الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


التاريخ لن يذكر «المولوتوف».. بل سيذكر العمران!

تاريخ النشر : الاثنين ٢٧ يناير ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



خبر صغير نشر يوم أمس ربما لم يلتفت إليه الكثيرون: انه خلال ساعة واحدة نفدت تذاكر حفل مغني الأوبرا الايطالي الشهير (اندريا بو تشيللي), والمقرر أن يقام يوم 8 مارس القادم في البحرين, ضمن فعاليات (ربيع الثقافة), حيث بيعت 2988 تذكرة في ساعة واحدة!
وخبر آخر أيضا ربما لم يلتفت اليه الكثيرون يقول: «رصد تقرير مراقبة الاقتصاد الاماراتي في دبي, ان اقتصاد الامارة سيستمر في النمو خلال عام 2012 بنسبة 4,1 بالمائة, بفضل حيوية قطاعي التجارة والسياحة, ورغم استمرار الانكماش في قطاع الإنشاءات».
ما نريد قوله هنا ان البحرين لا تملك بالطبع الامكانيات العمرانية والفندقية التي تمتلكها الشقيقة (دبي), التي نتمنى لها بكل صدق.. التوفيق والنجاح دائما, ولكن البحرين تمتلك المقومات الاجتماعية والثقافية التي تجعل الزائر الأجنبي يحب العيش فيها, ولهذا ليس مستغربا أن تنفد تذاكر حفل (بو تشيللي) في غضون ساعة من طرحها, ليس فقط لأنه مغني أوبرا مشهور جدا على مستوى العالم, ويعتبر حاليا أحد عمالقة فن الأوبرا العالمية, ولكن أيضا لأن البحرين بلد مرغوبة لدى الكثير من الأجانب والخليجيين, وانني على ثقة بأن من اشتروا هذه التذاكر ليسوا فقط مواطنين بحرينيين ومقيمين أجانب في البحرين, بل خليجيين وأجانب مقيمين في السعودية وقطر ودبي والكويت وغيرها من دول المنطقة.
والأسبوع الماضي كتبت عن معركة من نوع آخر كان يخوضها بصمت الشجعان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء طوال عام كامل لزيادة وتيرة التنمية الاقتصادية والتجارية والصناعية والعمرانية والإسكانية والصحية والتعليمية في البحرين, على الرغم من كل احداث الشغب والعنف ومظاهرات «المولوتوف».., ولكنه كان يقاوم أحداث العنف والمخربين والمحرضين بيد, ويبني اقتصاد البحرين باليد الأخرى من دون كلل أو ملل, ويجتمع مع الوزراء والمسئولين ثلاث مرات في الاسبوع تقريبا, ولا يقتصر على اجتماع (الحكومة) الأسبوعي.
ما نحتاج إليه في البحرين أن نجسد مسيرة الاقتصاد والتجارة والسياحة يوميا, ولا ننشغل فقط بما يفعله المخربون والإرهابيون وما يرتكبونه من عنف في الشوارع.. فهؤلاء (دواؤهم) لدى وزارة الداخلية! التي أثبتت قدرتها على التصدي لهم وإحباط مؤامراتهم ضد البحرين.. لكن المعركة الكبيرة هي سياسة البناء والتعمير وانعاش الاقتصاد التي يقودها سمو رئيس الوزراء بكل مثابرة واجتهاد لحظة بلحظة.. فالتاريخ لن يقول: من أحرق الاطار وفجر «المولوتوف» في الشارع؟! ولكن سيقول: من شيّد الجسور والمدن السكنية والمتنزهات والمستشفيات والمدارس والمناطق الصناعية؟!