الرياضة
عدم استمرار تداول الكرة الطائرة أثناء اللعب
المـدربـون واللاعـبـون يتحمـلون المسئولية والحام نسـبتهم قليلة
تاريخ النشر : الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢
إذا قلنا أنّ متعة الكرة الطائرة للمشاهد والمتابع تتمثّل في استمرار تداولها أثناء اللاعب بين الفريقين فإننا نؤكّد ما يذهب إليه اتحاد اللعبة الدولي الذي شعاره( دع الكرة أطول فترة ممكنة تطير) إلا أنّنا نلاحظ عدم تحقق ذلك على مستوى طائرتنا المحلية ومتى ما شاهدنا ذلك فهو الاستثناء ..والمدربون الذي استطلعنا رأيهم في هذا الشأن اتفقوا على أنّ جانب الدفاع لا يأخذ حظه في برامج التدريب بالأندية إضافة إلى عوامل أخرى نتركها للسطور التالية.
الجانب الدفاعي
يرى الحكم الدولي عبد الله حبيب أنّ ضعف الدفاع الخلفي وراء عدم استمرار تداول الكرة مشيرا إلى أنّ فريقي دار كليب والأهلي ودخل معهم مؤخرا فريق النجمة هؤلاء الثلاثة يتميّزون بدفاع قويّ في المنطقة الخلفية وأنّ استمرار الكرة في مبارياتهم واضح أكثر من الفرق الأخرى، وأشار إلى أنّ الحكم يمثل الجزء الأكبر من اللعبة مطالبا في الوقت نفسه زملاءه الحكام بإعطاء فرصة لاستمرار الكرة حتى لو كان هناك نسبة من الخطأ وأن ينظر إلى نسبة صحة اللعبة إن كانت أكثر فيأخذ بها وأن يأخذ بعين الاعتبار إن كان هناك جهدا مبذولا في اللعبة خاصة الملعوبة بالأصابع حتى لو كان فيها خطأ على حدّ تعبيره.
إستراتيجية المدرب
وحمّل الكابتن عبد الله عيسى المدرب السابق لطائرة الدير المدرب والحكم واللاعب مسئولية عدم استمرار تداول الكرة أثناء اللعب لافتا إلى أنّ كلّ مدرب له إستراتيجية معينة في التدريب فهناك – حسب قوله- مدربون لديهم نزعة هجومية ومن هذا المنطلق لا يولون النزعة الدفاعية اهتماما أثناء التدريب ويوجّه أصابع التقصير هنا إلى المدرب الذي حسب قوله يتحمل المسئولية أكثر.
ويرى عبد الله عيسى أنّ هناك ألعابا حتى لو كانت خاطئة يفترض من الحكم أن يدع اللعبة تستمر خاصة عندما يكون فارق النقاط بعيدا بين الفريقين مؤكدا على أنّ اللاعب نفسه يفضّل النزعة الهجومية على حساب النزعة الدفاعية ولذلك تراه يقبل على التدريبات ذات النزعة الهجومية أكثر من الدفاعية لأنه يتصوّر – والكلمة لعبد الله عيسى- أنّ بروزه في الهجوم يظهره ويلفت نظر الجمهور له، وقال عبد الله عيسى: أنّ هناك مدربين يولون جميع المهارات الاهتمام نفسه بما فيه الجانب الهجومي لافتا إلى أنّ تأثير الحكم هناك قليل وهو معذور عندما يحول أحيانا من استمرار اللعب لأنه على حدّ قوله محاسب.
الفئات العمرية
ودخل الكابتن حسن رضيو مدرب الكرة الطائرة بنادي الشباب مباشرة على التحكيم مشيرا إلى أنّ الأخير يلعب دورا في هذه الجزئية فاللاعب في الدوريات المتقدمة والعالمية الذي يعدّ الكرة من وضع متحرّك يكافأ من قبل الحكام حتى لو كان إعداده للكرة فيه رائحة الخطأ بينما في مسابقاتنا المحلية يحصل العكس من حكامنا ويتكرر ذلك كثيرا رغم أنّ حكامنا على مستوى عال وللحقيقة بعضهم يراعي والبعض على خلاف ذلك إذ يعاملون اللاعب في هذه الحالة وكأنه يلعب الكرة من وضع ثابت.
ويتفق الكابتن رضيو مع سابقيه على أنّ الدفاع الذي وصفه بالضعيف له دور آخر وراء عدم استمرار الكرة في التداول أثناء اللعب ويرى أنّ المسئولية هنا مشتركة بين المدرب واللاعب إذ أنّ المدربين لا يولون اهتماما للدفاع في حصصهم التدريبية وأنّ فريقي دار كليب والنصر – من وجهة نظره- هما أكثر الفرق المحلية استماتة في الدفاع، وأنّ اللاعب نفسه لا يميل إلى التدريبات ذات النزعة الدفاعية لأنها على حد تعبيره لا تعطيه فخرا ولا تضيف له رصيدا لدى الجمهور لو أنه أنقذ كرة بخلاف لو أنّ اللاعب تمكّن من إنهاء الشوط أو المباراة بكرة هجومية، ولفت الكابتن رضيو النظر إلى أننا كمدربين علينا أن نغرس في النشء منذ الصغر النزعة الدفاعية جنبا إلى جنب مع الهجوم وهذا لن يتأتّى إلا في مرحلة مبكّرة ولكن الشائع مع شديد الأسف تركيز برامج التدريب في الأندية على الهجوم على حساب الجانب الدفاعي.
لاعب اليوم والأمس
وقال الكابتن جاسم العجلان مدرب طائرة البحرين: رغم أنّ الاتحاد الدولي للعبة أبدى مرونة بخصوص إتاحة الفرصة للكرة لتتداول أكثر وقت ما في الهواء إلا أنّ الأساليب التدريبية المتبعة مع الصغار من زملائنا مدربي الفئات العمرية الذين يركزون على مهارات على حساب مهارات أخرى متحفظا في الوقت نفسه على التخصص الذي يمنح لبعض اللاعبين هو سلاح ذو حدين له إيجابياته وسلبياته من جهة أخرى عندما لا تتاح الفرصة على سبيل المثال للاعب مركز(3) في التدريبات بمزاولة مهارة الاستقبال والدفاع، ووجّه الكابتن أصابع الاتهام للاعب اليوم وحمله مسئولية كبيرة عندما قال: أنّ لاعب اليوم ما عاد يملك الحماسة والقتالية والجدية التي كان عليها لاعب الأمس فالقليل منهم تراه يستبسل في الملعب بينما الغالبية - رغم الجهود التي يبذلها المدربون- تراهم يؤدون في الملعب على الواقف بدون اهتمام.
ويتفق الكابتن العجلان مع سابقيه على أنّ التحكيم لا يتحمل مسئولية كبيرة في هذا الشأن ونسبته قليلة قياسا بالمدرب واللاعب اللذان هما الأساس في المشكلة على حدّ قوله، وقال العجلان أحيانا المدرب يصاب بالإحباط لأنه لا يجد الدورات والدراسات المتقدمة التي تحتم عليه الانخراط فيها لتطوير ذاته أو مرافقة المدربين أصحاب الخبرة والمستويات الراقية للاستفادة منهم والاحتكاك بهم ناهيك أنّ المدرب لا يجد الحافز المعنوي والمادي الذي يدفعه إلى بذل أقصى ما يملك وتطوير قدراته.