أخبار البحرين
الملك ينيب ناصر بن حمد لافتتاح ملتقى الإعلاميين العرب
ناصر بن حمد: الملك حريص على أن تكون البحرين مركزا إعلاميا حرا
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢
تغطية: مكي حسن
تصوير: جوزيف
أناب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية لافتتاح ملتقى الإعلاميين الشباب العرب في دورته الرابعة، الذي انطلقت فعالياته صباح أمس.
وألقى سموه كلمة في حفل افتتاح المنتدى، قال فيها ان رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى للملتقى الإعلامي الشبابي الرابع جاء ليؤكد حرص جلالته على أن تكون البحرين مركزا إعلاميا حرا يهيئ المناخات والأرضية الصالحة لكل المبدعين في هذا المجال، مشددا سموه في الوقت ذاته على أن الرؤية الملكية السامية في رعاية مثل هذه الفعاليات تعكس إيمان جلالته بالدور الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الرأي العام واطلاع الجميع على ما تزخر به المملكة من انجازات تنموية وإعلامية كبيرة.
وأشار سموه إلى أن الرعاية الملكية السامية لهذا الملتقى حتمت على الجميع العمل بكل جد وإخلاص لتوفير مختلف أشكال النجاح لهذا التجمع الشبابي الإعلامي العربي المهم، مؤكدا أن مملكة البحرين سعت إلى تحقيق استضافة ناجحة لهذا التجمع تليق بسمعة البحرين في مثل هذه التجمعات الشبابية.
كما أكد سموه أهمية هذه الملتقيات في خلق جيل من القيادات الشبابية الإعلامية القادرة على مواصلة تطوير المسيرة الإعلامية التي تشهدها جميع الدول العربية والتي حققت نجاحات متميزة في الجانب الإعلامي بشتى أنواعه المسموع والمقروء، موضحاً سموه أن الدول العربية تمتلك قيادات وطنية شابة قادرة على الإبداع والتميز اذا ما أتيحت لها الفرصة الحقيقية لنشر إبداعاتها، مشيراً سموه إلى أن هذا الملتقى مكان مناسب لاكتشاف هذه الإبداعات وتسخيرها نحو الارتقاء بالمسيرة الإعلامية في الوطن العربي.
واختتم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بالقول ان الملتقى الإعلامي العربي فكرة متميزة وتجمع شبابي إعلامي يستحق الرعاية والاهتمام به لما يمثله من بيئة مناسبة للارتقاء بالإعلام الشبابي العربي، مشيرا سموه إلى أهمية أن يخرج الملتقى بتوصيات متميزة تسهم في رفع المستوى الإعلامي على الصعيدين المحلي والعربي وإعطاء فرصة للمواهب الإبداعية الشابة أن تقدم جانباً من إبداعاتها الإعلامية بمختلف أنواعها، والعمل على غرس قيم الإعلام الحر الذي يتقبل الرأي والرأي الآخر في الشباب العربي.
الشيخ فواز يتحدث
بعدها القى الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام كلمة أكد فيها ان اختيار «المنامة عاصمة الصحافة العربية لعام 2012م»، هو شهادة عربية محل تقدير واعتزاز، وبمثابة تتويج لمسيرة الإنجازات الرائدة التي تشهدها مملكة البحرين في مجال حرية الرأي والتعبيـر وازدهار الحريات الصحفية والإعلامية في ظل دولة القانون والمؤسسات.
وقال الشيخ فواز بن محمد ان الملتقى الذي يُقام برعاية سامية من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قائد مسيرة الإصلاح والتحديث والتطور الإعلامي في مملكة البحرين، يتـزامن مع الموافقة السامية لمجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على اعادة هيكلة هيئة شؤون الاعلام، وما تضمن من إلغاء إدارة الصحافة واستحداث إدارة التواصل الاعلامي بما يمكن الهيئة من أداء رسالتها الاعلامية وتبوء المملكة مكانة لائقة على الخريطة العالمية والدولية، فضلاً عن مناقشة مجلس النواب تعديل قانون الصحافة لاقرار قانون عصري مستنير يعكس تقدم الحريات الإعلامية في المملكة.
