الجريدة اليومية الأولى في البحرين



يجب الإسراع بها..

تاريخ النشر : الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢

صلاح عبيد



المفكر الإسلامي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي له الكثير من الآراء الصائبة، وخصوصا فيما يتعلق بنداءاته بضرورة توحيد دول الخليج العربية في كيان سياسي واحد يحميها من التفكك والانزلاق إلى نزاعات وحروب داخلية وخارجية تقضي عليها، وهي النداءات التي أطلقها الدكتور النفيسي منذ سنوات طويلة لكنها قوبلت بالرفض والتهكم من قبل الكثيرين، جهلا منهم بما يحاك لدولنا الخليجية من مؤامرات ودسائس على أيدي حلفائنا الغربيين قبل مناوئينا المتربصين بنا في المنطقة.
في حوار سابق له مع موقع (العربية.نت) الإلكتروني كشف الدكتور النفيسي ((تفاصيل الفكرة التي سبق أن طرحها بتوحيد دول الخليج العربي في دولة واحدة لضمان بقاء واستقرار الدول الصغرى وهي الكويت والإمارات والبحرين وقطر، قائلا إن الوحدة التي يدعو إليها ليست اندماجية، وليست تحت قيادة المملكة العربية السعودية ــ كما نقل عنه خطأ سابقا ــ مشترطا أن يتم تنفيذ ذلك الفكر الوحدوي وفقا لخطوات مدروسة، الأولى منها توحيد وزارات النفط والخارجية والدفاع بحيث يكون لدول مجلس التعاون الست وزير واحد لكل وزارة من تلك الوزارات، تمهيدا لتنفيذ الخطوة الثانية وهي الاتحاد الكامل لجميع الوزارات في حال نجاح الخطوة الأولى، من دون المساس بنظام كل دولة واستقرارها الداخلي. وأضاف أن هدفه من ذلك التوحد إقامة خط دفاع حديدي أمام القوى الخارجية التي تريد النيل من الخليج، وخاصة من أعضائه الصغرى (الكويت وقطر والإمارات والبحرين) المخترقة أمنيا والمنكشفة سياسيا على حد تعبيره. وأكد الدكتور النفيسي أن بقاء دول الكويت والإمارات وقطر والبحرين على وضعها الحالي يشكل تهديدا كبيرا لها في المستقبل القريب من قبل قوى خارجية، على رأسها إيران، مشيرا إلى أن الأخيرة اقتضت ظروفها الداخلية المهترئة أن تصنع عدوا في الخارج لتحاول به تعويض الاختلالات الداخلية، معتبرة أنه متنفس خارجي، بعد أن ضاقت بها السبل في الداخل. وأضاف: لو كنت مكان المسئول الإيراني فسأحاول بالطبع البحث عن أهداف رخوة، ولن أجد إلا استهداف الشظايا الجغرافية الأربع الصغيرة المقابلة للساحل الإيراني للانقضاض عليها)).
وفسّر الدكتور النفيسي فكرته بقوله: ((الوحدة التي أدعو إليها تبدأ بتعيين وزير واحد لحقيبة النفط لكل دول المجلس، ومثله للدفاع، ومثله للخارجية، تحت لواء دول مجلس التعاون الخليجي جميعها، لافتا إلى ضرورة أن يتم تدوير تلك المناصب كل عامين بين الدول الست، مع احتفاظ كل دولة بنظامها الداخلي الخاص واستراتيجيتها ووضعها من دون أي مساس. وتابع: عندما تنجح الخطوة الأولى بتوحيد الوزارات الثلاث، وتتضح الدروب أمامنا، يتم الانتقال إلى خطوة أخرى هي توحيد الوزارات جميعها مثل الاتحاد الأوروبي الذي يحاول في الآونة الأخيرة توحيد سفاراته في كل الدول بحيث تكون واحدة تمثل كل الاتحاد الأوروبي، مستغربا من عدم تفكيرنا في هذا الأمر مثلهم في وقت نعلم فيه أن ذلك سيقلل من التهديدات التي تواجهنا، وسوف يؤكد لإيران وغيرها أن الاعتداء على أي من الدول الأربع ليس مجرد نزهة)) انتهى.
أقول: فكرة الدكتور النفيسي واقعية جدا وضرورية جدا وقد تأخر تنفيذها ما لا يقل عن عشر سنوات، وأخشى ما نخشاه أن تتأخر دولنا في تنفيذها على الرغم من اقتناعها أخيرا بضرورتها الحيوية والمصيرية، وما يدفعنا إلى التشاؤم في هذا الخصوص هي تجربة تشكيل (دول مجلس التعاون الخليجي) التي استغرقت من أعمارنا أكثر من ثلاثة عقود ومازالت تراوح مكانها مجرد تعاون وتنسيق بين دولنا من دون أي خطوة ملموسة وذات تأثير فعلي على طريق الوحدة الكاملة التي كانت الأمل الذي يراود مواطني دول المجلس جميعا طوال العقود الماضية.
أتمنى أن تسارع دولنا الخليجية إلى الوحدة الكاملة بأقصى سرعة ممكنة، فالأوضاع الدولية والإقليمية والداخلية في دولنا لا تحتمل مزيدا من التسويف والتأخير.



salah_fouad@hotmail.com