الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


محلات تأجير معدات البناء تقع في فخ النصّابين

تاريخ النشر : السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢



جلست بالقرب منه في المقهى القريب من بلدية المنامة في الثامنة والنصف صباح أمس، رجل كبير في السن، لكنه ما زال بهمة الشباب، سمعته يحدث أحد أصدقائه، وهو يعمل صاحب محل لتأجير معدات البناء «الميكانيكية والكهربائية» والمشاكل التي يواجهها مع الزبائن.
وكلما سرد قصة تيقنت أن العمل في مهنة «تأجير معدات البناء» أشبه بـ «المغامرة» فبحسب ما أباح به فإن المحتالين كثيرون، فمنهم متظاهرون بنية التأجير، وهم في كينونتهم «سارقون»، فإذا سلمت من هذا، فإنك لا تسلم ممن يتأجر بحسن نية، لكنه لا يدفع لك دينارا واحدا أو يدفع المبلغ المستحق ناقصا، فتحصل معه مشكلة تصل إلى مركز الشرطة ثم إلى المحكمة.
وتابع أحمد عبدالله صاحب محل «سيد أحمد لتأجير المعدات في سلماباد» القول: إنه على النقيض يوجد من يتأجر، ويدفع لك شيكا شهرا وراء آخر، فيطمئن له قلبك وأن الجهاز أو المعدة المستأجرة في محلها بأمان وسلام.
أجريت معه حوارا شمل الأسئلة التالية:
ما هي أنواع المعدات في محلك؟ وأي المعدات عليها إقبال أكثر؟
فأجاب: لدي أنواع متعددة من المعدات مثل: سكلات، مكائن قطع الخشب والشجر، جيكات للرفع، مولدات كهربائية، أدوات نجارة، مكائن للحام، ورورات وغيرها، مشيرا إلى أن الورورات والمولدات ومكائن اللحام بنوعيها الصغير والكبير هي أكثر المعدات طلبا.
كم سعر الإيجار مقارنة بسعر المعدة مع أمثلة؟
الايجار يكون عادة بنسبة منخفضة من سعر المعدات، فمثلا معدة سعرها 100 دينار نؤجرها بين 7 و8 دنانير في اليوم، والجيكات سعرها 8 دنانير ونصف نؤجرها بنصف دينار في اليوم، وماكينة اللحام في اليوم 10 دنانير وسعرها 1400 دينار، ماكينة سعرها جديدة 650 دينارا نؤجرها بمبلغ 6 دنانير في اليوم وهكذا.
ما هي أهم المشاكل التي تحصل في عملية إيجار المعدات؟
يتعرض صاحب محل تأجير المعدات إلى تأجير بهدف السرقة، وتأجير بهدف التهرب من دفع المستحقات، وأوضح قائلا: لدي 7 بطاقات لأشخاص آسيويين وخاصة القادمين من بنغلاديش وباكستان، وكشف أنه أوقف تعامله مع القادمين من سوريا والأردن، والمصريون ليس كلهم، لكنه يعطي وهو مغمض العينين للقادمين من السودان وتركيا، فهم أكثر احتراما للمواثيق، ويتردد على المحل أحيانا 4 و5 أشخاص بحرينيين، فيستشف منهم أنهم لم يأتوا للاستئجار بقدر الاطلاع على وضع المحل ثم القيام بالسرقة أو توصيل هذه المعلومة إلى من ينفذ ذلك ليلا.
وهل حدث ذلك لمحلك؟
فأجاب: حدث للمحلات المجاورة لي، ومحلات أخرى، لذا أستفيد من مثل هذه المشاكل في أخذ الحيطة من أمثال هؤلاء المحتالين.
وذكر على سبيل المثال شخصا بنغاليا حضر إلى المحل وطلب استئجار معدات، وتبين أن ليس لديه عنوان على بطاقته الذكية، ولا يوجد له سجل في الإنترنت، وتبين أنه هارب من كفيله منذ 8 سنوات، ولم يدفع حتى هذه اللحظة 29 دينارا مستحقة.
كما كشف عن قصة مستأجر آخر (باكستاني) استأجر ماكينة سعرها 1400 دينار بإيجار 10 دنانير في اليوم، صار عليه 1600 دينار، وقال: حاولت معرفة أين هو، ووصل الأمر إلى الشرطة، وتبين أنه أخذ أيضا من عائلة بحرينية 1800 دينار، وأخيرا حصلت منه على 500 دينار، ومن كثرة الذهاب والمجيء عادت باقي مستحقاتي رغم الخسارة، ولكنها بلا شك أفضل من لا شيء، وتابع: وقس على ذلك العديد من حوادث النصب والاحتيال التي تعج بها سوق تأجير المعدات.
هل لاحظتم انخفاضا في أعمالكم منذ العام الماضي؟
فأجاب: نعم تراجعت أعمالنا بنسبة تصل إلى 50%، واستدرك، لكن تأجيراتنا الحالية تغطي مصروفاتنا من ايجار المحل ورواتب عاملين عندي، وتمشينا على الطريق إلى أن تنفرج إن شاء الله في الأيام المقبلة، وكشف أن في هذه المهنة لتحافظ على اسمك في السوق لابد أن يكون لديك مخزون من المعدات، ولابد أن تتفاعل مع الجديد الذي يطرح في السوق، منوها إلى أن عمر الآلة أو الماكينة لا يتعدى 5 و6 سنوات ثم تصبح (موديلا قديما).
ما هي أغرب قصة (حدثت) تتذكرها في هذه المهنة ولا تستطيع أن تنساها؟
فأماط اللثام عن قصة غريبة مفادها أن مواطنا بحرينيا تمكن من استئجار 5000 جيكات من عدة محلات، قام بوضعها في (حوطة) وبدأ ببيعها (بدينار واحد للجيك)، ولما حان الاستحقاق عليه اتضح أنه باع هذه الجيكات وسافر إلى تايلند.
إذن ما هي نصيحتك لمن يعمل في هذا المجال من الأعمال؟
فقال: نصيحتي لكل من يتعامل مع الآلات والمعدات والمكائن، أن يكون له مبلغ كاف لشراء الجديد، ولابد من توفير باب سيكيوريتي وليس باب سحاب.. وان يكون لديه على الأقل 2 سلندر إطفاء حريق لسكبهما على الحريق حين نشوبها.. وأخذ الحذر ممن يشتبه في مظهرهم الخارجي بأنهم غير موضع شبهة في الحضور بهدف الاستئجار.