وقال «نحن على ثقة بان دعمكم هو خير دافع للارتقاء بمكانة الإعلام البحريني على الخريطة الدولية، عبـر توسيع آفاق الحريات تشريعيًا وتنظيميًا، وتأهيل الكفاءات البشرية، واستقطاب المؤسسات الرائدة في المدينة الإعلامية، بما يواكب الإنجازات التنموية والحضارية المحققة خلال العهد الإصلاحي الزاهر لجلالة الملك المفدى».
واضاف «إنه لمن دواعي سروري أن أغتنم هذه الفرصة في أن أتقدم بخالص التحية والتهنئة إلى المكرمين من القيادات الإعلامية والتنموية، تقديرًا لإسهاماتهم البارزة في العالم العربي، متمنيين لكل المشاركين التوفيق والسداد في إثراء جلسات الملتقى، والتعبير عن رسالته الراقية في تعزيز التعاون والتنسيق الإعلامي العربي المشترك، والنهوض بدور المؤسسات الإعلامية العربية على طريق التميز والإبداع والتنافسية».
تلاه تقليد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة القلادة الذهبية من الدرجة الاولى للمنتدى، من قبل هيثم يوسف سفير الاعلاميين الشباب العرب.
كلمة هيثم يوسف
كما ألقى هيثم يوسف كلمة، تقدم فيها بالشكر والتقدير إلى مقام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة (راعي الملتقى)، منوها الى ان هذه الفعالية تعكس مدى اهتمام جلالته بالحقل الإعلامي في الوطن العربي، وما حضور الشيخ ناصر لحفل الافتتاح ممثلا لجلالة الملك إلا دليل آخر على الاهتمام والمتابعة من جلالته للعاملين في هذا المجال.
وقال إن الاهداف العظيمة تبنى من خلال العلاقات الاجتماعية والمهنية الراقية بين ابناء الأمة العربية، ومن خلال المدى الذي تدفع فيه هذه العلاقات إلى رفعة الأمة العربية بين الأمم الأخرى، وهذا ما يعنينا في الشأن الإعلامي، مقدرا للعاملين في الإعلام على اختلاف مشاربهم ما قدموه لهذه المهنة الشريفة.
وتابع: وما تكريم الإعلاميين اليوم وسط زملائهم إلا تعبير عن صدق المشاعر تجاههم تقديرا لما قاموا به من أعمال جليلة تستحق التقدير والتسجيل في ذاكرة التاريخ، وكشف ان البعض قد يسأله: لماذا البحرين، ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ وأجاب: أن هناك رابطا روحيا يربطه بهذا البلد الصغير في حجمه والكبير في عطاءاته وإنجازاته.
ثم شكر لجميع الحاضرين جهودهم، وطلب منهم الوقوف لحظة لترديد «قسم شرف المهنة»، وقد وقف الجميع ملتزما ومرددا «نقسم بالله العظيم أن نلتزم بقضايانا الوطنية، وندافع عنها، وأن نبقى صحفيين وإعلاميين غير موالين إلا للحق والصدق والأمانة».
تكريم الإعلاميين
تلا ذلك تكريم الإعلاميين المتميزين في الصحافة والقنوات الفضائية والتواصل الاجتماعي، وقد قام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بتكريم الإعلاميين بحضور كل من هيثم يوسف (سفير الإعلاميين الشباب العرب)، وخالد أبوشيبة (سفير الخليج العربي في الملتقى).
وقد شملت قائمة المكرمين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة ورئيس مؤسسة الفكر العربي، وتسلمها بالنيابة عنه الأمير بندر بن خالد الفيصل، مدير تحرير صحيفة الحياة، عبدالرحمن الراشد مدير عام قناة العربية كأبرز شخصية إعلامية في العالم العربي، وتسلمها بالنيابة محمد العرب مدير العربية في البحرين، محمد كريشان أفضل مذيع ومقدم أخبار بـ«قناة الجزيرة»، مقدم برنامج خطوة في تلفزيون ابو ظبي، وتركي العجمة مقدم في قناة روتانا خليجية الرياضية.
بالإضافة إلى تكريم الإعلاميين محمد عبدالرحمن من قناة «سي. إن.بي.سي.» للصحافة الاقتصادية، جميل ظاهر إعلامي في (إم.بي.سي)، واحمد بجاتو من العربية لاستلام جائزة الشهيدة «أوار بهجت، وجائزة الشهيد علي حسن جابر من قناة الجزيرة، وتسلمها أخوه أحمد جباتو، وجائزة (القلادة الذهبية) للدكتور محمد عياش من فلسطين.
