الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

الشيخ السعيدي في خطبة الجمعة:

المجلس العلمائي يستنكر حرق المصحف في أفغانستان ويصمت عن بحور الدماء في سوريا

تاريخ النشر : السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢



تحدث فضيلة الشيخ جاسم السعيدي خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى في خطبة الجمعة عن أهمية أن يعرف المسلم منهجه الصحيح وأن يسير عليه من دون لبس أو تردد وأن يحافظ على عقيدته ومبادئها ويدعو إليها ويناضل من أجلها إلى أن يلقى الله عز وجل لأن في ذلك السبيل إلى الفلاح والنجاح للأمة في الدنيا والآخرة، مؤكدا فضيلته أن ما أوصل الأمة الإسلامية إلى ما هي عليه هو أن كثيرا من أبنائها تخلوا عن مبادئ العقيدة الإسلامية وتراخوا في منهجهم بل أضاعه الكثيرون فلم يعد لهم همّ لهذه العقيدة وهذا الدين وساروا مع الخلق إن أصلح الناس أصلحوا وإن أفسد الناس أفسدوا، كما تحدث فضيلته في الخطبة ذاتها عن صمت المجلس العلمائي غير المرخص له ومراجعه في الخارج عن الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوري المسلم بل مباركة بعض المرجعيات لها، بينما يستنكرون صمت العالم عن حادثة حرق القرآن، وهذا يعد قمة في التناقض فدم امرئ مسلم أغلى عند الله من أن تهدم الكعبة حجرا حجرا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فما بالهم بأنهار الدماء التي تجري في سوريا.
وقال: «الدنيا لا تدوم لأحد ولو كانت لتدوم لأحد لدامت للحبيب صلى الله عليه وسلم الذي قال له الله عز وجل في القرآن الكريم: «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ» وفي هذه الحياة كل إنسان له رسالة يؤديها في هذه الحياة كل بحسب تركيبته وتربيته ونشأته وفكره وتوجهه وقدرته وإلا أصبح الإنسان كالبهيمة التي تعلف وتشرب ثم تذبح أو تموت، والله عز وجل جعل للمسلم رسالة سامية وهي توصيل دين الله عز وجل والدفاع عنه بكل الوسائل المتاحة كل بحسب استطاعته ودوره، ولكن في النهاية يجب نصرة الإسلام وتوصيل الإسلام الحقيقي عبر علمه والعمل به خلقا وقولا وفعلا والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه لأنه من الطبيعي أن يكون لصاحب الرسالة أضداد وأعداء، ومن الطبيعي أن يواجه المسلم الصعوبات والعراقيل في دعوته، ولكن هذه سنة الحياة وهذا هو التمحيص الذي يجب أن يعرفه كل مسلم ومسوواصل فضيلته «خرج لنا مؤخرا المجلس العلمائي غير المرخص له، مستنكرا صمت المسلمين عن حادثة حرق القرآن في أفغانستان وكأن هذه القضية هي الشغل الشاغل للمسلمين في هذا اليوم، ومع تسليمنا بقبح هذا الفعل وشناعته فإننا نقول إنه من الأولى بهذا المجلس العلمائي الأعمى أن يستنكر إزهاق الأرواح وإراقة الدماء في سوريا ولا تجد أي نصرة ولا عون من المسلمين بل لم نسمع استنكارا واحدا من أي عمامة من مرجعيات المجلس العلمائي ومن يحركه ويقوده ممن يدعون أنهم مسلمون في قم والنجف، ولذلك يجب على هذا المجلس أن يعلم أن دماء المسلمين أشد حرمة عند الله من كتابه، وتمزيق القرآن أهون عند الله من تمزيق أجساد المسلمين وأعراضهم وهو ما يحصل للمسلمين في سوريا. ولقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأن تهدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم»، بل على العكس من ذلك وجدنا مباركة وتأييدا لقتل المسلمين من مراجع هذا المجلس وتأييدا كاملا لجرائم المجرم بشار من قبل الدولة الصفوية الإيرانية التي يؤكد قادتها - وعلى رأسهم الخامنئي - أن نظام بشار لن يزول وأنهم داعمون له حتى الرمق الأخير ولو كلف الأمر إبادة الشعب بأكلمه.
وتابع فضيلته «ثُمَّ تُوَفَّى؟ كُللا نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ» فاعلم أن أحدا لن يظلم عند الله عز وجل وأن عملك لن يذهب هدرا فإن كان خيرا كوفئت به وأن كان شرا فأمرك إلى الله إن شاء عذبك وإن شاء غفر لك، والجزاء من جنس العمل، ولذلك علمنا من الحبيب صلى الله عليه وسلم ومن سيرته العطرة أن هذه الدنيا لا تساوي جناح بعوضة وأن الدنيا متاع زائف زائل لا يستحق التشبث والتمسك به بما فيها من قصور ومغريات وشهوات لأن ما عند الله خير وأبقى، وما عند الله هو المتاع الحقيقي الدائم الذي يستحق أن يبذل المسلم روحه وحياته من أجله، فشقي من باع آخرته بدنياه ونسيها، وغرته الحياة الدنيا عن رسالته الحقة التي خلق من أجلها وأمر بها وسيحاسب عليها أمام الله عز وجل، ولذلك من المهم للمسلم أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب وأن يقف مع ذاته لحظات يحاسب نفسه على ما قدم لدينه وأمته وعلى دوره في خضم الأوضاع التي تعيشها الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، فكلٌّ منا مكلف وكلٌّ منا أعلم بنفسه وبحدود استطاعته، وإذا لم يحاسب المرء نفسه فإنه سيكون إمّعة إن أصلح الناس أصلح وإن أفسدوا أفسد وهذا طريق الضياع الذي يجب التحذير منه.