التحقيقات
خريجو الجامعات الاجنبية كيف يتعايشون مع المجتمع
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢
مع نقص التخصصات العلمية في جامعات مملكة البحرين وعدم مواكباتها لمتطلبات سوق العمل، أصبح السفر إلى الخارج للالتحاق بالجامعات الأجنبية هو الخيار الوحيد أمام الكثيرين من الطلاب الذين يرغبون في دراسة بعض التخصصات غير المتوافرة في جامعتنا، وأيضا أمام من يرغبون في الحصول على شهادة معترف بها حتى ان كانت في احد التخصصات المتوافرة في الجامعات الخاصة بمملكة البحرين، آملين أن يجدوا فرص عمل جيدة عند عودتهم إلى ارض الوطن تعادل ما بذلوه من جهد وضغط نفسي في الغربة، وخاصة انهم يحصلون أثناء غربتهم على العديد من المكتسبات كالمهارات الحياتية، والثقة في النفس، والإحساس بالمسئولية والأفق الواسع، بالإضافة إلى اطلاعهم على ثقافات مختلفة وطرق مبتكرة في إدارة العمل، ويمضون السنوات وحلم العودة إلى الوطن وإيجاد عمل مناسب لا يفارق مخيلتهم.
ولكن هل يجد خريجو الجامعات الأجنبية العمل المناسب لتخصصاتهم بعد عودتهم؟ أم يصابون بخيبة آمل نتيجة افتقارهم إلى الخبرة وبالتالي لا يجدون الفرص المناسبة بالراتب الذي داعب أحلامهم عندما قرروا اختيار التعليم بالخارج؟ للأسف تصاعدت شكوى البعض لان سوق العمل لا تستوعب تخصصاتهم.
وشكاوى آخرين من ان أصحاب العمل يفضلون من لديهم خبرة وبالتالي يستقدمون خبراء من الخارج، وهناك من يؤكد أن الخريج الجديد يتساوى مع من لديه خبرة، فالأول لا يجد وظيفة لأنه بلا خبرة، والثاني تقف شهادته وخبرته عائقا أمام حصوله على وظيفة تناسب إمكانياته، وبالتالي يتساوى الاثنان في عدم الحصول على الوظيفة المناسبة.
«أخبار الخليج» التقت مجموعة من خريجي اعرق الجامعات الأجنبية للوقوف على قراءتهم للمجتمع البحريني من النواحي التعليمية والوظيفية والسياسية، وهل سوق العمل مهيأة لاستيعابهم؟ وما السبب الذي جعلهم يفضلون الدراسة في الخارج؟ وماذا عن الوظائف التي تعرض عليهم؟
هذه الأسئلة وغيرها رصدنا إجابتها خلال السطور التالية:
خريجة بامتياز
تقول خريجة الجامعة الألمانية نوران اشرف: درست في الجامعة الألمانية تخصص «تكنولوجيا حيوية»، وهو يتيح لي العمل في كل ما يخص الجينات الوراثية والتلقيح الصناعي، وعندما اخترت هذا التخصص كنت متصورة ان الدول العربية تحتاج إليه بشكل حيوي ومهم، وانني سوف أجد عملا بمجرد تخرجي، خاصة ان اعلان مركز الجوهرة للجينات الوراثية كان مكثفا قبل تخرجي مباشرة، وطبيعة عمله في نفس تخصصي، وبالفعل حصلت على شهادة التخرج بتقدير امتياز، وعدت إلى مملكة البحرين وكلي أمل في أن أجد وظيفة بهذا المركز ولكن للأسف عجزت حتى عن التقدم بأوراقي للمسئولين عنه، لعدم وجود رؤية واضحة أو نظام تجهيز محدد للمركز حتى انه لم يتم تشغيله إلى الآن على الرغم من انني قد تخرجت منذ عام ونصف عام.
وعن رؤيتها لسوق العمل في البحرين تقول: لا أرى ان هناك تبنيا للكفاءات وان الاعتماد الكلي على التخصصات التقليدية، مما لا يحفز الطلبة إلى طرق التخصصات الجديدة وبالتالي الجامعات لا تسعى لإدخال تخصصات تواكب الدول المتقدمة علميا، فالتخصصات العملية نادرة وغير موجودة في البحرين وعندما تحتاج إليها سوق العمل يتم استقدام بروفيسرات من الخارج، وهناك العديد من الطلاب يلجأون للدراسة بالخارج لعدم وجود تخصصات في الجامعات الخاصة وعند عودتهم لا يجدون وظائف ويوجد منهم من يقبل أي وظيفة حتى ان كانت لا تلائم تخصصه.