وفي ختام حفل الافتتاح تم تقليد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة «القلادة الذهبية» من الدرجة الاولى للمنتدى من قبل هيثم يوسف سفير الإعلاميين العرب.. كما تم تدشين العديد من الكتب برواد الصحافة الأوائل في البحرين منهم (عبدالله الزايد) في كتابه «شموع مضيئة»، وكتاب إبراهيم حسن كمال شيخ الصحفيين للكاتب بدر بشار الحادي وكتاب حسن الجشي (البدايات الشجاعة) للكاتب خالد البسام بالإضافة إلى معرض للصور لرواد الصحافة البحرينية.
ادعاء الاستقلالية
بدأت الجلسة الأولى للمنتدى بورقة عنوانها «الإعلام العربي.. الهوية والمصداقية».
تحدث أولا: الأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملاك لشئون الإعلام، وقال إن الانتماء يحمل معنى كبيرا، ويقصد به انتماء المؤسسات الإعلامية لقضايا الوطن منوها بأن الجميع في الوسط الاعلامي يدعي الإستقلالية ووضوح الهوية مستدركا من جهة أخرى ان رؤية الجمهور لما يكتب وينشر قد يخالف رؤية الصحيفة منوها بتأثر الإعلام باللوبي ورأس المال وعليه يصعب ان نقر بأن هناك مؤسسة إعلامية مستقلة بالكامل مشيرا من جهة أخرى إلى ان ولوج أي جهة إعلامية بالطائفية والانتماء العرقي يحط من قيمتها بين القراء.
وأكد أهمية الإعلام المتوازن في تناوله لقضايا الوطن مع إفساح المجال للرأي الآخر.. وتابع ان الاعلام في البحرين قد واجه إشكالية الهوية، وكما ان هوية الإعلام العربي قد تعرضت للاهتزاز بسبب تقلب مواقف هذه الصحيفة او تلك بسبب تغليب السياسة على المهنة مشددا على أهمية مصداقية الخبر والمعلومة التي يتم نقلها للقارئ ويؤسس عليها مواقفه أو معلوماته مشيرا إلى ان الإعلام الحزبي هو إعلام متعصب لكونه لا يسمح بالرأي الآخر.
إعلام محدود الحرية
المتحدث الثاني، هو راشد العريمي رئيس تحرير صحيفة «الإتحاد الإماراتية»، وذكر انه ليصعب عليه التحدث عن هوية واضحة للإعلام العربي بل هناك قطرية، وهوية مختلفة من صحيفة إلى أخرى وذلك يعود لصعوبة تحديد مفهوم واحد لمعنى «الهوية أو المصداقية».
وتناول من جهة ثانية السمات التي تتصف بها الصحافة العربية منها السلبية والايجابية، ومن السلبية ان الإعلام العربي هو إعلام محدود الحرية يتأثر بمواقف الحكومات وأصحاب المال، لذا فهناك «إعلام تبعي» يضخم الاخبار مع ضعف في المهنية لدى معظم العاملين في هذا القطاع، أو ذاك واستدرك انه على الرغم من هذه السمات، إلا أن الإعلام العربي استطاع ان يلج في بعض المجالات وينجح في تناولها وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2011 وغزو العراق عام 2003 والحرب على غزة عام 2006 وأحداث الربيع العربي في العام الماضي، واختتم بالقول، بناء على هذه الحقائق، فان المصداقية والتي تعني الثقة يصعب حصولها بالنتيجة في الإعلام العربي.
السلطة الرابعة
وقد أكد الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس تحرير صحيفة «اخبار الخليج»، ان الصحافة في الدول المتقدمة تعرف بـ «السلطة الرابعة»، ومنوها بان هذه التسمية جاءت نتيجة ظروف تاريخية حينما دعا ملك فرنسا (الملك لويس السادس عشر) إلى اجتماع عام للفئات التي تشغل السلطات الثلاث في فرنسا حينها، وقد شارك في ذلك الاجتماع 300 شخصية من النبلاء و300 رجل يمثلون الكنيسة و600 رجل من عموم المواطنين.
