الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

عبدالله النفيسي محاضرا بجمعية الإصلاح:

أزمة البحرين ليست نتيجة عوامل داخلية إنما بفعل إيراني

تاريخ النشر : الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢



شدد المفكر الإسلامي والسياسي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي ضرورة توحيد الخليج العربي تحت راية الكونفدرالية الخليجية لضمان بقاء واستقرار الدول الصغرى وهي الكويت والإمارات والبحرين وقطر، وإقامة خط دفاع أمام القوى الخارجية التي تريد النيل من الخليج.
وقال في محاضرة ألقاها في جمعية الأصالة بالمحرق تحت عنوان الاتحاد الخليجي (حتمية البقاء)، يجب تنفيذ الفكر الوحدوي من خلال دراسة توحيد وزارات النفط والخارجية والدفاع بحيث يكون لدول مجلس التعاون الست وزيرا واحدا لكل وزارة من تلك الوزارات، تمهيدا لتنفيذ الخطوة الثانية وهي الاتحاد الكامل لجميع الوزارات في حال نجاح الخطوة الأولى، من دون المساس بنظام كل دولة واستقرارها الداخلي.
وأوضح أن الأزمة التي تعيشها مملكة البحرين ليست نتيجة عوامل داخلية إنما أتت بفعل إيراني، من خلال الدعم الإعلامي والسياسي وتخصيص عدد من القنوات الإخبارية لتكريس المخطط الفكري الإيراني تجاه الدول الخليجية منطلقا من مملكة البحرين، والذي يهدف إلى الهيمنة الإيرانية على منطقة شرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف النفيسي أن بقاء دول الكويت والإمارات وقطر والبحرين على وضعها الحالي يشكل لها تهديدا كبيرا من القوى الخارجية في المرحلة المقبلة، على رأسها جمهورية إيران، داعيا إلى ضرورة قيام دول الخليج بخطوات حقيقية وجعل لكل دول مجلس التعاون الخليجي وزيرا واحدا لحقيبة النفط ومثله للدفاع ومثله للخارجية تحت لواء واحد، مع ضرورة تدوير تلك المناصب كل عامين أو 3 أعوام بين الدول الست مع احتفاظ كل دولة بنظامها الداخلي الخاص وإستراتيجيتها ووضعها من دون أي مساس.
وبيّن أنه في حال نجاح الخطوة الأولى من الاتحاد على صعيد توحيد الوزارات الثلاث، وتسير الأمور وفقا للمخطط التعاوني يتم الانتقال إلى خطوة أخرى، وهي توحيد الوزارات جميعها مثل الاتحاد الأوروبي، مستنكرا عدم الأخذ بفكرة الاتحاد حتى يومنا هذا مع العلم أن ذلك سيقلل من التهديدات التي تواجه المنطقة.
وخلال المحاضرة أكد الدكتور النفيسي وجود صفقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشأن الوضع العام في الخليج، تهدف إلى تمكين الأخيرة من دول الخليج وتسهيل انقضاضها عليها في المستقبل القريب معربا عن خشيته من تلك الصفقة التي تحاك خيوطها في الخفاء.
وقال: «إيران لديها قدرة هائلة في التعامل مع الأمريكان ولديهم لجنة عليا مشتركة، مقرها واشنطن خصصت لطمس هوية الخليج العربي، مشيرا إلى أن المحللين الأمريكيين يعلمون تماما المحادثات السرية الدائرة بين الطرفين».
وحول وجود إيران بدول الخليج كوجودها بالعراق أكد النفسي أن إيران موجودة بكل دول الخليج وخاصة الدول الأربع البحرين والكويت والإمارات وقطر عن طريق التحكم الاقتصادي والسياسي والاستخباري.
وأضاف أن أمريكا هي حليف غير مرغوب وغير موثوق به، بناء على تخليهم عن حلفائهم في عدة مناطق ومنها التخلي عن شاه إيران أثناء دخوله في أزمته بعد تحالف دام أكثر من 50 سنة، محذرا من اللعبة السياسية التي تقوم بها الولايات المتحدة للسيطرة على ثروات المنطقة والعالم ككل.
وأشار إلى أنه حضر في عام 1992 مؤتمرا حول مستقبل دول الخليج بعد غزو الكويت، وفيه نوقشت ورقة عمل تؤكد زوال الدول الخليجية الأربع الصغيرة عام 2025 مع بقاء وحيد للملكة العربية السعودية وسلطنة عمان واليمن، لافتا إلى أن ذلك كان بالون الاختبار الذي يجب أن نلتقط من خلاله إشارة الغرب ونستبق خطواتهم بالاتحاد بين دول الخليج.
وحول التحديات التي تواجه الدول الخليجية في طريقها إلى تحقيق ذلك التوحد قال النفيسي: التحدي الأكبر والمعوق الأساسي هو حساسيات الحكومات مشيرا إلى أن حكوماتنا مازالت رهينة بحساسيات تاريخية ينبغي تجاوزها أو القفز عليها، لأن التهديدات التي تواجه الخليج في المستقبل لا يمكن تصوره.
وطالب النفيسي الدول المعنية بالتفكير العملي في فكرة التوحد، والبعد عن حالة التشرذم التي تعيشها دول المنطقة، والتي تسهل افتراس هذه الدول الواحدة تلو الأخرى، مشددا على أن الاتحاد الخليجي هو الضمان الوحيد نحو درء المخاطر الآنية والمستقبلية، وهو الذي سيوفر القسط الأكبر من استقرار الأوضاع بالخليج سواء السياسية أو الاقتصادية أو تلك المتعلقة بالأمن.