وعن الحل تقول: يجب على سوق البحرين إذا كانت لا تستطيع توفير دراسة متخصصة في مجالات جديدة على الأقل تحتضن الكفاءات التي تحصل على شهاداتها من الخارج كي تستطيع استكمال دراستها العليا في البحرين، وبالنسبة لي فقد رفضت العمل في مجال بعيد عن دراستي لأنني انشد البدء في دراسة الماجستير ثم الدكتوراه، ولذلك قررت ترك البحرين والذهاب للعمل في بلد اخر أجد فيه من يحتاج إلى تخصصي.
الحلم
ئويقول فهد بهزاد عشت في حلم الحصول على وظيفة مناسبة ولكن الواقع كان شيئا اخر إذ درست بجامعة برادفورد في بريطانيا وحصلت على بكالوريوس التجارة الالكترونية، وعندما اخترت هذا التخصص كنت انظر إلى المستقبل وان هذا التخصص سوف يصبح موجودا في البحرين في القريب العاجل، ثم انتهيت من البكالوريوس وبدأت دراسة الماجستير في إدارة وتخطيط المشاريع، ثم عدت إلى البحرين، وعملت مع الوالد لاكتساب خبرة وفي الوقت نفسه كنت ابحث عن عمل في تخصصي، وبعد عام وجدت عملا بالماجستير ولكن في درجة حامل البكالوريوس، مما أصابني بإحباط ولكن لم يكن أمامي اختيار اخر، وحاليا أحاول التطوير من نفسي بحضور العديد من الدورات والحصول على المزيد من الشهادات بجانب الخبرة، وأتمنى لسوق العمل في البحرين تعيين الخريجين بمختلف الوظائف حسب كفاءاتهم وليس على اعتبار العلاقات الشخصية والمحسوبية.
الريادة
قرر علي الصباغ أن يدرس في نيوكاسل ببريطانيا الوسائط المتعددة (الملتي ميديا) نظرا لان الإعلام المسموع والمرئي وأفلام الكارتون وكيفية تحريكها كانت تجذبه وتشد انتباهه، وبالفعل سافر للدراسة بجامعة سندرلاند في بريطانيا، ثم درس الماجستير بجامعة بريستول ولكن في تخصص الشئون المالية والاقتصادية، وقد عمل بجانب دراسته في مجال التسويق لأكثر من عام، ثم عاد إلى البحرين واستطاع أن يجد عملا في خلال شهر بعد عودته من الخارج، وفي هذا السياق يقول: تسلمت العمل كمساعد مدير مالي ثم وصلت إلى مدير، ثم قررت أن ابدأ مشروعي الخاص في التسويق الالكتروني، وهو عبارة عن تقديم الاستشارات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمساعدتها في العمل، ونظرا للظروف التي مرت بنا في العام الماضي، كان لابد من البحث عن عمل براتب ثابت بجانب عملي، وبالفعل اعمل حاليا مدير الإعلام الاجتماعي بإحدى الشركات الكبرى، وهذا التخصص بعيد عن دراستي ولكنى اكتسبت خبرتي فيه من خلال عملي في مشروعي الخاص لأنه جزء لا يتجزأ من التسويق الالكتروني.
وعن سبب اختياره للدراسة في الخارج ورؤيته للتعليم في مملكة البحرين يقول: لم اختر الدراسة في الخارج ولكن التخصص الذي رغبته لا وجود له في جامعات البحرين، وعلى الرغم من علمي بأنني لن أجد عملا في مجال دراستي فإنني مقتنع بضرورة خوض المجالات الجديدة لأنها تمثل المستقبل، وإذا لم تكن فرص العمل متوافرة الآن فسوف يصبح كل من درس تخصصا جديدا في طليعة العاملين عندما تفتح سوق العمل في هذا المجال، مشير إلى ان جامعة البحرين على الرغم من قوتها فإنها تفتقد الكثير من التخصصات التي تحتاج إليها سوق العمل.
