الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


الشيخ علي مطر: المستقبل للإسلام طال الزمان أو قصر

تاريخ النشر : السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢



قال الشيخ علي مطر في خطبة الجمعة بمسجد أبي بكر الصديق: يكثر حديث الناس هذه الأيام عن أعداء الأمة وتسلطهم على بلداننا وتدخلهم في شئوننا، وخططهم ومحاولاتهم المتكررة لإثارة الفتن وتفريقنا وتمزيقنا وإضعافنا... هذا فعلهم وهذه هي مؤامراتهم، ولكن الله تعالى يطمئننا بقوله: «لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ».
فيجب علينا أن نحسن الظن بالله تعالى، ونثق بوعده بنصر المسلمين، وأن المستقبل للإسلام ،طال الزمان أم قصر، وألا نيأس ولا نفقد الأمل أبدا، ويجب علينا ألا نخاف، وألا يصيبنا الإحباط من قوة أعداء المسلمين والعرب، وما يكيده أعوانهم من المنافقين والخونة.
قال الله سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ يُحَادلاونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ، كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ».
وقال نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزٌّا يُعِزلا اللَّهُ بِهِ الإِسْلامَ وَذُلا يُذِللا اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ».
لنرجع قليلا إلى الوراء في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما تكالبت الأحزاب على المدينة النبوية، وحاصروها بجيش عرمرم، آلاف مؤلفة من المقاتلين مع سلاحهم وعتادهم ،جيش يزيد عدده على جميع من يعيش في المدينة.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم»... فاستجاب الله تعالى دعاء رسوله، ودعاء المسلمين، فدّبت الفرقة في صفوف المشركين، وسرى بينهم التخاذل، وأرسل الله جندا من الريح وجندا من الملائكة يزلزلونهم ويلقون في قلوبهم الرعب والخوف.
قال الله تعالى: «يَا أَيلاهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا».
وفي أثناء حفر الخندق عندما استعصت صخرة على المسلمين ولم يستطيعوا كسرها نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكسرها، ثم بشرهم بكنوز كسرى وقيصر، فقال المنافقون بكل خبث ودناءة نفس (انظروا إليه يحدثنا عن كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يستطيع أن يقضي حاجته لشدة الخوف، وما هي إلا سنوات قليلة بعد هذه الحادثة، حتى فتح الله على أيدي المسلمين ما هو أبعد من ملك كسرى وقيصر، ثم في فترة بسيطة ملكوا الدنيا وفتحوها.
ومن كان يتصور أن يسقط المعسكر الشيوعي الاشتراكي الذي بطش بملايين المسلمين، ويتفكك الاتحاد السوفيتي الذي قام على جثث وجماجم المسلمين، ولم تمر إلا سنوات قليلة حتى انطلق المسلمون في تلك البلاد ليعودوا لدينهم وعقيدتهم بكل قوة وثبات.
البلاد الغربية كم بذلت من جهد لحرب المسلمين، ولكن يشاء الله تعالى أن تلك الدول الغربية تغزى من فئات مسلمة مسالمة هاجرت لطلب الرزق والعلم وغير ذلك، ثم ما لبثت حتى نشرت الإسلام في تلك الدول وأقامت المساجد والمراكز الإسلامية، حتى دخل في دين الله تعالى ملايين من البشر، فهم يحاربون الإسلام، والإسلام ينبع في بلدانهم.
قال الله تعالى: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِملا نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ».
إذا أردنا العزة والكرامة والانتصار والغلبة،علينا أن نرجع إلى الله تعالى، وأن نتمسك بشرعه وصراطه المستقيم، ونحقق التوحيد الخالص، والعبادة الحقة له جل شأنه، والبعد عن كل ما يسخطه سبحانه، والأخذ بأسباب النصر، والتمكين في الأرض.
قال الله تعالى: «يا أَيلاهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ».
قال الله عز وجل: «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ».
وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فاَسْأَلِ الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».