أخبار دولية
سوريون محاصرون في حمص يقولون إن العالم خذلهم
تاريخ النشر : الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢
بيروت - الوكالات: ندد ناشطون سوريون بنتيجة مؤتمر دولي «لأصدقاء سوريا» وقالوا امس السبت ان العالم تخلى عنهم لكي تقتلهم القوات الموالية للرئيس بشار الاسد.
وواصل الجيش السوري قصفه لحي بابا عمرو الذي تسيطر عليه المعارضة في حمص للاسبوع الرابع فيما حاول الصليب الاحمر اجلاء مزيد من المدنيين البائسين من المدينة.
وقال هشام حسن وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر «استؤنفت المفاوضات مع السلطات السورية والمعارضة لمواصلة اجلاء كل الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة». واستطرد «نأمل القيام بمزيد من عمليات الانقاذ... نأمل أن تتمكن أيضا اللجنة الدولية للصليب الاحمر من دخول بابا عمرو اليوم (السبت)».
لكن ناشطين في حمص عبروا عن يأسهم ازاء اجتماع اصدقاء سوريا يوم الجمعة في تونس وعن شكوكهم في جهود الصليب الاحمر لانها تضم الهلال الاحمر العربي السوري الذي ينظر اليه على انه يثير الشبهات لعلاقته بالحكومة. وقال الناشط نادر الحسيني انهم يرفضون العمل مع الهلال الاحمر المحلي وان طلب الحكومة بالتعامل مع الهلال الاحمر خدعة «قذرة» لان هذه الجماعة ليست مستقلة وتخضع لسيطرة النظام وانهم لا يثقون فيها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها أجلت عددا اجماليا يبلغ 27 امرأة وطفلا من بابا عمرو الجمعة. ووصف الحسيني الاحوال اليائسة في بابا عمرو حيث لم تنجح حتى الان الجهود لاخراج ثلاثة صحفيين غربيين وجثتي اثنين قتلا يوم الاربعاء الماضي.
وقال الحسيني انه يحبذ اذا أمكن للجنة الدولية للصليب الاحمر جلب بعض المساعدات. لكنه أضاف انه حتى اذا جلبوا لهم بعض الامدادات الطبية فالى أي مدى يمكن ان تساعد هذه الامدادات بينما يوجد مئات الجرحى الذين تزدحم بهم المنازل في انحاء الضاحية.
وقال الحسيني ان الناس يموتون لعدم توافر أكياس الدم لانه ليس لديهم القدرة على علاج الجميع وانه لا يعتقد ان اي كمية يمكنهم جلبها ستساعد حقا.
ومؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد الجمعة في تونس بمشاركة دول غربية وعربية كان الهدف منه هو مضاعفة الضغط الدبلوماسي على الاسد لانهاء نحو عام من الحملة ضد المعارضين لحكمه المستمر منذ 11 عاما والتي قتل خلالها آلاف السوريين.
وقال طبيب في بلدة الزبداني المعارضة طلب عدم نشر اسمه «انني احب شعوب كل الدول لكن من الواضح انه ليس بينهم من يهتم بنا أو بأزمتنا». وقال «انني اسف ان أبدو متشائما لكنني في الحقيقة فقد استبد بي الرعب من انه بعد كل هذه الجهود سينتهي بنا الامر مثل حماة في عام 1982 وان نقتل في الوقت الذي ينتظر فيه العالم ويراقب».
وسحق الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار حماة منذ 30 عاما وقتل عدة الاف وأحرق مناطق من المدينة بالدبابات والمدفعية في هجوم استمر ثلاثة اسابيع. وقال الطبيب: «يمكنني ان اقول لكم ان الناس في الزبداني مستاءون مما حدث في العاصمة التونسية». وأضاف «اننا نحتاج منهم إلى تسليح الثورة. واضاف انني لا افهم ما الذي ينتظرونه. هل يحتاجون لان يقتل نصف الشعب السوري أولا».
وصرح الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الجمعة انه يريد استخدام «كل الادوات المتوافرة» لوقف «قتل» المدنيين في سوريا، معبرا عن دعمه لمؤتمر اصدقاء سوريا في تونس.
في المقابل، اعربت وكالة انباء الصين الجديدة عن ارتياحها لأن مؤتمر اصدقاء سوريا الذي شارك فيه الجمعة في تونس اكثر من ستين بلدا ولم تحضره الصين «رفض التدخل الاجنبي» في سوريا. واعتبرت صحيفة الثورة السورية الحكومية ان «مؤتمر اصدقاء سوريا» الذي عقد يوم الجمعة في تونس شكل «خيبة جديدة» للاطراف «المتآمرة» على سوريا.
ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 26 مدنيا قتلوا السبت بينهم اربع نساء وطفلة بنيران القوات السورية، فيما قتل خمسة من عناصر الامن في ريف حلب.
وفي مدينة حلب، قال المرصد ان قوات الامن اطلقت النار لتفريق اكثر من اربعة آلاف متظاهر في حي سيف الدولة في حلب تجمعوا لتشييع شاب قتل يوم الجمعة في حي السكري وطالبوا بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت الناشطة في تنسيقيات حلب ان «عددا كبيرا من المواطنين انضموا إلى التشييع من بينهم نساء حملن اطفالهن في التظاهرة وصرن يزغردن، حتى تحول التشييع إلى تظاهرة تطالب بإسقاط النظام».