الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عالم يتغير


ملتقى الإعلاميين الشباب العرب

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٢

فوزية رشيد



{ اليوم وتحت الرعاية السامية من جلالة الملك للملتقى الرابع للاعلإميين الشباب العرب، وفي ظل اختيار البحرين عاصمة للصحافة العربية، سيتم التركيز في دور الاعلام وفي دور الشباب الاعلامي و(الجيل الالكتروني)، وسيشهد الملتقى تدشين العديد من الكتب لرواد الصحافة البحرينية، واستضافة كتاب وصحفيين بارزين من جميع الدول العربية، وحيث أثبت الاعلام في العصر الراهن تأثيره الكبير، في خلق الوعي وتوجيه الاحداث وصياغة المستقبل بالنسبة إلى أي بلد، وخاصة أن البحرين تمر اليوم بحالة استثنائية من حيث الهجمة الاعلامية التي تحتضن اصوات التشويه والاساءة وبث الأكاذيب والفبركات مما يستوجب الاسراع في تطوير الاعلام وقانون الصحافة لدعم العمل الاعلامي الايجابي والوطني، ومواجهة حملات التضليل التي يمارسها بعض الفئات الداخلية وتحتضنها جهات خارجية بات من المعروف من هي، ولحساب أي أجندة تعمل وأي مشروع في الوطن العربي يقطف ثمار الثورات العربية.
{ لقد اتضح في الآونة الاخيرة، وخاصة منذ بداية ما يسمى الربيع العربي، اي دور للشباب العرب والاعلاميين الشباب وخاصة الجيل الالكتروني في التحشيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تحريك الاحداث، هذا الجيل العربي الشاب هو اليوم بحاجة الى رعاية واهتمام كبيرين، حتى لا تستفرد جهات أجنبية خارجية بتدريب كوادره وفق أجندات يتم توجيههم في اطارها، وإن علم البعض بها، فإن البعض الآخر على غير علم بأسرارها وبواطنها وسر التدريب والتمويل فيها، مما يعني (اختطافا ممنهجا) لوعي شبابنا وخاصة «الجيل الالكتروني» وخلخلة ذلك الوعي في اتجاهات تخدم الغايات والاهداف الاجنبية، وتضعف اسس وأفكار الوطنية والهوية والانتماء والمصالح الوطنية الحقيقية في كل بلد عربي، وتفتح الباب مشرعا لجيل مدرب وممول وموجه، في فضاء اعلامي مفتوح من الاستحالة التحكم في اتجاهاته ونوازعه وطرائق عمله.
{ لهذا فإن الاعلاميين الشباب العرب تتضاعف على عواتقهم مهمات الدفاع عن أوطانهم، وبث الوعي الذي يسير في اتجاه حماية مصالح بلدانهم من خلال التنسيق الاعلامي والفكري في زمن الفضاء الاعلامي المفتوح، وأهمية صياغتهم لرؤية مستقبلية واضحة بما يمثله الاعلام من تأثير في المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية كافة، وتشكيل الحصانة الاعلامية والفكرية في وجه الاختراقات الخارجية في ذات المجال، والتي تعمل كاختراقات وفق مصالح دولها الخاصة، حتى ان كان التدريب والتمويل هما لكوادر شبابية داخل كل بلد عربي.
{ لعل الرعاية الملكية لهذا الملتقى الاعلامي الشبابي تؤكد اهتمام القيادة السياسية بتطوير الاعلام ودور الشباب في البحرين، وحيث للبحرين الريادة في الاهتمام منذ العقود الاولى من القرن الماضي وما قبلها بالصحافة والثقافة والفكر، وحيث مسيرة الاعلام تتطلب اليوم دفعات اكبر بكثير مما كان في الماضي، خاصة أمام ظهور الفضاءات الاعلامية المفتوحة، التي تحتاج الى احتضان الشباب فيها، وتوفير المتطلبات المادية والمعنوية، في أجواء حرية التعبير التي دعمها المشروع الاصلاحي لجلالة الملك، وترسيخ قيم الاعلام الحر المصون والمستند إلى وعي وطني لا ثغرات فيه، وحيث الصلة الاعلامية والتنسيق العربي الاستراتيجي باتا من المستوجبات الاساسية في الاعلام الخليجي والعربي في هذه المرحلة، وخاصة ان الحروب الراهنة هي (حروب الكترونية واعلامية) بالدرجة الاولى، يتم عبرها اما صياغة الوعي الصحيح بالاحداث وإما توجيهه في اتجاهات أخرى خادعة قد تدمر أوطانا آمنة ومستقرة، عبر توجيه مدروس وممنهج للأكاذيب والمبالغات والفبركات ومن خلال كوادر محلية موجهة، وهو ما لمسناه عن قرب خلال السنة الماضية ومازلنا نلمسه حتى اليوم بما يخص أحداث البحرين في فبراير- مارس الماضيين.
{ لعل من المهم التأكيد أيضا سرعة التنفيذ فيما أقره مجلس الوزراء خلال جلسته الاعتيادية يوم الاحد الماضي حول (اعادة تنظيم هيئة شئون الاعلام بالشكل الذي يجعلها قادرة على الاضطلاع بمسئولياتها الحالية والمستقبلية في الشأن الاعلامي بفروعه المرئية والمسموعة والمقروءة كافة، فيما يتعلق بتعزيز دور الاخبار والتواصل الاعلامي والمتابعة الاعلامية)، ونضيف بما يتعلق برعاية شبابنا وجيلنا الالكتروني ايضا، وخاصة في المواقع الالكترونية (التويتر والفيسبوك والشبكة العنكبوتية) وهو الجيل الذي يواجه الحملات التضليلية في ذات المواقع من اطراف تسعى إلى تشويه الحقائق وبث الاكاذيب الى جانب تأكيدنا ما طالب به الكثير من الاعلاميين والكتاب من ضرورة ادارة الاعلام البحريني في اطار (اعلام الازمة) وخاصة ان تداعيات ما أوجدته الازمة الماضية في البحرين لاتزال مستمرة، وهذا يعني الحاجة الى خطة اعلامية متكاملة بحرينيا وخليجيا، لتوجيه الرسائل الصحيحة الى الاعلامين العربي والدولي.
{ العالم منفتح اعلاميا على بعضه بعضا، ودور الشباب كبير وخطير في صياغة نوع الانفتاح في فضائه اللامحدود، ولعل ملتقى الاعلاميين الشباب في البحرين بامكانه ان يضع النقاط على الحروف، في توضيح وتوجيه مثل ذلك الدور في اطاريه الوطني والقومي، ووضع الخطط والبرامج الفاعلة للتنسيق بين الشباب العرب وتحقيق مطالبهم، وصياغة الرؤى والتشريعات التي تنظم أساليب عملهم والاهتمام بالوعي الفكري والثقافي والسياسي كخلفية ضرورية، لتكوين بؤرة اعلامية شبابية واعية، بكل المخاطر والتهديدات، وبناء جبهة اعلامية من الشباب العرب للتصدي لألاعيبها الاعلامية وحيلها الفكرية في اختراق الثوابت الوطنية لكل بلد عربي، تحت شعارات زائفة حول الحريات والديمقراطية ودعم المنظمات الدولية وتمويلها لشبابنا في اتجاه تجنيد مدروس وموجه، آن أوان الوعي بأساليبه ومواجهته عبر اعلام عربي منسق يحتل الشباب فيه المركز الاول.