حرق المصاحف وحرق الأوطان
تاريخ النشر : الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢
محميد المحميد
}} أول السطر:
تحت بند أي لائحة وقانون يقوم الجهاز المركزي للمعلومات والاتصالات بفرض مبالغ لاختيار الأرقام الشخصية؟ هل هي أرقام للسيارات والهواتف النقالة أم أرقام تسلسلية من حق المواطن أن يحصل عليها وفق القانون والدستور؟ لم يتبق إلا أن نحصل على أرقام للمنازل والطرق والشوارع بمبالغ إذا كان الرقم (سلطة)..!
}} للعلم فقط:
حقوقي طائفي، يتاجر في العمال والبشر، في أكبر تناقض لمدعي حقوق الإنسان، بعد نجاح مشروع المقاطعة الشعبية لمتاجره ومحلاته أعلن تركه واعتزاله التجارة.. وعش رجبا ترى عجبا..!!
}} حرق المصاحف:
التناقضات في عالم السياسة لا حدود لها، وخاصة إذا دخلت من باب الدين.. وتناقضات الشخصيات والزعامات تصبح مضاعفة إذا ركبت موجة الدين من خلال السياسة.. وهذا ما قام به الرئيس الأمريكي حينما قدم اعتذاره الرسمي لأفغانستان عن حادثة حرق المصاحف التي قام بها الجنود الأمريكيون المجانين هناك، فيما تستباح دماء الأفغان المسالمين وتدك عليهم البيوت من دون أن يتقدم الرئيس الأمريكي بأي اعتذار أو أسف.
وبالأمس طالعتنا الصحف ووكالات الأنباء بأن القيادة البعثية النصيرية السورية تعرب عن استنكارها البالغ والشديد للاعتداء على المسجد الأقصى في الوقت الذي يمارس شبيحة وبلطجية البعث هناك مذابح القتل والترويع والإبادة ضد الشعب السوري، وهذا أكبر تناقض سياسي من باب الدين حينما يمارس النظام السوري وهولاكو الشام القتل بيد ويندد بتخريب المسجد الأقصى، في تناقض غريب يستحق أن يدخل في صفحات التاريخ من باب المجانين.
تماما كما قال أمس أحد خطباء طهران بالدعوة إلى الجهاد في سوريا والوقوف مع النظام السوري تحت دعاوى التعدي على أهل البيت وكأن حزب البعث السوري الظالم والكافر الذي لا يؤمن بالخالق أصبح من آل البيت ومن الصحابة الأجلاء، وبالتالي تستباح دماء الشعب العربي السوري من الشبيحة ومن الإرهابيين في إيران الذين يدخلون الأراضي السورية ليقتلوا الأبرياء.
في البحرين.. هذا التناقض موجود بصورة واضحة حول الحادثة المفبركة التي يرددها «عيسى قاسم اسحقوه» والماكينة الإعلامية للمعارضة الطائفية بأن هناك مصاحف قد أحرقت ولا بد من حرق الوطن وسحق رجال الأمن وتسويق الكذب والأباطيل، في صورة هي من أكبر صور التناقض في الادعاء زورا وبهتانا بالدفاع عن الثوابت الدينية من باب السياسة.
}} ملاحظة واجبة:
إعلان عدد من الشركات والبنوك أرباحها السنوية خلال هذه الأيام بشكل لافت وملحوظ، رسالة واضحة، سياسية واقتصادية، بشأن حيوية وفاعلية الاستثمار في البحرين.. فهل بالإمكان أن تعلن تلك الشركات مشاريع وطنية وحضارية لدعم الوطن والمواطن.
** آخر السطر:
«الشيء المقرف في الديمقراطية أنك تكون مضطرا إلى سماع الرأي الأحمق تحت دعاوى حرية الرأي والتعبير».. من أقوال الفيلسوف ديكارت.