أما مديرة مركز الأهلية للتدريب والتطوير ثائرة الشيراوي فقد حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال من بريطانيا، وتتحدث عن امالها وطموحها وتجربتها في العمل فتقول: في بداية التخرج نعقد الأمل على إيجاد فرصة عمل نستطيع من خلالها تحقيق طموحنا على ارض الواقع، ولكن صدمتنا تكون كبيرة عندما تواجهنا صعوبات بعد عودتنا من الخارج، لأننا نجد ان الأوضاع تختلف عما عهدناه أثناء دراستنا، إذ نتعود حياة وثقافة مختلفتين، وقد كنت أثناء دراستي اعمل في الإجازة الصيفية متدربة بالوزارات، ووجدت ان العمل بالوزارات لا يلائمني، فاتجهت للقطاع الخاص، والمشكلة الأساسية التي تقابلنا ان من يحمل شهادة لا تكون لديه خبرة، ومن يملك خبرة تكون اكبر من احتياج جهة العمل، وكانت بداية عملي في احد البنوك كمسئولة مبيعات، ولم أتناقش في موضوع الراتب لأنني كنت بلا خبرة ولكني اكتشفت ان عدم الخبرة وحده ليس السبب في ضعف الراتب ولكن هناك العديد من العوامل ومنها عدم وجود علاقات مع المسئولين في العمل، أو عدم طلب زيادة هذا بالإضافة إلى ان النساء يدفع لهن راتب اقل من الرجال.
وعن رؤيتها للمستقبل تقول الشيراوي: لدينا مشكلة في تطبيق البرامج الموجودة حاليا التي تهدف إلى تطبيق الرؤية الاقتصادية 2020-2030، سواء في التعليم أو سوق العمل، ولكن هناك محاولات جادة لربطهم وتفعيل الاقتصاد بشكل جيد، وعموما فان الرؤية المستقبلية ممتازة وننتظر ان تحل مشاكل التطبيق.
إحباط البطالة
أصيب محمد الدوسري بإحباط شديد نظرا لأنه يبحث عن عمل منذ أربعة أشهر تقريبا ولكنه لم يجد، وقد اجرى مقابلة بإحدى الشركات ولكنه لم يتلق منهم أي رد، ولا توجد لديه علاقات كي يجد عن طريقهم العمل المناسب، فهو خريج جامعة استراليا حيث درس بها هندسة كهرباء والكترونيات وقد اختار الدراسة في الخارج لأنه يرى إن الدكاترة في الجامعات الخاصة بالبحرين ليسوا على المستوى المطلوب، أما في الخارج فخبرتهم الأكاديمية اكبر بالإضافة إلى تفتح عقليتهم وإعطائهم الحرية للطالب في طريقة التعليم، وتقبل المعلومة كما ان المختبرات المعملية ذات مستوى مرتفع، هذا بخلاف ان الأساتذة يتقبلون جميع الأفكار والآراء من دون تفرقة بين عرق أو جنس، هذا بخلاف ان الدراسة بالخارج تكسب الطالب خبرة علمية وحياتية بالإضافة إلى اكتسابنا لثقافات مختلفة تجعلنا ننظر إلى الحياة بمنظور آخر.
أما عن رؤيته لفرص العمل في مملكة البحرين فيقول الدوسري: أرى أن تخصصي مطلوب وفرص العمل المتاحة أمامي كثيرة، ولكن المشكلة في آلية توزيع الوظائف وتقبل الخريج الجديد، فالشركات الكبرى تفضل استقدام موظفين ذوي خبرة من الخارج، ولا تفكر في إسناد العمل للخريج، وبالتالي يصبح من الصعب عليه بعد أن امضى سنوات في الغربة، وحصل على شهادة ذات تخصص مطلوب لا يجد من يقبل بتوظيفه وان وجد وظيفة في الغالب تكون بعيدة عن دراسته، ونحن لا نلوم نظام الشركات في البحرين ولكن يجب أن تتاح الفرص لتدريب الخريجين على مختلف الوظائف كل حسب دراسته، ففي الخارج توجد شركات تتولى مهمة تدريب الخريج بعد حصوله على الشهادة مباشرة، ثم يوفرون له فرصة عمل لديهم، أو يبحثون له عن عمل في مكان آخر، وهذا نوع متميز من المساندة غير موجود في البحرين.
