الجريدة اليومية الأولى في البحرين



علم أم خرافة.. التخاطر اوالحاسة السادسة؟

تاريخ النشر : الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢



التخاطر أو الحاسة السادسة، واحدة من الظواهر الموجودة منذ أمد طويل، وكانت تعرف قديماً بالاتصال عن بعد فالكثير من الناس يتحدثون عن وجود إحساس لديهم أن صديقاً أو شخصاً آخر أوشك على الاتصال بهم ويكون حدسهم صحيحاً، وليس هذا مجرد مصادفة بل إن الناس في ظل الثورة التكنولوجية بدأوا يرسلون الكثير من الحكايات والنوادر عبر البريد الإلكتروني حيث يشعر المرء أن أحد أصدقائه ينوي إرسال بريد إلكتروني، وقد يتميز بهذه الخاصية الحيوانات كالقطط والكلاب وحتى الطيور لهم القدرة على الحدس من خلال انتظارهم لأصحابهم أمام الأبواب والنوافذ حتى عودتهم إلى المنزل وأن هذه الحيوانات تحمل حقولاً غير مرئية ذات أشكال معينة تؤثر على عاداتها وتقاليدها وحتى درجة ذكائها إلا أن هذه الحقول غير المرئية في أحسن الأحوال مجرد لهو خيالي مثير للضحك أكثر من كونه علماً جاداً.
ويطلق عليها عند العرب الحاسة السادسة فما هي تلك الحاسة وهل هي علمية أم روحانية؟
إحساس فطري
تقول د.هبة عيسوي أستاذة علم النفس في جامعة عين شمس عن الحاسة السادسة: إنها إحساس فطري لا يتعلق بالعقل والمنطق وصاحبه يتنبأ بالمستقبل لكن لا يدعي معرفة الغيب وهي بهذا تعد موهبة من المواهب الخارقة الموجودة عند قليلين، وتكون متفاوتة في الدرجة لأنها حاسة روحانية نابعة من الوجدان، وهي عبارة عن معلومات يحصل عليها الشخص من خلال الأحلام وفي بعض الأحيان تكون في اليقظة لكن يجب العلم بأنها مرتبطة بالإحساس وليس بالتدين، فليس ضرورياً أن يكون من يملكها شخصاً متديناً وما يمكن قوله إنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى توصيف علمي محدد لها وهي أيضاً لا تعتمد على تمارين لأنها محكومة بموهبة الإنسان وشفافيته.
أما أستاذ الطب النفسي د. يحيى الرخاوي فيؤكد أن الحاسة السادسة هي إحساس فطري بعيد عن المنطق يُمكّن صاحبه من معرفة المجهول والتنبؤ بالمستقبل، وأغلب الناس يملكون هذه الحاسة وبدرجات متفاوتة، والمسؤول عن هذه الحاسة عضو موجود خلف فتحتي الأنف في المخ، وهو عبارة عن ثقبين صغيرين يحتويان على أعصاب تلتقط الإشارات الكيميائية التي يفرزها الآخرون، ولم يحسم العلم حتى الآن ما إذا كان الجسم البشري يملك القدرة على إطلاق تلك الإشارات الكيميائية أم لا، ولكن من المؤكد أن الموهبة نفسها موجودة، وهذه الحاسة موجودة عند الحيوانات بكثرة لأن الإشارات الكيميائية المنبعثة من أجسام العديد من الحيوانات تحرك في أقرانها أنماطاً سلوكية غريزية مثل العدوانية أو التزاوج أو غيرها، وبالتالي يكون الحيوان لديه إحساس وشعور بالخطر قبل قدومه، ويضيف: إن أغلب الناس الذين لديهم موهبة الحاسة السادسة تتحقق تخميناتهم خلال حياتهم اليومية لكن ليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بحادثة حتى يُقال: إنه موهوب أو لديه الحاسة السادسة، بل يكفي أن يدق جرس الهاتف ويتوقع صاحبه من المتصل فهذا مظهر يتبع الحاسة السادسة، ويضيف: الحاسة السادسة هي عملية تواصل حسي صافية وشفافة قد يكتشف الشخص من خلالها بعض الحقائق كلغة العيون والشعور عن بُعد بما يحدث لمن تحب ومبادلة من تحب المشاعر والأحاسيس.
تجارب عملية
ويمكن أن يستغل هذا العلم لدى الحيوانات وخاصة الكلاب من خلال مراقبة سلوكها باستخدام الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة في كشف العديد من الظواهر الطبيعية كالزلازل والصواعق والعواصف الرعدية، كما أن هناك حيوانات أخرى غير الكلاب تمتلك القدرة على التخاطر ومن ضمنها الببغاء، وقد تم إجراء التجارب على ببغاوات البلاكيت صغيرة الحجم وثبت أن بعضها يتنبأ مسبقاً بموعد عودة صاحبه إلا أن القطط أظهرت أنها أكثر مراوغة لأنها لا تنتظر أصحابها دائماً في مكان واحد، فعندما يكون الطقس حسناً تنتظر على عتبة الباب في الخارج، أما إذا كان الطقس بارداً فإنها تنتظر في الداخل قرب المدفأة.