرة على تعويض رحيلهم. كما تعرض المدرب البرتغالي أندري فيلاش بواش المدير الفني لتشيلسي لانتقادات لاذعة من الصحف البريطانية يوم أمس لاختياراته في المباراة حيث ترك كلا من فرانك لامبارد وأشلي كول والغاني مايكل إيسيان خارج التشكيل الأساسي للفريق في المباراة أمام نابولي. ورد فيلاش بواش على هذه الانتقادات قائلا «سيستمر الجدل طالما لم يحقق الفريق النتائج المرجوة.. يمكنك إبداء رأيك ولكن الأمر يتعلق بأفضل تشكيل من وجهة نظري».
وأضاف: «مهما قدمت من تفسير، يمكن أن يكون التفسير جيدا فقط إذا نجحنا في تحقيق الفوز. أي تفسير لن يكون مفيدا الآن في ظل هذه النتيجة». ومع نجاح الفريق في تسجيل هدف خارج ملعبه أمس الأول لا تبدو مهمة تشيلسي مستحيلة في تحويل النتيجة لصالحه في مباراة الإياب حيث يحتاج الى الفوز بهدفين نظيفين ليتأهل إلى دور الثمانية على حساب نابولي.
وقال الخبير الكروي الإيطالي جابرييل ماركوتي «إن الموسم السيئ للفرق الإنجليزية في دوري الأبطال هذا الموسم لا يعكس أي مشاكل في الدوري الإنجليزي». وأشار إلى أن الدوري الإيطالي: «اصطدم بصخرة القاع في عامي 2007 و2008 ثم عاد ببطء. الدوري الإيطالي يشهد منافسة شرسة وحضوراً جماهيريا ومشاهدة تلفزيونية متصاعدة. إنه الدوري صاحب ثاني أكبر عقد للبث التلفزيوني في العالم بعد الدوري الإنجليزي». وأضاف ماركوتي: «إذا تحدثت عن بطولات الدوري فيما يتعلق بالمسابقة التي تضم أفضل فريقين، فإنه الدوري الأسباني. إذا تحدثت عن الدوري الذي يشهد منافسة أكبر عدد من الفرق على اللقب، فإنه الدوري الألماني. ولكن الدوري الإيطالي يشهد موسما رائعاً حاليا».
وأشارت الشائعات في الأيام الماضية إلى وجود خلاف بين اللاعبين الكبار في تشيلسي ومديرهم الفني البرتغالي فيما يتعلق باختيارات التشكيل وخطط المباريات. ويحتاج الفريق إلى مزيد من التماسك في خط الدفاع نظرا لتأكد غياب اللاعب جون تيري مدة شهر آخر. وقال المهاجم الإيطالي السابق جانفرانكو زولا، الذي لعب في الماضي لفريقي تشيلسي ونابولي، إنه يعتقد أن المشكلة التي يعاني منها تشيلسي هي مشكلة ذهنية «أو نفسية على وجه الخصوص.. وخاصة في هذه الفترة من الموسم».