ويؤكد الدوسري مدى سعادته بدارسة الهندسة متمنيا أن يستطيع المساهمة في بناء الوطن وان يضيف إليه الكثير مما تعلمه في الخارج، مشيرا إلى انه اكتسب تجربة من خلال دراسته بالخارج لا توجد لدى خريجي الجامعات بمملكة البحرين، مبينا ان التخصصات العملية سوف تؤثر إيجابا في وزارات الدولة بشكل عام.
ويرى ضرورة تطوير جميع المجالات وخصوصا العلمية في جامعة البحرين لأن خريجي هذه التخصصات على الرغم من تمتعهم بقدر كبير من المعلومات والأفكار، فإنهم لا يستطيعون تنفيذها بشكل كامل نظرا لقلة عدد المختبرات، ومقارنة بالخارج نجد لديهم الكثير من المختبرات، والجامعة تقدم للطالب التسهيلات والمساعدات كافة.
وعن أمنياته للتعليم في جامعات البحرين يقول: أتمنى على الوزارات المعنية التدقيق في التخصصات التي يتم اعتمادها ليتم تدريسها في مملكة البحرين، وأن تعمل على تطوير المجالات العلمية التي تقوم تلك الجامعات بطرحها ويكون هناك عدد من الخطط الاستراتيجية لدمج الخريجين في سوق العمل حتى يتم استغلال قدراتهم في المكان الصحيح لأننا لم نتعب في تعليمنا حتى نجلس في المنزل، كما ان عملية التطوير في الجهات الحكومية بطيئة جدا مقارنة بالخبرات التي يمتلكها الموظفون في تلك الأماكن.
عقدة التوظيف
سارة محمد خريجة الجامعة الألمانية ولكنها درست إدارة أعمال، وعلى الرغم من أن هذا التخصص موجود وبكثرة في جميع جامعات مملكة البحرين فإنها فضلت دراسته في الخارج وتبرر ذلك بقولها إن مستوى التعليم في الجامعات الخاصة بالبحرين ليس بالمستوى المطلوب، كما أن الدراسة في الخارج توفر فرصا وظيفية أفضل، نظرًا لان أصحاب العمل يفضلون توظيف خريجي الجامعات الأجنبية وبراتب اكبر من قرنائهم خريجي جامعات البحرين حتى ان كان مستوى التعليم متساويا، إلا إن عقدة التوظيف للتعليم الأجنبي مازالت مسيطرة علينا.
وتؤكد سارة أنها وجدت فرصة عمل جيدة في تخصصها بإحدى الشركات الكبرى، وذلك بعد تخرجها بأشهر معدودة وبراتب كبير مقارنة بزملائها خريجي نفس تخصصها من الجامعات الخاصة بمملكة البحرين.
أما علي جمال فقد درس في إحدى جامعات استراليا وتخصص في المحاسبة، ويرى ان الدراسة في الخارج تكسبه العديد من المهارات، ابسطها اللغة، وأهمها الاعتماد على النفس، هذا بخلاف قوة وعمق التعليم، وبالتالي فإن الشهادة تكون أفضل، كما ان مملكة البحرين ينقصها العديد من التخصصات التي تجعل الطلاب يبحثون عن دراستها في الخارج.
وعن الوضع العلمي في البحرين يقول: الوضع العلمي في البحرين صعب، فعلى الرغم من وجود العديد من التخصصات فإن بعض الطلاب يبحثون عن الدارسة الأسهل والتي لا تحتاج إليها سوق العمل، كما ان هناك العديد من التخصصات التي نحتاج إليها ولكن للأسف نفتقد وجودها في جامعاتنا، وسوق العمل لا تستوعب التخصصات التي نقوم بدراستها في الخارج، مما يصيبنا بالإحباط، ونأمل أن تجلب الجامعات الخاصة المزيد من التخصصات التي تتماشى مع مختلف الأعمال التي ننتظر أن تغزو السوق في الفترة المقبلة، نظرا لان الانتكاسة التي واجهتها البحرين لن تستمر وسوف تمر بخير ويعود الوضع الاقتصادي أفضل من السابق.
