الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


مؤتمر لندن يقرن بين المساعدات والضغوط لمؤازرة الصومال

تاريخ النشر : الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢



لندن - (ا ف ب): أشاد المشاركون في المؤتمر حول الصومال أمس الخميس في لندن، بالتقدم السياسي والعسكري الذي أحرز أخيرا في هذا البلد الذي اجتاحته حرب أهلية استمرت عشرين عاما، من خلال الجمع بين المساعدات والضغوط للقضاء على آفات الفساد والقرصنة و«التهديد الإرهابي». وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي افتتح اللقاء الدولي عن «فرصة غير مسبوقة لتغيير» الوضع في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي، والذي وصفه وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأنه «أسوأ دولة لا يسودها القانون في العالم».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «إنها فرصة لا يمكننا تفويتها». إلا ان المتمردين الإسلاميين الشباب في الصومال أكدوا يوم الخميس أنهم «سيحاربون» كل القرارات التي ستتخذها الأسرة الدولية المجتمعة في لندن لإخراج الصومال من الأزمة.وقال المتمردون «سنعرقل بكل الوسائل الممكنة كل نتائج مؤتمر لندن»، متهمين المشاركين في الاجتماع «بالإبقاء على عدم الاستقرار» الذي تشهده البلاد منذ عقدين.
وذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون «آن الأوان ليحصل الانتقال، وان يتمتع الصومال بحكومة مستقرة»، معلنة عن مساعدة أمريكية إضافية قيمتها 64 مليون دولار (48 مليون يورو) لبلدان القرن الإفريقي. إلا أنها قرنت تصريحاتها بتحذير يترجم الاستياء من تكرار فشل الخطط السابقة للتسوية. وقالت ان «المجموعة الدولية لن تتساهل مع تمديد مهمة الحكومة الانتقالية» التي تنتهي في 20 أغسطس.
ودعت إلى تبني عقوبات - كمنع السفر وتجميد أرصدة - على الذين يحاولون عرقلة العملية السياسية وإبقاء الوضع الراهن، سواء كانوا عناصر في الحكومة الانتقالية او كانوا «من أولئك الذين يسعون إلى نسف السلام والأمن في الصومال».
وقال كاميرون إن «مشاكل الصومال لا تؤثر فقط على الصومال. تؤثر علينا جميعا... القراصنة يعرقلون الطرق التجارية الحيوية ويخطفون السائحين. وقد تأثر شبان بالتطرف الذي يغذي الإرهاب الذي يهدد الأمن في العالم اجمع».
ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان «اجتماعنا في هذا اليوم يجب ان يعطي دفعا جديدا لإعادة تشكيل الدولة الصومالية»، مشددا على «التحديات الكبيرة» التي تمثلها «إعادة بسط السلام والأمن في كل أنحاء البلاد». وأضاف أن «على عناصر حركة الشباب تسليم أسلحتهم والتخلي عن العنف» و«يجب ان نضع حدا نهائيا للإفلات المعيب للقراصنة من العقاب».
وكان الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد ورئيس وزرائه عبدي والي محمد علي في إطار الوفد الصومالي غير المتجانس إلى جانب مندوبين عن منطقتي بونتلاند وغالمودوغ الصوماليتين اللتين طالبتا بالانفصال. وقال «ما نريده هو عودة التفاؤل». أما رئيس الوزراء فأعرب عن الأمل في إقرار خطة مارشال لمساعدة بلاده في طريق «السلام والاستقرار والعودة إلى الحياة الطبيعية». وقد لبى الدعوة إلى المؤتمر الدولي حول الصومال خمسون بلدا من المنطقة ومختلف البلدان الغربية والعربية وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية. وأشار عدد من الدبلوماسيين في مجالسهم الخاصة إلى هشاشة العملية السياسية بعد اتفاق الإطار الذي وقعه الأطراف الصوماليون السبت الماضي، والذي ينص على تشكيل جمعية تأسيسية لتحديد اطر دولة فيدرالية مستقبلية والاعداد لانتخابات في موعد لم يحدد.
وشمل التقدم السياسي والعسكري الذي تحقق، الزيادة الكبيرة لعناصر القوة الإفريقية في الصومال (اميصوم). وقد وافقت الأمم المتحدة يوم الأربعاء على هذه الزيادة التي تقضي بأن يرتفع عددهم من 12 ألفا إلى 18 ألف رجل. وأدى انتشار هذه القوة وتدخل قوات أجنبية أخرى، كينية في الجنوب وإثيوبية في الوسط، إلى تراجع متمردي حركة الشباب الإسلامية من العاصمة، وخسروا معقلهم في بيداوا (جنوب غرب) يوم الأربعاء، لكنهم ما زالوا يسيطرون على عدد كبير من المناطق.
وإلى ذلك قال قائد قوات الاتحاد الإفريقي في مقديشو الجنرال الأوغندي فريد موغيشا ان حركة الشباب الإسلامية الموالية لتنظيم القاعدة شارفت على الانهيار مع فرار أعداد كبيرة من عناصرها إلى اليمن. وقال الجنرال «نحن نشهد انهيارا داخليا، ومن المرجح ان تنهار حركة الشباب من الداخل قريبا جدا».