الجريدة اليومية الأولى في البحرين



حوار طائفي وطني!

تاريخ النشر : الأحد ٢٦ فبراير ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



قلت له: طالما ردّدنا، أنّ من تحترق قلوبهم على الوطن (سنّة وشيعة)، انتفضوا وما زالوا ضدّ مشروع طائفي معلّب، بات يأتينا كوجبة سمّ يومية من الخارج، تحتوي على خبز من (الطائفية) وطبق من (الكراهية) وكوب من (الحقد المذهبي)!
قال لي: أنت تخلط اللبن بالماء، فالحركة البحرينية كانت وما زالت حركة سياسية سلمية، تطالب بالإصلاح السياسي، ولم تكن موجّهة ضد أحد، بل كانت موجّهة ضد نظام سياسي فاسد، جلب عشرات الآلاف من المجنّسين لمواجهة شعب أعزل، ويجب عليه أن يرحل لأنّ البحرينيين يستحقّون الأفضل!
قلت له: مع احترامي لرأيك، لكنّك كاذب! ولو سمحت لي بالحديث لقلت لك الحقيقة التي لا تريد لا أنت ولا غيرك الإقرار بها. لم يجبني، لذلك قررت أن أواصل سردي حقيقة، طالما أراد أمثاله تغييبها.
قلت له: إن الحركة المطلبية التي تتحدّث عنها لم تكن موجّهة ضد السّلطة، بل استهدفت طائفة بأكملها في مدارسها ومستشفياتها وجامعاتها ومواقع عملها، حتى استهدفت الناس في شوارعهم وأملاكهم، فهل ما زلت تصرّ أنّها كانت سلمية وضد نظام سياسي فاسد، أم ضد طائفة بأكملها؟!
لم أنتظر منه الإجابة، لكنّني واصلت، أنتم تفتحون ملفّ التجنيس في العقد الأخير، بينما تصمتون عن ملفّات تجنيس الستينيات وما بعدها، والتي استفاد منها مئات الوجوه التي تخرج اليوم على القنوات الفضائية ترفض التجنيس، وهي في أصلها (مجنّسة)! ولو أردت أن أصفّ الأسماء لصففتها لك صفاً!
واصلت حديثي: مشكلتكم السياسية أنّكم مسيّرون ولستم مخيّرين! لأنكم تنقادون إلى ما يملى عليكم، حتى ارتضيتم لفئات منحرفة سياسياً أن تقود طائفة بأكملها إلى مستقبل مروّع، أفسدت الأجيال، وزرعت فيهم الكراهية والحقد والبغضاء والمظلومية، حتى قسّمتم الوطن إلى فسطاطين، حسيني ويزيدي، ثمّ صَمتّم عن كل الانتهاكات والإجرام الذي لم يتوقّف منذ عام كامل ويزيد، من اعتداءات وحرق ومحاولات اغتيال للناس ولرجال الأمن في الشوارع!
وللأسف، في الوقت الذي كنّا ننتظر من رموزكم التدخّل لحماية الوطن، انطبق عليهم المثل الدارج: سكت دهراً ونطق كفرا! حيث خرجوا بتشريع جديد للقتل تحت فتوى «اسحقوه»!
قال لي: تتحدّث عنّا وتناسيت ماذا فعلت جموع الفاتح؟! ماذا فعل شبابكم؟! فهاهم يتجمّعون كما تجمّعنا! ويسيّرون كما نسيّر!
قلت له أيضا: لقد كذبت، فجموع الفاتح خرجت تدافع عن الوطن، ولم تقطع طريقاً ولم تحتل موقعاً ولم تحرق ولم تضرب ولم تعتد!
جموع الفاتح وشبابه، لم يكونوا من طائفة واحدة وإن كانوا يمثّلون جزءاً كبيرا منها، ما جمعهم ليس الطائفة، ولكنّه الوطن.
ما حدث خلال التجمّع الأخير يُثبت عكس ما ذكرت، فرأي الحقّ والدفاع عن الوطن هو الذي غلب، أمّا الأصوات الأخرى التي طالبت الناس بعدم الحضور رغم رمزيتها، لم يلتفت إليها أحد، لكن مع ذلك لم يتغيّر احترام بعضنا لبعض.
انتهى الحديث، واصل صمته، وكنت أودّ مواصلة حديثي، لكنّي اكتفيت.
برودكاست: مهما حدث، سيبقى الوطن لنا جميعا، وعلينا جميعاً أن نواجه من يريدون اللعب بنا لتحقيق أجنداتهم الطائفية، صوت الحق سيعلو عاجلاً أم آجلا، وصوت الباطل مهما علا، سيأتي اليوم الذي يخبو فيه وينطفئ.