الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


مؤتمر أصدقاء سوريا يدعو إلى وقف العنف وفرض المزيد من العقوبات على النظام

تاريخ النشر : السبت ٢٥ فبراير ٢٠١٢



تونس - (الوكالات) - دعا مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد أمس الجمعة في العاصمة التونسية إلى وقف كل اعمال العنف «فورا» وفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر «أكدت مجموعة الأصدقاء على الحاجة الماسة لوقف كافة أعمال العنف فورا». والتزم المشاركون في المؤتمر بـ «اتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري وأعوانه».
وأضاف البيان ان المؤتمر يريد ان تكون العقوبات «رسالة واضحة» تجاه النظام السوري «بأنه لا يمكن له مستقبلا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب». وتشمل الاجراءات العقابية التي يريدها المؤتمر «حظر السفر على اعضاء النظام وتجميد أرصدتهم بالخارج ووقف شراء النفط والاستثمارات في سوريا والمعاملات المالية معها وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية».
كما تشمل العقوبات «منع وصول الاسلحة وما يتصل بها من عتاد إلى النظام السوري وبحث سبل الحد من قدرة النظام على الحصول على الوقود والتموينات الاخرى المستخدمة لاغراض عسكرية». كما اعلن المؤتمر دعم المعارضة السورية، و«اثنت مجموعة الاصدقاء على جهود المجلس الوطني السوري الرامية إلى تكوين هيكل واسع وتمثيلي».
وجاء في البيان ايضا ان «مجموعة الاصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين إلى احداث تغيير ديمقراطي سلمي واتفقت على تعزيز التزامها الفعلي للمعارضة السورية». وسجل المؤتمر «طلب جامعة الدول العربية الذي تقدمت به إلى مجلس الامن قصد اصدار قرار بتشكيل قوة حفظ سلام عربية - أممية مشتركة بعد انتهاء اعمال العنف». واتفق المشاركون في المؤتمر على «مواصلة النقاشات حول السبل المناسبة لانتشار هذه القوات».
ورفض الرئيس التونسي منصف المرزوقي - في كلمته الافتتاحية للمؤتمر- الخيار العسكري لحل الأزمة السورية، واعتبر أن السيناريو الليبي غير مناسب للوضع في سوريا، واقترح بالمقابل الاعتماد على الخيار اليمني في الانتقال السلمي للسلطة.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن الشعب السوري ينتظر خطوات عملية من المؤتمر، ودعا إلى تشكيل قوة عربية دولية للإشراف على الأمن، وخلق ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات الإنسانية، ودعا لتنفيذ قرارات الجامعة العربية الصادرة في 22 يناير الماضي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر المسؤول القطري خطوات الإصلاح التي أعلنها النظام السوري «محاولات لكسب الوقت والالتفاف على المبادرة العربية»، وطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باتخاذ إجراءات رادعة تجاه من ارتكب تجاوزات في سوريا بمناسبة اجتماعه المقرر في اليومين القادمين.
من جانبه دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى تبني توجه عملي لإنهاء الأزمة السورية وذلك من خلال إصدار قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف العنف والانتهاكات المرتكبة من الحكومة السورية وتبني آليات لحماية حقوق الإنسان في سوريا.
وقال المرزوقي في كلمته الافتتاحية في مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس الذي قاطعته روسيا والصين ان «الظرف الحالي يفرض ضرورة تشكيل قوة عربية لحفظ السلم والامن ترافق المجهودات الدبلوماسية لاقناع الرئيس السوري بالتخلي عن الحكم».
وايدت قطر فكرة ارسال قوة «عربية ودولية» لحفظ السلام في سوريا كما دعا الرئيس التونسي الجمعة في كلمته امام المشاركين في مؤتمر اصدقاء سوريا. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «نتطلع ان يكون اجتماع اصدقاء سوريا بداية لوقف العنف ولا يكون ذلك الا بتشكيل قوة عربية دولية لحفظ الامن وفتح ممرات انسانية امنة لايصال المساعدات إلى سوريا وتنفيذ قرارات الجامعة العربية التي تم اعتمادها بتاريخ 22 يناير» الماضي.
كما طالب المرزوقي بمنح الاسد وعائلته واركان حكمه «حصانة قضائية»، متحدثا عن امكانية اللجوء في روسيا. وقال المرزوقي ان المطلوب «البحث عن حل سياسي وتمكين الرئيس السوري وعائلته واركان حكمه من حصانة قضائية ومكان لجوء يمكن لروسيا ان توفره». ويفترض ان يبحث المشاركون في المؤتمر سبل ايصال مساعدات انسانية والبدء بالاعتراف بالمعارضة السورية ودعم عملية انتقالية ديمقراطية.
وبدات اكثر من ستين دولة ممثلة بوزراء الخارجية العرب ودول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية وتركيا وعدد من مجموعات المعارضة السورية مناقشة تلك النقاط في فندق في ضاحية تونس الشمالية.
من جهتها، حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون النظام السوري أمس الجمعة بأنه سيدفع «الثمن غاليا» اذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية، وقدمت 10 ملايين دولار لدعم المساعدة الانسانية في سوريا.
وقالت كلينتون في المؤتمر الدولي حول سوريا في العاصمة التونسية ان النظام السوري «سيدفع الثمن غاليا اذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية وانتهاك حقوق الانسان» للشعب السوري.
واكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل امام المشاركين في المؤتمر ان الحل الوحيد للازمة هو نقل السلطة «اما طوعا او كرها»، مشبها نظام الرئيس بشار الاسد بسلطة احتلال.
واعتبر الفيصل من جهة اخرى ان فكرة تسليح المعارضة السورية «ممتازة»، وذلك خلال لقاء مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على هامش المؤتمر. وقال الوزير السعودي ردا على سؤال حول امكانية تسليح المعارضة «اعتقد انها فكرة ممتازة»، مضيفا «لانهم بحاجة إلى توفير الحماية لانفسهم». وفي دمشق وصف التلفزيون السوري المؤتمر بانه «مؤتمر اعداء سوريا»، أو «مؤتمر اصدقاء أمريكا واسرائيل». وكان وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام قد قال إن المؤتمر سيوجه «رسالة قوية واضحة من الجامعة العربية» إلى نظام الرئيس بشار الاسد «لوقف الجرائم في سوريا».
ويوم الخميس قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان المجلس الوطني السوري «ممثل ذو مصداقية» و«سيثبت ان هناك بديلا لنظام الاسد». غير ان هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي ابرز تكتل للمعارضين السياسيين داخل سوريا، قالت في بيان ان وفدها الذي توجه إلى تونس بهدف المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا «قرر الامتناع عن المشاركة» فيه.
وأدانت الهيئة ما رات ان المؤتمر يعتزم القيام به من «تحديد من يمثل الشعب السوري مكان الشعب السوري ومكان مؤتمر المعارضة التي أقرته الجامعة العربية، وترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري الخارجي».
مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية للازمة في سوريا، انه يأمل في «تعاون كامل من كل الإطراف المعنيين». من جهة أخرى منعت الشرطة التونسية العشرات من المتظاهرين الموالين للنظام السوري والرافضين لانعقاد المؤتمر من الوصول إلى مقر الاجتماع.