فيما يعلل حمد البسام خريج جامعة ميغل بكندا سبب اختياره للدراسة في الخارج بأن سوق العمل في البحرين تثق أكثر في الحاصلين على الشهادات من جامعات الدول الأجنبية خاصة إذا كانت هذه الجامعة معروفة بمستوى دراستها الجيد، وبالتالي فقد تم اختياره للدراسات المالية، ويرى حمد انه محظوظ إذ وجد عملا بمجرد عودته إلى مملكة البحرين في نفس تخصصه وبراتب أرضى تطلعاته وطموحه كموظف مبتدئ. وعن طلباته من سوق العمل يقول: يجب توفير وظيفة لكل خريج كي تتاح له فرصة اكتساب خبرة من الذين سبقوه إلى سوق العمل، كي يصبح من الكوادر القادرة على تبوء المناصب الكبيرة مستقبلا، بالإضافة إلى ان إيقاف بعض الجامعات لعدم مطابقتها لمواصفات الجودة، أدى إلى ان النظرة لخريجي هذه الجامعات أصبحت سيئة حتى بالنسبة لمن تخرجوا قبل سنوات، مما جعل فرصتهم في الحصول على عمل ليست بالكبيرة.
الخيار الأوحد
طلال باقر خريج جامعة في بريطانيا درس عامين قانونا ثم حول إلى الدراسات التجارية وإدارة أعمال، وعن السبب الذي جعله يختار الدراسة في الخارج يقول: عندما سافرت لم تكن في البحرين جامعات بالمستوى المطلوب أو المعروف وبالتالي كان الخيار الوحيد هو السفر، وقد سبقني أشقائي في الطريق نفسه، وكان السفر بالنسبة لي يعد بمثابة الفرصة ليس فقط للحصول على شهادة جامعية ولكن لاكتساب العديد من المهارات الحياتية، ومنها الاعتماد على النفس واللغة وكيفية التعامل مع الناس وغيرها الكثير، وبعد عودتي إلى البحرين ظللت حوالي العام ونصف العام عاطلا عن العمل، نظرا لان الأعمال التي كانت تعرض عليّ قليلة جدا وبجهود شخصية، ولكنها لا تناسب مؤهلاتي، ورفضت بعضها والبعض الآخر توقف بسبب الأزمة الاقتصادية ومن ثم الأزمة السياسية بالبحرين، وحاليا اعمل منذ أكثر من عامين ونصف عام في القطاع الحكومي بديوان الخدمة المدنية بوظيفة تحث على تغير أداء المؤسسات إلى الأفضل، وبالتالي اشعر بأنني استطيع الاستفادة من «الأدوات» التي اكتسبتها من الخارج في هذا العمل.
وعن رأيه في الوظائف التي توفرها سوق العمل يشير إلى انه لا تستوعب الحاصلين على الدراسات العليا، فالبعض درس ماجستيرا بعد انتهائه من البكالوريوس مباشرة، وعندما عاد من الخارج لم يجد الوظيفة المناسبة نظرا لأنه لا يمتلك خبرة، وبالتالي لم يجد أمامه فرص عمل سوى بالبكالوريوس، وبالتالي قبل هذه الوظيفة لان سوق العمل في البحرين صغيرة ومن يبحث عن وظيفة يعتمد على مجهوده الفردي عن طريق الأقارب والمعارف، مؤكدا ان أصحاب الشركات يفضلون الدارسين في الخارج لأنهم تعلموا في فترة الغربة الإحساس بالمسئولية والاعتماد على النفس، مع نفيه ان يكون راتب خريجي الجامعات الأجنبية أكثر من قرنائهم خريجي الجامعات المحلية، خاصة في قطاع الحكومة الذي يعمل به، أما في القطاع الخاص فالقبول في الوظيفة أو تحديد الراتب يعتمد على التقييم من خلال المقابلة الشخصية.
وفي نهاية حديثه يتمنى طلال ان تتغير آلية حصول الخريج على عمل، بالإضافة إلى استيعاب الأفكار الجديدة التي يأتي بها خريجو الجامعات الأجنبية لأنهم يكتسبون هذه الأفكار التطويرية وأساليب العمل الحديثة من خلال البيئة التي درسوا بها، ولكنهم يصدمون برفض بعض الأشخاص المقاومين للتغير لكل ما هو حديث، خاصة في القطاعات الحكومية والوزارات لأنها قطاعات خدمية، أما بالنسبة للشركات الخاصة فهم يبحثون عن الأفكار الجديدة ويحرصون على التطوير.