علماء النفس يطالبون بإقامة متاحف للضحك!
 تاريخ النشر : الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢
أصبحت سحابة الحزن والاكتئاب تخيم على كل من في العالم، ولم يعد العالم سعيداً أو مبتهجاً وأصبح الإنسان يفقد كل يوم ضحكة، حتى أن أحدث الدراسات النفسية والاجتماعية أثبتت أن الإنسان المعاصر يضحك بنسبة تقل ٥% عن مثيله في القرون الماضية، وبالطبع فإن هذه النسبة في تزايد مستمر، ولعل هذا هو ما دفع المهتمين بالصحة النفسية للإنسان إلى إقامة متحف خاص ومعهد لتعليم الضحك والتدريب عليه خوفاً عليه من الانقراض.
ولذلك أقيم أول متحف للضحك في كندا في مدينة مونتريال داخل مبنى كان يستخدم فيما مضى في صناعة المواد الكيميائية وهو ما يعني التخلص من التلوث والصناعات المسببة للهلاك، وإقامة المرح ومسببات السعادة، ويضم المتحف وثائق تؤرخ لتاريخ الضحك وتضم وثيقة لأقدم ضحكة والتي تنتمي إلى مصر، ويرجع عمرها إلى نحو ٤٥٠٠ سنة قبل الميلاد، ولأن الضحك عدوى، ولأن السخرية أحياناً ما تكون لأتفه الأسباب، فإن من مواقف الضحك الغريبة أن اثنين دخلا القاعة وظلا يتساخفان مدة ساعتين، ولم يدر هذان الشخصان أنهما استغرقا في حالة من الضحك الهستيري كل هذه المدة.
وهو ما فسره علماء النفس بأنه نوع من تخفيف عصب كان يتعرض له ما أسماه «مرض العصر»، وهذا النوع من البشر يشكل أغلبية من يعيش في هذا العصر والذي يعاني من ضغوط نفسية مختلفة، أخطرها تلك الضغوط التي تؤثر مباشرة على الإنسان من خلال وسائل الإعلام، فتجعل الإنسان على علم بكل من المآسي والأحزان التي تحدث على وجه الأرض.
د. محمد محمود أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس قال: إنه لا توجد ضوابط على أفعال هذا المريض، كما أنه في قرارة نفسه لا يشعر بأي حرج أو خجل إلى درجة قد تصل إلى خلع ملابسه والسير من دونها في الشوارع.
وطبيعة هذا المرض تتركز في إصابة الفص الأمامي من المخ، ولعلاج هذه الحالات نلجأ دوماً إلى المعتلات والليثيوم وهو ما يوجد نوعاً من التوازن المطلوب في مزاج الإنسان، بحيث يستجيب بشكل طبيعي للمواقف المختلفة.
ومن ثم يدعو إلى إنشاء معاهد للضحك في العالم العربي، وعدم الاعتماد على القناعات التي تقول: إن الضحك شيء ما في تركيبة الشعوب، لأن فوائد الضحك كثيرة، وكل إنسان قادر على الضحك مهما كان الشعب أو السلالة التي ينتمي إليها، ومع ارتفاع معدلات الاكتئاب في العالم، قد يأتي اليوم الذي لا نجد فيه الضحك إلا في المتاحف مثل أي شيء منقرض.
د.فادي إبراهيم أستاذ طب النفس قال: إن الابتسامة أو الضحك فاتح قوي للشهية إلى جانب قدرته على تحسين الحالة المعنوية للإنسان، فإنه يفيد مثل الرياضة في تحسين الشهية، وقد يساعد المرضى والأشخاص المكتئبين على تناول الطعام.
فالضحك بابتهاج يعزز جهاز المناعة ويغير معدلات الهرمونات المرتبطة بالشهية العالية، كما أن له أثرا كبيرا على أحاسيس الأشخاص المكتئبين بمساعدتهم على الابتسامة والضحك كانت تؤدي إلى نتيجة الشفاء بنسبة كبيرة منهم.
وأكد أن الضحك مدة دقيقتين يعادل في تأثيره الإيجابي الجري مدة ٢٠ دقيقة، كما يساعد في تقوية المناعة، علاوة على أنه يساعد في تنشيط ٨٠ عضلة. الطريف أن الضحك ينشط أماكن في المخ لا تنشط إلا بتأثير النقود!
.