وتابع موضحا انه بعد عدة سنوات من ذلك الحدث، جاء السياسي البريطاني المعروف (أدموند بورك) ليلقي كلمة عن الديمقراطية بمجلس العموم البريطاني، وأثناء حديثه، أشار فجأة إلى الطابق العلوي حيث كان يجلس الصحفيون لمتابعة أحداث الجلسة، وقال: يا سادة.. يا كرام.. هناك من يمثل «السلطة الرابعة» وهم من أقوى السلطات في أي مجتمع.
تساؤلات
وتساءل: بعد مرور سنوات عدة على انطلاقة الصحافة بالوطن العربي، و37 سنة على نشوء الصحافة اليومية العربية في البحرين، يحق لنا ان نتساءل: هل السلطة الرابعة موجودة أم لا؟ وهل لدينا في عالمنا العربي حرية صحافة؟ وهل يؤمن الناس في هذا الجزء من العالم بمفاهيم الديمقراطية ودور الصحافة في ترسيخها، وبالتالي، هل نحن نمارس الديمقراطية بالوطن العربي؟
أجاب الأستاذ أنور على هذه الاسئلة بالقول: «يؤسفني ان أقول لا».. مضيفا بل اننا حينما نتحدث عن الديمقراطية لا نؤمن بها، ومعظم العقول العربية حينما تتحدث عن حرية الصحافة تخدع نفسها والسبب لأنه في مكنون ذاتها لا تمارسها كما ينبغي ان تكون حقا منوها بأننا نتغنى بها حينما يتعلق الأمر بأطراف أخرى.
وضرب مثلا على حديثه، بالقول: أنا كرئيس تحرير خلال العشر سنوات الماضية تجرجرت إلى المحاكم عدة مرات في قضايا النشر وحرية التعبير، أخذونا إلى المحكمة وكنا على حق لدرجة اننا لا نزال متهمون في دعاوى لا تنتهي فصولها بعد لان خصمنا فيها ناشط في حقوق الانسان، وبسبب ان صحيفتنا أشارت إلى تعاون هذا الشخص مع اطراف خارجية، وأشار إلى ان هذا الحقوقي في مدونته الإليكترونية اليومية لا يرحم أحدا بعبارات تحمل في طياتها السباب والشتائم والافتراءات.
حرية الصحافة
كما كشف الأستاذ أنور عبدالرحمن، وهو يتناول قضية حرية الصحافة في الوطن العربي، أن هناك مأزق «حرية الصحافة في البلاد العربية» وأطلق عليه «كبت حرية الصحافة في البحرين»، وأعطى مثالا في هذا الخصوص، بالقول لو افترضنا ان شخصا يدعى (فلان الفلاني) تعاطى مخدرات ومات بسبب ذلك، والحقيقة أننا في الصحافة هنا في البحرين لا نستطيع ذكر اٍسم المتعاطي بالكامل ولا الاسم الثنائي لأن ذكر الاسم سوف يدعو عائلته إلى إقامة دعوى قضائية ضد رئيس التحرير بحجة التشهير بالعائلة وإلحاق أذى بها، وهذا ينم عن مدى شيوع التقاليد القديمة وفرضها على الصحافة مما يعني إجبارنا على إخفاء المعلومات في مثل هذه الحالات.
البعد عن الشفافية
وكشف ان هذا المسلك معناه البعد عن مبدأ الشفافية في العمل الصحفي، وعليه، فعلى المجتمع ان يتحلى بالعقلانية في قبول الحقائق مشيرا في هذا الأمر إلى 3 كلمات في اللغة الانجليزية تعبر عن ذكاء الانسان ولكنها بشكل عام مختلفة، فالكلمة الأول PRAHS ، وتعني بالعربية يقظ ولكنه حريص على مصالحه الخاصة إلى حد لا أخلاقي أي لا يتورع عن اللجوء إلى الغش في سبيل تحقيق مصالحه الخاصة.
والكلمة الثانية: REVELC، وتعني بالعربية موهوب وماهر وبارع إلا أن التزامه بالأخلاق متروك للظروف، وتقديره الشخصي، اما الكلمة الثالثة، فهي: TNEGILLETNI, وتعني بالعربية الذكاء بشكل عقلاني وليس بالمكر والخداع.
