حكاية الهدر من «طأطأ»
لـ «السلام عليكم»؟!
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
بالأمس أعلنت لجنة التحقيق البرلمانية في تجاوزات مشروع مستشفى الملك حمد، تجاوزات الهدر المالي في المشروع، والتي بلغت 25 مليون دينار!
قبل أشهر كان الهدر بمبلغ قريب من ذلك المبلغ، عندما رفضت البحرين استرجاع المبلغ المدفوع لاستضافة الفورمولا واحد العام الماضي! ملايين أخرى متناثرة نقرأها يومياً وهي تتطاير، مرّة في طيران الخليج، وأخرى في هيئات و«ممتلكات» أخرى!
ملايين أخرى، أصبحنا نسمع عن تطايرها في سباقات مختلفة، وبعضها في احتفالات وبرامج تُنسب الى الثقافة ولكنّها ليست كذلك!
خزانة الملايين تلك تكون مفتوحة «على الآخر» بكرم حاتمي غريب وعجيب، لكنّها فجأة و«بقدرة قادر»، تُغلق حينما تسمع صوت زيادة الرواتب للمواطن «الغلبان»! تُغلق «بقدرة قادر» عندما تسمع همس حقوق المتقاعدين وإكرامهم وفاء لهم! تُغلق «بقدرة قادر» عندما يطالب المواطن البسيط بتسريع وتيرة حقّه الإسكاني!
سلسلة الهدر المالي، أصبحت حكاية وطن مفجوع بثرواته التي باتت تُبعثر ذات اليمين وذات الشمال، في غياب لمفاهيم المراقبة والشفافية والمحاسبة!
حكاية الوطن المفجوع تحوّلت إلى «معلّقة» المواطن المغدور به، وبمبدأ التوزيع العادل للثروة، حيث بات يشتم رائحة تلك الملايين وهي تتطاير في مشاريع الهدر والفساد المالي وهو لا يلوي على شيء!
تصل اليه رائحتها كرائحة القِدر الذي تُغلى فيه الذبائح، لكنّه للأسف لا يصل اليه من تلك الذبائح سوى رائحتها التي يشتمها عبر تقارير الرقابة المالية والإدارية، وعبر أخبار مسرّبة هنا أو هناك!
شخصيات وتقارير تملأ حكاياتهما السمع والبصر، تثبتان الفساد والهدر، وتُمهرانه بالختم، وتبصمان عليه بالعشر، لكن تلك التقارير ما تلبث أن تتبخّر وهي التي من أصلها عدم التبخّر!
اليوم بتنا نسمع ونقرأ عن أموال الشعب المُهدرة و«المفعول بها» الأفاعيل، بينما الفاعل سواء كان معلوماً أو مجهولا - كلاهما سواء -، أصبح كمن وجد خزانة مفتوحة، فأدخل يديه، وملأ جيوبه، ونفخ بطنه، ثمّ ترك الخزانة ورحل!
سمعنا عن قضايا «غسيل أموال»، وقضايا رِشى وفساد وصلت إلى أقاصي المعمورة، ولكن مرّة واحدة و«بقدرة قادر»، أصبحت القضايا في طيّ «التغييب القسري»، ليس في أذهاننا فقط، بل حتى في دهاليز القضاء!
تغريدة: المطربة الأمريكية الماجنة «مادونا» تحيي حفلها في الإمارات، ومطربو «ربيع الثقافة» يصدحون في البحرين، والشعب السوري يُذبح من الوريد إلى الوريد.
حكمة قرآنية: «وإذا أردنا أن نُهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميرا».