أخبار دولية
مقتل 12 في يوم دام من احتجاجات على حرق مصاحف في أفغانستان
تاريخ النشر : السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢
كابول - (رويترز): قتل 12 شخصا أمس الجمعة في أكثر الايام دموية حتى الان في مظاهرات تجتاح افغانستان احتجاجا على حرق نسخ من القرآن في قاعدة عسكرية تابعة لحلف شمال الاطلسي حيث ظلت قوات مكافحة الشغب والجنود على اهبة الاستعداد تحسبا للمزيد من اعمال العنف.
وعمق الحادث الذي وقع قبل ايام في قاعدة باجرام من انعدام ثقة الافغان في قوات حلف الاطلسي التي تكافح لتوطيد الاستقرار في افغانستان قبل انسحاب القوات القتالية الاجنبية في .2014 ونظم المئات من الافغان مسيرة باتجاه القصر الرئاسي بينما لوح محتجون في الجانب الآخر من العاصمة بأعلام طالبان البيضاء.
ورشق المحتجون شرطة كابول بالحجارة وهم يرددون «الموت لأمريكا» «يحيى الإسلام» بينما كانت طائرات هليكوبتر عسكرية افغانية تحلق في المنطقة. وتمركزت عربات تابعة للشرطة على مقربة من المساجد أمس الجمعة. وقالت الشرطة ان محتجين مسلحين احتموا بالمتاجر في القسم الشرقي من المدينة حيث قتلوا احد المتظاهرين مضيفة انها غير متأكدة ممن يقف وراء الطلقات النارية التي قتلت متظاهرا آخر في مظاهرة اخرى في كابول.
وقال مسئولون محليون واخرون بقطاع الصحة ان سبعة محتجين اخرين قتلوا في اقليم هرات الغربي علاوة على اثنين اخرين في خوست بشرق البلاد واخر في اقليم بغلان الشمالي الذي ينعم بهدوء نسبي. وفي هرات هاجم نحو 500 رجل القنصلية الامريكية.
وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد بعث بخطاب إلى نظيره الافغاني حامد قرضاي للاعتذار عن الاحراق غير المتعمد للمصاحف في قاعدة باجرام الجوية التابعة لحلف شمال الاطلسي وذلك بعدما عثر عمال أفغان على مصاحف محروقة بينما كانوا يجمعون القمامة. وطلبت افغانستان من حلف الاطلسي اجراء محاكمة علنية للمسئولين عن حرق المصاحف.
وفي باكستان المجاورة نظم نحو 400 من اعضاء جماعة اسلامية متشددة احتجاجا رددوا فيه «اذا حرقتم القرآن سنحرقكم». وفي إيران التي تقع غربي افغانستان قال رجل الدين الايراني احمد خاتمي ان الولايات المتحدة احرقت نسخ المصاحف عمدا. وقال في خطات بث مباشرة على الاذاعة الرسمية «هذه الاعتذارات زائفة. على العالم ان يعلم ان أمريكا تعادي الاسلام». ومضى يقول «انه (حرق المصاحف) لم يكن خطأ. لقد كان تحركا مقصودا».
ولازم اغلب الغربيين مجمعاتهم الشديدة التحصين بما فيها مجمع السفارة الامريكية الشاسع وغيرها من مقار البعثات الدبلوماسية مع دخول الاحتجاجات التي قتل فيها 23 شخصا حتى الان بينهم جنديان امريكيان يومها الرابع. وقالت السفارة الامريكية في كابول في رسالة بثتها عبر موقع تويتر لرعاياها «رجاء حافظوا على سلامتكم» ووسعت نطاق القيود على الحركة إلى أقاليم شمالية تنعم بالهدوء النسبي وخرجت فيها مظاهرات كبيرة أمس أيضا كما شهدت محاولة اقتحام قاعدة عسكرية نرويجية.
وحثت حركة طالبان قوات الامن الافغانية على «تصويب البنادق إلى الغزاة الكفرة الاجانب» وحثت الافغان مرارا على قتل وضرب وخطف جنود حلف شمال الاطلسي. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الالمانية ان المانيا التي تنشر ثالث اكبر قوة اجنبية في افغانستان انسحبت أمس الجمعة مبكرا بضعة اسابيع عن موعدها الاصلي من قاعدة صغيرة في اقليم طخار الشمالي لدواع امنية.
وإلى ذلك أدانت ماليزيا أمس الجمعة قيام قوات امريكية بحرق نسخ من القرآن فيما توجه محتجون في مسيرة إلى مقر السفارة الامريكية في العاصمة كوالالمبور لشجب الواقعة. وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان إن بلاده تستنكر «التصرف غير المسؤول وغير المبالي بالمشاعر والذي أثار موجة من الغضب في أفغانستان وبقاع أخرى في العالم ومنها ماليزيا».