المصداقية تعني الالتزام بالحقائق
كما شارك في موضوع (هوية ومصداقية الصحافة في العالم العربي) الأستاذ عمار علي حسن، وقال: «انه لاغنى عن الهوية لكونها الأرضية التي تقف عليها أي جهة إعلامية، وتعني إدراك الفرد لذاته، وقد تشير إلى الرابطة القومية والوطنية والجماعية، وحينما تختزل السلطات الحريات، تضيع الهوية منوها إلى أن العنف اصبح ثقافة الإعلام الحديث، فضاعت الهوية، وبرزت المذهبية وتصادم الحضارات، وقال: الانتماء أو الهوية لا يقتصر على سبيل المثال بأني أنا مصري، بل انا صعيدي وأؤيد الاهلي، وأحب النساء البيضاوات، وأقرأ الكتب وغيرها مشددا في النهاية على أهمية الوقوف على أرض ثابتة توضح معالم الهوية، أما المصداقية، فلا تعني الكذب وتجاوز الحقائق بقدر ذكرها واحترامها مشيرا إلى أن الكلمة هي مسئولية، وهي حرية لكنها ليست حرية مفرطة بل لها حدود تنظمها.
الهوية والمصداقية
كما ناقش ملتقى الإعلاميين الشباب العربي قضيتين مهمتين في الإعلام العربي هما «الهوية والمصداقية» بالإضافة إلى مدى مواكبة القنوات العربية في متابعة الحدث وتطوير الخبر في جلسته الاولى صباح امس فيما يختتم المؤتمر أعماله اليوم بمناقشة موضوعين مهمين آخرين، هما: «الانتشار والرقيب للإعلام الاجتماعي» و«التحديات والفرص المتاحة للمؤسسات الإعلامية» في أجواء حضور مكثف لأعداد ونوعية المشاركين في الحديث والتعقيب والمتابعة لمجمل المواضيع قيد الحوار. وقد كان لـ «أخبار الخليج» جولة في هذا الوسط الإعلامي المشارك للتعرف على آراء ما عرض من أفكار تتعلق بمصداقية وهوية الإعلام العربي، ودور مؤسسات المجتمع العربي في توحيد الرؤى والخبر وبما يدعم الأمن والاستقرار في مختلف أرجاء الوطن العربي، بالإضافة إلى التداخلات والفروقات بين الإعلام الرسمي (الحكومي) والإعلام الخاص.
وقد أوضح المشاركون ان «الإعلام الخاص» اكثر استقلالية من الإعلام الرسمي، وذلك بحكم ان الإعلام الرسمي يستعرض خطط وآراء الدولة في القضايا العامة والخدماتية، والحرص على توصيلها من زاويتها الرسمية على خلاف الإعلام الخاص، فهو يمتلك استقلالية في النشر اكثر من الإعلام الرسمي مع عدم نسيان دور وآثار اللوبيات السياسية والمالية في تحديد الخط الذي تنتهجه هذه الصحيفة أو هذه المحطة التلفازية وغيرها.
لقاءات جانبية
وفي لقاء مع الدكتور محمد عياش الذي قدمت إليه «قلادة الفارس للمسئولية الاجتماعية» لعام 2011، وقال إن الإعلاميين العرب قرروا منح القلادة له، بناء على الأعمال الخيرية التي يقوم بها في المهجر، منها بناء المساجد في دول الاتحاد الاوروبي على نفقته الخاصة. واعتبر ان تكريمه في ملتقى الشباب هو تكريم في حد ذاته الى» القدس العربي عاصمة فلسطين، منوها إلى أن القدس تحترق هذه الأيام وتواجه التهويد، وهي مهددة من قبل الكيان الصهيوني، فهذا المشهد الأليم للقدس يميط اللثام عن حاجة فلسطين إلى الدعم العربي، واختتم حديثه بتقديم هذه الهدية إلى الرئيس الفلسطيني (أبومازن) مطلقا عليه لقب «رجل السلام»، وتقدم بوافر الشكر والتقدير إلى حكومة وشعب البحرين على هذا التكريم متنميا ان يعم الهدوء والأمن والسلام أرجاء مملكة البحرين.
استقلالية الإعلام.
