رسائل
أين الخلل؟
تاريخ النشر : الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢
ها قد طوينا صفحة العام الأول لربيع الثورات العربية.. عام حمل في طياته الكثير من الدروس والعبر.. واستخلصنا من ذلك الربيع ان نهاية ظلام الاستبداد هي سطوع شمس الحرية التي تبخرت بها مياه وجوه الانظمة الديكتاتورية فباتت مفضوحة امام الجميع.
في العام الفائت صرخت الشعوب الحرة مناديةً بالتغيير وصرخت معها الطوابير الخامسة بغيةَ إضاعة نشاز صوتها في زحام الهتاف الثوري! الامور في الشرق الاوسط تسير إلى النهاية فآن للشعوب العربية ان تخلع عباءة الصمت لكي تحيا حياة افضل.
ولكن حينما نأتي إلى مقارنة منطقية بين الثورات الاولى التي ألهمت الشعوب معنى الحياة وهما ثورتا «مصر وتونس» وبين احداث الرابع عشر من فبراير في «البحرين» نجد ان ثمة مفارقات تجعلنا نبحث وراءها. ففي البداية نرى أن الثورة المصرية والتونسية ومع تعدد الطوائف والاديان واتساع الرقعة الجغرافية واختلاف الثقافات وضخامة التعداد السكاني، استطاعت ان تصل إلى مطالبها في فترة لم تتجاوز شهرا واحدا! وفي المقابل فإن البحرين وعلى الرغم من صغر رقعتها الجغرافية وقلة التعددية الدينية والثقافية وبساطة تعدادها السكاني فإنها تنهي عاما كاملا دونما تحقيق لأي مطلب رفع في دوار مجلس التعاون! فلماذا ياترى؟
إن المتابع لمجريات الاحداث في الشرق الاوسط.. يرى التعددية في ثورتي مصر وتونس ولا يراها في البحرين. فجميعنا شاهدنا المسلمين والاقباط في ميدان التحرير يهتفون يدا بيد نحو التغيير ذلك مايدفعنا إلى تسميتها «ثورة شعب»، ويرى نقيض ذلك في البحرين إذ ان الجمعيات المعارضة التي خرجت في دوار مجلس التعاون لم تشتمل على جميع مكونات الشعب البحريني التي كان من المفترض ان تهتف بما يهتفون به.. وهذا مايدفعنا إلى نعت الاحداث التي جرت في البحرين بأنها طائفية لم تحو الشعب بأكمله.. ثم إن السوال الاهم الذي يتوارد إلى الاذهان، إن كان ماحدث في البحرين «ثورة شعب» فما هو العائق الذي يحول بين هذه الجزيرة الصغيرة وبين الحرية؟
إن الخلل فيما جرى او ما سيجري هو المكابرة على الباطل، وعدم الاعتراف بالفشل من قبل الجمعيات المعارضة التي غلب على ظنها انها ستمضي بالبحرين قدما نحو اهدافها. فنراها تلوح بعد أن افلست بالمطالبة بتدويل القضية البحرينية والحصول على حماية دولية من قبل الامم المتحدة!! وإن كان الأمر كذلك فإن أقرب تشبيه لهذه القوى، هو المقامر الذي أضاع ماله على الطاولة فأصبح يتنازل عن ممتلكاته رافضا الاعتراف بالخسارة حتى تعرى امام الملأ!!
عبدالرحمن فزيع