الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


26 قتيلا في يوم الاستفتاء على الدستور الجديد في سوريا

تاريخ النشر : الاثنين ٢٧ يناير ٢٠١٢



صوت الناخبون السوريون أمس الأحد في استفتاء على مشروع دستور جديد للبلاد حيث تستمر أعمال العنف حاصدة 26 قتيلا، ولاسيما في حمص التي يستمر قصف عدد من أحيائها ومحاصرتها منذ ثلاثة أسابيع.
ودعت المعارضة إلى مقاطعة الاستفتاء معتبرة ان لا شرعية له. في الوقت نفسه، استؤنفت المفاوضات بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمعارضة والسلطات السورية بهدف إجلاء عدد من ضحايا القصف، وبينهم صحفيون أجانب، من مدينة حمص.
وفتحت مراكز الاقتراع الساعة السابعة (005 تغ) ليدلي أكثر من 14 مليون سوري تجاوزت أعمارهم الـ 18 عاما، بأصواتهم. وقام التلفزيون السوري الرسمي ببث مباشر من محافظات مختلفة حول سير عملية الاقتراع. وقال مواطن لمراسلة التلفزيون في احد مراكز مدينة اللاذقية ان الاستفتاء «رسالة إلى العالم ليأخذ الديمقراطية من سوريا».
وذكر التلفزيون ان عمليات الاستفتاء تواصلت بزخم في جميع المراكز على امتداد الوطن. وأوضح مراسل من دمشق ان مواطنين كانوا ينتظرون أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم قبل السابعة، وان «الإقبال كبير». وداخل احد مراكز محافظة حلب، قال احد المقترعين للتلفزيون «انصح كل مواطن بالتصويت على الدستور لأنه مستقبل سوريا ولأنه يعطي حقوقا لكل الناس».
ويلغي الدستور الجديد الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ خمسين عاما. فقد حلت فقرة تنص على «التعددية السياسية» محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث «القائد في الدولة والمجتمع». وتنص المادة 88 على ان الرئيس لا يمكن ان ينتخب لأكثر من ولايتين كل منها سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح ان هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي، ولكن اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض ان تجري في عام .2014 ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس.
واعد الدستور الذي سيحل محل دستور 1973 في إطار الإصلاحات التي وعدت بها السلطات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام المستمرة منذ منتصف مارس الماضي.
ودعت المعارضة السورية التي تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد إلى مقاطعة الاستفتاء. وعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فيسبوك» الالكتروني، وتحت شعار «مقاطعة الاستفتاء»، كتب الأحد «نظام بلا شرعية، دستور بلا شرعية». وفي أسفل الإعلان، وتحت عبارة «من اجل سوريا نظيفة»، تشاهد يد تحمل صورة الأسد والدستور الجديد وترميهما في سلة المهملات.
ومن حمص، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله «الاستفتاء هو نوع من الحوار، ولا حوار مع القاتل»، مشيرا إلى ان الدستور الجديد يسمح لبشار الأسد بالترشح مرة أخرى للرئاسة. وقال «كما اننا نعرف ان لا انتخابات نزيهة يمكن ان يقوم بها هذا النظام. المواطنون يعرفون ان الأمر مثير للسخرية».
ويأتي الاستفتاء في وقت تستمر الحركة الاحتجاجية الواسعة النطاق ضد النظام السوري والتي تواجه بحملة قمع دموية تسببت بمقتل أكثر من 7500 شخص حتى الآن، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.
وقال العبدالله «لا منزل في حمص إلا وفيه قتيل او جريح او مفقود او معتقل، فكيف يذهب أفراده إلى الاستفتاء؟». وذكر انه قام صباح الأحد بجولة في الأحياء «الهادئة نسبيا» من المدينة: في القصور والخالدية والقرابيص وجورة الشياح والبياضة. وقال «هذه الأحياء واقعة نسبيا تحت سيطرة الجيش الحر. لا يوجد اي إنسان في الشارع، وكل شيء مقفل، ولا يوجد فيها مركز اقتراع واحد. فكيف بالأحرى الأحياء التي تشهد قصفا؟». وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت مشيرين إلى انه التقط بتاريخ أمس في بابا عمرو، تظهر انفجارات تتعالى منها سحب دخان اسود. ويقول صوت مسجل على الشريط «هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ». وأشار العبدالله إلى ان «القصف الصاروخي والمدفعي مستمر على حمص اليوم (الأحد) وخصوصا على بابا عمرو وهو يطال أحياء جديدة مثل الحميدية». وقال إن «أحياء مثل جوبر والسلطانية والإنشاءات القريبة من بابا عمرو تتعرض لتضييق باطلاق النار على المنازل واقتحامات لمنازل يتم طرد الاهالي منها وسلبها واحراقها»، مشيرا إلى ان قوات النظام «دخلت هذه الاحياء من قبل وعادت وخرجت منها». كما اشار إلى اقتحام أمس في حي كرم الزيتون في حمص. وقال الناشط ابو بكر عبر«سكايب» صباحا من حي بابا عمرو ان «أصوات الانفجاريات تملأ المكان»، مضيفا ان «رصاص القناصة يضرب هنا وهناك على كل ما يتحرك».
واضاف «البيوت مدمرة وكأننا نشاهد نشرة أخبار عن فلسطين او هيروشيما بعد ان تدمرت. لا كهرباء لا ماء ولا اتصالات ولا هواء نظيفا».
وقتل أمس الأحد تسعة مواطنين إثر اطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان في حمص، بحسب المرصد السوري. كما قتل ثلاثة مواطنين آخرين في إطلاق نار وقذائف على احياء اخرى.
وسقط «اربعة من القوات النظامية بينهم ضابط اثر اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية ومجموعة منشقة».
وفي درعا قتل ثلاثة من عناصر الامن في استهداف سيارتهم خلال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في المدينة. كما قتل جنديان في مدينة داعل في درعا في اشتباكات مستمرة منذ الصباح.
وقتل شخص صباحا برصاص القوات السورية في بلدة علما في محافظة درعا. وأشار المرصد إلى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومجموعات منشقة» في علما ومدينة الحراك. وقتل مواطن في مدينة نوى في محافظة درعا نتيجة «إطلاق نار كثيف من قوات الامن السورية». كما سجل المرصد مقتل مواطن «برصاص قناصة في مدينة إعزاز في محافظة حلب». وفي محافظة إدلب (افاد المرصد عن مقتل «مواطن (45 عاما) اثر إصابته بإطلاق رصاص من حاجز امني في مدينة معرة النعمان».
واستؤنفت صباح الأحد المفاوضات التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع السلطات والمعارضين السوريين لاجلاء جرحى بينهم صحفيان غربيان، الفرنسية اديت بوفييه والبريطاني بول كونروي، من حي بابا عمرو في حمص.