وفي لقاء مع الصحفي البارز في «قناة الجزيرة» محمد كريشان، سألناه حول مدى استقلالية الإعلام العربي، حيث أكد فيه أهمية التفريق بين الإعلام الرسمي وأي إعلام آخر منوها إلى أن الإعلام الرسمي هو ملك الدولة ومرفق عام لها، وهو ليس ملكا لحزب أو جهة سياسية معينة، لذا لابد ان يغطي أخبار الدولة، ويسمونه في تونس بـ «الإعلام العمومي»، وشدد على أهمية تناول القضايا الجماهيرية وأحوال الناس في الإعلام الرسمي لأن المواطن يدفع فاتورة الكهرباء والماء والطرق وغيرها، فبالتالي من حقه ان يرى ويسمع ويقرأ إعلاما يتناول آراء جميع المواطنين، ويحترم التعددية الحزبية والطائفية، أما إذا مال الإعلام لمصلحة طرف وأهمل الطرف الآخر، ففي هذه الحالة يبتعد الإعلام عن جوهره ودوره، ويفقد مقوماته في التنوير ونقل المعلومات والشفافية ولطالما ابتعد عن «المصداقية» وسار في منحى آخر.
وحول توجهات الإعلام في البحرين في الوقت الحالي، ذكر أن مسئولية مشتركة على حكومة وشعب البحرين، وما انعقاد هذا الملتقى والحوار إلا مفخرة لهذا البلد، واستدرك من جهة اخرى أن على الإعلام البحريني ان يركز ايضا على قضايا شعبه البحرين من خلال تشجيع التعددية سواء في الصحافة او في القنوات التلفزيونية بحيث يعكس هذا التنوع تعددية وحقيقة المجتمع البحريني.
الصحف في بريطانيا
وفي تعليق للأستاذ أنور عبدالرحمن حول تراجع الصحف ومصداقيتها، تطرق إلى تاريخ الصحافة البريطانية، وذكر ان صحيفة (صن)، وهي أتفه جريدة، توزع 6 ملايين نسخة في اليوم، والديلي ميرور توزع 4 ملايين نسخة، والديلي ميل 3 ملايين نسخة، بينما الصحف التي يغلب عليها طابع الفكر والثقافة تبيع أقل من مليون مثل التلغراف، والتايمز 800 ألف نسخة في اليوم وكذلك (الجارديان) 350 ألف نسخة في اليوم متسائلا ماذا يعكس هذا التوزيع؟
وحول الصحافة في البحرين، ذكر ان الخط القومي كان مسيطرا عليها في الخمسينيات، والخط اليساري مطلع السبعينيات ثم الخط الإسلامي المتشدد نهاية السبعينيات مع بداية الثورة والتغييرات في إيران، وأوضح ان المجتمع هو الذي يستطيع ان يفرض التغيير في مسار الصحيفة وليس الصحيفة هي التي تفرض الأمر على المجتمع.
تراجع الخط العروبي
وقال إن في مملكة البحرين 4 صحف شبه ليبرالية حاليا، لذا دعونا نواجه الحقيقة، متسائلا: من الذي أبرز الدور المأتمي والسلفي (الإسلامي المتشدد) في الصحافة البحرينية، وضرب مثلا بفوز القوائم الإسلامية المتشددة في الانتخابات النيابية، متسائلا: ألا يعكس ذلك تراجعا للخط القومي والمد الليبرالي وبروز الخط المتشدد في المجتمع البحريني؟ واصفا (الخط المتشدد) بالكارثة الاجتماعية، ومشيرا إلى أن هذا البروز كان على حساب انتهاء الجيل القومي والعروبي في المجتمع البحريني، حيث غدا الدين والمذهب هو الذي يوجه فعاليات ومواقف المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى ان الجلسة الثانية قد تناولت «القنوات العربية الإخبارية.. مواكبة الحدث بين التطوير والتقليد»، تحدث فيها كل من الأستاذ جمال خاشقجي المدير العام لقناة العرب، والأستاذ نبيل الخطيب رئيس التحرير التنفيذي لقناة العربية، كما تحدث الأستاذ محمد كريشان مقدم أخبار بقناة الجزيرة ومحمود مسلم رئيس تحرير شبكة تلفزيون الحياة.